محمد سمير يكتب: التحدي "الترامبي" المجنون..هل ستنفعل إيران؟

مقالات الرأي

محمد سمير
محمد سمير


لا يزال "ترامب" يقدم عربون رئاسته للفترة المقبلة، بتنفيذ ما يريده الصهاينة من كبح جماح إيران، يراه البعض شيئاً سيئاً لمجرد أنه يكره الكيان الصهيوني، وهذا غير مقبول، فعليك أن تدرك أنك تقف في منطقة "الأوفسايد" العقيمة، وأن موقفك لا يسمن ولا يغني من جوع، فالصهاينة والإيرانيون لا يختلفون كثيراً عن بعضهم.

خطوات مواجهة طهران تشتد يوماً بعد يوم، وربما تنتهي بحرب لا تبقى ولا تذر، فتصنيف الحرس الثوري رسمياً ضمن قوائم الإرهاب، هو إعلان حرب صريح على إيران، لا يحتمل التأويل، وإهانة غير عادية، لا يمكن السكوت عليها، إذا كانت هناك دماء تجري في العروق.

ما أودّ أن أراه وأراهن عليه، هو ردّ الفعل الإيراني، الذي أعتقد بأنه مُعدم، هل يا تُرى سيترجم بأفعال، في ضرب إسرائيل أو سحقها كما يقول سدنة الملالي، هل سيصل فيلق القدس إلى القدس فعلا، هل شعارات الحوثي ستتحقق، هل جعجعة المسؤولين الإيرانيين ستسير إلى أبعد من ذلك....؟!

لم يعد أمام إيران لأن تبرر مرة أخرى في سحق هؤلاء، إذا كانت صادقة، وإلا فتصريحات الدفاع عن القدس، وضرب الصهاينة، وشعارات الموت لإسرائيل، والموت لأمريكا، هي فقط لدغدغة مشاعر العرب، الذين لا يزالون يؤمنون بطهران ككيان قوي أمام الصهاينة، وأنها القادرة وحدها على ردعهم.

ترجمَ الرئيس الأمريكي لإيران على أرض الواقع، طيلة الفترات الماضية ولا يزال، نظرية "وشّك للحيط وقفاك ليا"، فلم يهدأ من روع صفعاته، منذ أن هبط "ترامب" على كرسي رئاسته، متكأ بحجمه الهائل، على هذا الجسد الإيراني، الذي أوشك أن يكون فطيسة، كفطائس ميليشياته الإرهابية، التي تُرسل يومياً إلى الجحيم، في توابيت الهلاك والموت.

ليس هذا فحسب، فزعيم الكيان الصهيوني، يعيش هو الآخر أفضل فتراته، أُشبهها بفترة صيد مفتوحة، على طائراته التي تحلّق وقتما تشاء على الأراضي السورية، تصطاد ميليشيات طهران وقادتها كالفئران، وهم في حالة عويل كعويل الأرامل، وصراخ كصراخ من وقع في شِراك الفِخاخ.

 هكذا أصبح المشهد في سوريا، يجسده حال ميليشيات طهران، التي باتت أسيرة تحت سماء ملبدة بصواريخ الكيان الصهيوني، التي يطلقها بين الفينة والأخرى، وقتما شاء، على الوجه الذي يشاء، دون مقاومة تُذكر، أو رد يحفظ على الأقل ماء الوجه. 

لم يغن عن طهران شعاراتها الزائفة، التي لطالما صدرتها إلى شعوب المنطقة العربية، المعبأ بالحملات الإيرانية المشبوهة، التي يديرها نظام الملالي بحرفية عالية، ليس لإقناع العالم، بل لإقناع العرب على وجه الخصوص بعداوته للكيان الصهيوني. 

خطة إيرانية جهنمية أديرت على درجة عالية من الذكاء، بدأت منذ الهبوط الشرير للخميني، الذي ضرب مئات العصافير بحجر واحد، ففي الوقت الذي  تسعى فيه طهران للسيطرة على المنطقة العربية، وإخلائها تماما من كل ما له صلة بالعروبة والإسلام الحقيقي، يصور لك على أنها الحامي الإسلامي الأول أمام الكيان المغتصب. كيف ذلك !

خطة إقناع الشعوب العربية بهذه المعتقدات المزيفة لم يكن بالأمر السهل، بل كلف طهران الكثير، من حملات إعلامية، وإنشاء كيانات تحمل شعارات وهمية، تحض إلى الآن على محاربة الكيان الصهيوني، كفيلق القدس، والحوثي، وحزب الله، وغيرها من جماعات استجلبت من بقاع شتى، ليس إلا لقتل العرب واحتلال دولهم، فهل ستنفعل طهران؟؟