د. حماد عبد الله يكتب: الوصايا العشر لمحمد بن راشد!!

مقالات الرأي

د. حماد عبد الله
د. حماد عبد الله


إسمحوا لى أعزائى أن أقدم لكم وصايا عشر قدمها الشيخ "محمد بن راشد" حاكم دبى ، فى نهاية كتابه الرائع ( قصتى ) وكنت قد حصلت على هذا الكتاب (المجلد) بطريقة فاخرة من مكتبه (مول دبى) أثناء زيارتى الشهر الماضى لبناتى وحفيداتى ( ياسمين وتمارا وعاليا وباسنت) وشدنى الكتاب حيث فى تقديمه يقول الشيخ "محمد بن راشد" " هذه طريقتنا فى بناء بلادنا ، كما سترون من خلال هذه المحطات كلمات بسيطة ، أودعتها قليلاً من حكمة ، وكثيراً من محبة ، لعلها تفيد ،أو تلهم ، أو تعُلَمِ ، أو تسهم فى بناء الإنسان ورفعة الأوطان.
والكتاب يتضمن ثلاثمائه وسته صفحة ، كلها تجاربه مع جده الشيخ "سعيد بن المكتوم ووالده راشد بن المكتوم" ، ثم مجيئه إلى تولى حقيبة وزارة دفاع الإمارات العربية وهو فى سن الثامنه والعشرون من عمره بعد أن تأسست دولة الأمارات العربية فى الثامن عشر من فبراير عام 1968 بقيادة الشيخ "زايد ال نهيان ونائبه راشد بن المكتوم".
وأنهى هذا الكتاب الرائع الذى أوصى أن يقرأه كل من لديه رغبة فى تحقيق الأحلام والأمال الكبار .
 كتب عشر توصيات إسمحوا لى أن أنقلها لكم .
الوصية الأولى : أخدم الناس ! الغاية من الإدارة الحكومية هى خدمة الناس,الغاية من الوظيفة الحكومية هى خدمة المجتمع،الغاية من الإجراءات والأنظمة والقوانين،هى خدمة البشر, لا تنسى ذلك، لا تمجَّد الإجراءات ,لا تقدَّس القوانين,لا تعتقد أن الأنظمة أهم من البشر , هى لخدمتهم وراحتهم وتسهيل حياتهم,هى قابلة للتغيير فى أى وقت من أجلهم، الكثيرون يفقدون البوصلة ,ويعتقدون أن دورهم الحفاظ على الأنظمة المعمول بها ,وتطبيق نصوص القوانين التى تم تشريعها , وإنفاذ الإجراءات التى تم إعتمادها , وهذا الإعتقاد أساس الكثير من مشكلاتنا الإدارية .لو أن القانونيين والمشرعين والوزراء والمدراء ,ومن يستقبل المتعاملين ,ومن يصمَّم الخدمات ومن يقدّمها .من يضع الموازنات ,ومن ينفذ المشاريع لو أن هؤلاء حافظوا على البوصلة وإلتزموا بمبدأ "خدمة الناس " لتغيَّرت نظرتهم وأولوياتهم وقراراتهم وخططهم ,ولحدثت ثورة إدارية فى عالمنا العربى .
الوصية الثانية : لا تعبد الكرسى ! الوظيفة والمنصب والمسئولية كلها مؤقتة ,ستذهب عنها سريعاً أو ستذهب عنك ، رصيدك الحقيقى هو عملك وإنجازك ,كلما أنجزت أكثر أرتفع منصبك ,وعلا أسمك ,وأحبَّك الناس , وجزاك الله خيراً فى الدنيا والاًخرة إذا أحببتَ الكرسى، لن تمتلك الشجاعة لإتخاذ قرارات ترفعك وتوصلُك للكرسى  الذى يليه ، إذا أحببتَ الكرسى ، قدَّمته على قيمك ومبادئك والغاية التى جئتَ من أجلها , وهى خدمة الناس ,أجعَله أخر همَّك ,وستملك عندها طاقة كبيرة وأفقاً واسعاً لتغيير واقع مؤسستك ومجتمعك ووطنك أنظر لمصلحة وطنك البعيدة وليس لِرجْل كرسيَّك عند قدمك .
الوصية الثالثة: ضع خطَّتك! عندما لا تخطَّط فأنت تخطَّط لفشلك ، الكثير من المسؤولين يعيشون وظيفتهم يوماً بيوم , لا ينظرون لأبعد من أسبوع أو شهر ,وهذا أحد أكبر تحدياتنا الإدارية ، دور القائد الأساسى هو معرفة الإتجاه ,إرشاد فريقه نحوه ,وتحفيزهم بإستمرار للوصول إليه ، إذا أخفقت فى وضع خطة , فأنت تسير بغير هدى ,ولا يهم أين تصل ,لأنك لن تصل إلى شىء ذى قيمة .
الوصية الرابعة : راقب نفسك ! راقب الأداء فى مؤسستك وأجعل لك رقيباً داخلياً فى المؤسسة ، وخارجياً محايداً , لا بدّ من مؤشرات تضمن من  خلالها بأنك تمضى فى الإتجاه الصحيح لتحقيق الخطة ، لا تغش نفسك ووطنك بوضع مؤشرات ضعيفة ورقابة ضعيفة .لا يمكن إنحاز أى مشروع دون مؤشرات حقيقية وصريحة تلزم بها نفسك وفريق عملك .
وإلى الغد مع بقية توصيات الشيخ "محمد بن راشد" التى أتمنى أن يقرأها كل مسئول فى بلدى سواء كان يتولى المسئولية فى مكتب خاص أو عام ومن مهندس صغير إلى نقيب المهندسين ، أى كل فرد فى مصر يحلم بمستقبل باهر عليه أن يقرأ تلك الوصايا.
إلى الغد ...