السودان بين التدخلات الخارجية وموقف الجيش من البشير

عربي ودولي

تظاهرات السودان
تظاهرات السودان


تستمر التظاهرات في السودان التي بدأت في ديسمبر الماضي، ضد الرئيس عمر البشير، لكن الوضع بات أكثر تأزيما، بعدما قُتل سبعة أشخاص عسكريون خلال محاولة فض اعتصام المتظاهرين، أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.

ومع ذلك، تبقى نغمة التدخلات الخارجية بارزة في المشهد السوداني، إذ تتحدث الحكومة عن تدخلات خارجية ومخططات تؤجج التظاهرات، بينما يتحدث المتظاهرون عن دعم إقليمي ودولي للبشير.

ويبقى المشهد السوداني بحسب المتابعين مرهونا بما يدور داخل أسوار قيادة الجيش، وموقف القوات المسلحة من المسيرات التي دخلت شهرها الرابع، وحياد الجيش هو المشهد الراسخ حتى الآن، لكنه أحيانا يتحول إلى تعاطف.

ويبقى السؤال هل يتكرر السيناريو الجزائري في السودان على الرغم من سقوط ضحايا في الخرطوم وعدد من الولايات أم سيكون للجيش كلمته؟

قالت نائبة رئيس حزب "الأمة"، د. مريم الصادق المهدي، إن "الأمر في السودان داخلي بحت دون تدخل خارجي خاصة من طرف المعارضة والمحتجين"، مشيرة إلى أن "الشعب السوداني على مدار 118 يوما يعبر عن موقفه بوضوح من هذا النظام الذي فصل السودان وأضعف اقتصاده وجهل هناك حروب أهلية وتغابن اجتماعي غير مسبوق".

وذكرت أنه "منذ مجيء هذا النظام تحديدا أصبحت أموره تدار من الخارج وكل اتفاقيات السلام منذ التسعينيات انتهت كلها بالفشل وكانت بوساطات أجنبية". وتابعت أن "السودان بسبب ظروفه الاقتصادية أصبح مرتهن للإعانات الدولية مع أنه بلد غني بالموارد المتجددة وغير المتجددة".

وأكدت د. هادية حسب الله، الاكاديمية والناشطة الحقوقية، أن "الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة مستمر من قبل المحتجين حتى رحيل نظام الرئيس عمر البشير والحلول الديموقراطي عن طريق سلمي".

وأوضحت أن "الاعتصام أمام مقر الجيش جاء تأكيدا على أن به من الشرفاء الذي يضمنون التحول السلمي بشكل لا يريق دماء الشعب السوداني في ظل تواجد مليشيات مسلحة تدعم النظام".

من جهته يعتقد عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار، أن "النظام لم يستطع فض اعتصام المحتجين أمام مقر الجيش بسبب أن حسابات الحكومة أكدت أن محاولة فض الاعتصام قد تؤدي إلى دماء كثيرة أكبر من الحكومة في ظل التحذيرات الدولية".

وقال إن "الحسابات الأخيرة لحزب المؤتمر تمضي في صفقة مع الحراك الجماهيري حتى يصل معهم إلى منطقة وسط بمثابة تسوية سياسية لما يجري الآن".