لماذا عين طه حسين حراسة خاصة لسهير القلماوي؟ (فيديو)

الفجر الفني

سهير القلماوي
سهير القلماوي


قال الكاتب والروائي يوسف القعيد، إنه يحسد الدكتورة سهير القلماوي، كونها كانت تلميذة عميد الأدب العربي طه حسين، وكونها الفتاة الأولى التي تدخل الجامعة المصرية جامعة فؤاد الأول.

وأضاف "القعيد"، في لقائه مع الإعلامية قصواء الخلالي عبر فضائية "TeN"، اليوم الأحد، أن طه حسين أمر بحراسة لسهير القلماوي أثناء دراستها بالجامعة، كي لا تتعرض لمضايقات من الطلاب، وكان يخشى فشل تجربة دخول الفتاة المصرية للجامعات فعين لها حراسة خاصة.

وتابع: "لو فشلت تجربة القلماوي كان الموضوع هيتقفل ومفيش بنات هتدخل الجامعة تاني".

تلميذة نجيبة لطه حسين، وعلامة أدبية وسياسية بارزة مصرية، وواحدة من أوائل الفتيات اللاتى دعون إلى تغريب المرأة فى البلاد المصرية، إنها الأديبة "سهير القلماوي" التى وُلدت لأب كردى يعمل طبيبًا فى مدينة طنطا وأم شركسية.

الأديبة التى شكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة النسوية والمناصرة وُلدت فى 20 يوليو 1911 بالقاهرة، وعاشت هناك طيلة حياتها، وأثناء ثورة 1919 نشأت فى عائلة تفخر بتعليم إناثها، وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التى كانت بها الناشطة النسوية العظيمة هدى الشعراوى والشخصية القومية البارزة صفية زغلول.

حصلت القلماوى على البكالوريا من مدرسة "كلية البنات الأمريكية"، وكانت أول فتاة تلتحق بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليًا" فى عام 1929، وكانت الفتاة الوحيدة بين 14 زميل من الشباب، وكانت تتفوق عليهم فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب، القسم الذى كان يترأسه عميد الكلية حينها "طه حسين".

وفى السنة الثالثة من دراسة "سهير" الجامعية، بدأت الكتابة فى مجلات "الرسالة" و"الثقافة" و"أبولو"، وفى عام 1933 أصبحت مساعدة رئيس التحرير طه حسين فى مجلة جامعة القاهرة، لتصبح أول امرأة برخصة الصحافة فى مصر، كما كانت مذيعة لخدمة البث الإذاعى، وفى نفس العام حصلت على ليسانس قسم اللغة العربية واللغات الشرقية، وتُعد أول فتاة مصرية تحصل على الماجستير عن رسالة موضوعها "أدب الخوارج فى العصر الأموي" عام 1937، كما حصلت على الدكتوراه فى الأدب عام 1941 عن "ألف ليلة وليلة" بعد أن تلقت منحة لإجراء البحوث فى باريس لشهادة الدكتوراه.

كانت سهير من أوائل السيدات اللاتى شغلن منصب الرؤساء، تولت منصب أستاذ الأدب العربى الحديث بكلية الآداب عام 1956، ثم منصب رئيس قسم اللغة العربية "1958- 1967"، ورئيسة الاتحاد النسوى المصرى ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية، كما تولت الإشراف على "دار الكتاب العربي"، ثم الإشراف على مؤسسة التأليف والنشر فى الفترة من "1967-1971"، وأسهمت فى إقامة أول معرض دولى للكتاب بالقاهرة عام 1969 والذى يشمل جناحًا خاص بالأطفال وهو ما استمر بعد ذلك ليصبح فيما بعد المعرض السنوى لكتب الطفل.

شغلت القلماوى العديد من المناصب، ففى عام 1979 أصبحت عضوا بمجلس الشعب عن دائرة حلوان، وشاركت فى عضوية مجلس اتحاد الكتاب، واختيرت عضوًا بالمجالس المصرية المتخصصة، ومثلت مصر فى العديد من المؤتمرات العالمية.

نالت سهير عدة جوائز وأوسمة منها: الجائزة الأولى لمجمع اللغة العربية عن كتاب "ألف ليلة وليلة" عام 1943، جائزة الدولة عن كتاب "المحاكاة فى الأدب" عام 1955، جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1977، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1978.

أشرفت الدكتورة وشاركت فى تأليف وترجمة عدة كتب، ونشرت كتابتها التى تتضمن مجلدين من قصص قصيرة وعشرة دراسات نقدية والعديد من تراجم عالم الأدب "أحاديث جدتي" عام 1935، وتوفيت فى 4 مايو عام 1997.