مينا صلاح يكتب: فضائح "BBC" على جدران لندن

مقالات الرأي

مينا صلاح
مينا صلاح


اسمحوا لي بداية أن اقتبس عنوان مقالي هذا من تصريحات أساتذنا في الإعلام، الذين يتمتعون بخبرات عالية وفائقة ألهمتني هذا العنوان، بعد أن أنتجت هيئة الإذاعة البريطانية، فيلما خياليا، لا يمت للتوثيق أو للصحافة بصلة، أعدته "أورلا جيورين" مراسلة القاهرة، عن إحدى الفتيات، التي ادعت فيه اختفائها قسريا، عام 2018، والذي افتقر لكل المعلومات التي تساعد الجهات المعنية على الوصول للحالة، لن اتطرق لهذه الواقعة كثيرا، التي اعتمد فيها كل من شارك في صناعة ذلك التدليس، على الانحياز الواضح لتشويه صورة مصر، ورفع الضغط الشعبي على المنظومة الأمنية في البلاد، وتهييج الرأي العام العالمي ضدنا، وعلى الرغم من ذلك، قامت الأجهزة الأمنية بالتوصل إلى المدعوة "زبيدة"، والتي ظهرت في لقاء مسجل مع الإعلامي عمرو أديب، تكذب رواية "bbc"، والتي قالت نصا: "أنا موجودة ولم أتعرض للقبض.. ولم يتم التعرض لأي أحد من أفراد أسرتنا" مؤكدة أنها لا تتابع السياسة ولا تنخرط في أعمالها، ما برهن على نوايا هيئة الإذاعة البريطانية الخفية، التي لا تريد لهذا الوطن نورا، ولا استقرار.

 واستمرارا لصناعة الإعلام الأسود، الذي يساهم على الفرقة، وتشتيت الشعوب، والتسويق الجيد للإرهاب، صنعت هيئة الإذاعة البريطانية، فيلما تسجيليا، اختارت أبطاله من الممثلين بعناية فائقة، يدعي تعذيب وقتل واغتصاب داخل السجون المصرية، وربما لعجز بي بي سي عن انتقاد سجن أبو غريب خلال احتلال أمريكا للعراق والانتهاكات التي دارت فيه، قررت أن تبدل الأسماء من "أبو غريب" لـ"سجون مصر"، وفتحت بابا لصراخ وعويل المنظمات الحقوقية التي لا نراها إلا في بلداننا  العربية فقط، لتفتح أبواق ما يسمي بحقوق الإنسان للنيل منا على كافة الأصعدة

روجت أيضا "بي بي سي"، لتقريرا اعدته الجارديان البريطانية، من قبل يدعي أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وقع على اتفاقية لتوطين الفلسطينين في سيناء، والذي نفاه نجل الرئيس الأسبق علاء مبارك، متهما إياهما بالكذب والتزوير، حقيقة أن الهيئة في تقريرها المزعوم، كانت تنشر أحلاما، وليس واقعا، جاء من وحي خيال الكاتب والمخطط الذي حلم دوما بالاستيلاء على أرض سيناء

واستمرارا لفضائح "بي بي سي"، نشر الموقع الإلكتروني الناطق بالعربية موضوعا أسف أن أصفه بالصحفي، أدعت فيه أن "هاشتاج" أطلقه أحد الإرهابيين الهاربين من مصر، عبر شاشة الشرق الممولة، يدعو فيه المواطنين للتمرد، يشكل خطرًا على النظام المصري ويربك الحسابات، واتخذت من تغريدات متابعيه مصدرا للمعلومات، وتناست قلعة ما يسمى بـ"مهنية التدمير" أن الحملات الممولة عبر السوشيال ميديا، لا تمثل الشارع ولا تعكس توجهاته الصحيحة، وهذا ما تجلي واضحا من خلو الميادين والشوارع من الدعوات التي وجهها فتي الشرق الأهوج، على الرغم من ملايين الريالات والدولارات التي أنفقتها العائلة المسمومة، لتفكيك مصر، وزعزعة أمنها.

لم تتراجع "بي بي سي" عن أقحام مصر في كل جملة مفيدة، حتى نشرت تقريرًا منذ ساعات، تنتقد فيه مواجهة التنظيمات المسلحة في ليبيا، بقيادة المشير خليفة حفتر، وتصفه بالمارق الذي يسير على خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولعل رسالتي للقائمين علي هذا الكيان المخرب للعقول، إذا كان الرئيس السيسي أزمتكم فكلنا عبدالفتاح السيسي، وإذا كان الجيش هدفكم، فلا يخلوا بيتا ولا شارعا من بلادنا من أبطال القوات المسلحة، فجيشنا شعبنا وشعبنا جيشنا، وشرطتنا في رحاب الله تحمي وتحرس أمن بلادنا.

لم تطرق هيئة الإذاعة البريطانية متمثلة في قنوات إصداراتها المسموعة أو المرئية أو المقروءة، للإشادة بأي أنجازا تسطره الدولة المصرية، لا على الناحية الأمنية، ولا الاقتصادية، ولا الصناعية، ولم تصف أبطالنا الشهداء سوى بالضحايا، ولم تلقي باللوم على الإرهاب في أي أعمال يرتكبها، بل تتخذ منبرا للدفاع عن شباب الجماعات الإرهابية وقياداتها، متهمة النظام المصري بأبشع ما يقال ويوصف.

محاولات "بي بي سي"، لشق صف الوطن، وتفرقة الشعب، وصناعة الكذب، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهي الهيئة المسئولة عن إدارة إعلام الإرهاب في العالم والترويج لمعتقداته، ورسالتي لشعب مصرالعظيم، لا تنساقوا وراء أكاذيب صنعها المحتلين، فما هي إلا أدوات للحرب النفسية، وللقائمين على الصحافة والإعلام، يجب مقاطعة هذه المنابر ولا يجب النقل عنها هي ومن يشابهها، فمن يعادي وطننا لا مكان له بيننا، ولن نروج لأكاذيبه في صحفنا، ولن تثنينا هذه المحاولات عن استكمال مسيرتنا في بناء مصر الجديدة المتطورة الساعية إلأى أن تكون في مصاف الدول في ظل فتح المجال أمام الشباب والإبداع المستمر في كافات المجالات لتحقيق حلم الأجيال.

ولو ملكت الصلاحية لنشرت فضائح "BBC" على جدران لندن...