د.حماد عبدالله يكتب: حدث فى الأوبرا المصرية

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



لم أكن أتصور على الإطلاق هذا الجمع العظيم من الأصدقاء الذين لبوا دعوتى لحضور حفل توقيع كتابى (مسيرة حياة استاذ جامعى) بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية فلقد فوجئت بأن الأماكن داخل المسرح حوالى 400 مقعد قد شغلوا عن أخرهم قبل موعد بداية الحفل الذى حدد له موعداً الساعة (4) وكنت قبل أن أوفق فى حجز هذه القاعة تحدثت مع الصديق العزيز (د.عمرو سلامة ، د. زاهى حواس ) لكى يتصلوا بالأخ الصديق معالى وزير الأثار لحجز قاعة (قصر محمد على بالمنيل) وفوجئنا بغلو سعر الحجز الذى وصل إلى ستون الف جنيه حضور فقط دون تقديم أية خدمات أخرى وكان صديقى الدكتور "ابراهيم فوزى" يساعدنى فى محاولة إيجاد قاعة أخرى فإقترح "مكتبة القاهرة" وتحدث مع معالى السفير" عبد الرؤوف الريدى" .
وفى مكالمة لى بالصدفة مع الأستاذة الدكتورة " ايناس هانم عبد الدايم " وزيرة الثقافة وجائت بمقترح عن إقامة الحدث فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية.
وكانت المكالمة وهى على وشك إجتماع بمجلس الوزراء ، فوعدتنى بإرسال الموافقة خلال ساعة وفى أقل من الساعة وصلتنى على الواتساب رسالة من الوزيرة تقول "المسرح الصغير محجوز لك يوم 28 مارس ، كل شيىء تمام).
وهنا بدأت فى إخراج كارت الدعوة ووضع المواعيد والمكان المحدد للإحتفال وأرسلت به يدوياً أو بالبريد الإلكترونى للأصدقاء.
وفى نفس الوقت قام بعض الأصدقاء مثل الأستاذ /مصطفى عبد الرحمن من مجموعة الملاك القدامى للوحدات المغتصبة ، والمؤجرة بالقانون القديم والذين إرتبطت بهم عن طريق لقاءات متكررة من أجل العمل على خروج المشروع بقانون من مجلس النواب لتحرير العلاقة بين المالك والمستأجر   وإذا بسيادته ينشره على صفحتهم وخفت أن يزيد العدد من الحضور ، وإتصلت به راجياً أن لا يشيع على الجميع بهذا الموعد حرصاً عليهم وعلى وقتهم وكذلك حرصاً على ضيق المكان فى حال حضور الجميع وكانت المفاجأة!!
حينما ذهبت إلى دار الأوبرا قبل الموعد بساعتين وإذا بى أجد بعض الأصدقاء من المشغولين فى وسط القاهرة بأعمالهم وخوفهم من أن يذهبوا إلى منازلهم وأن لا يستطيعوا الحضور إلى دار الأوبرا قبل الساعة 4 ، فجائوا مباشرة إلى المسرح قبل الموعد المحدد بساعتين وكان أغلبهم من زملائى أعضاء هيئة تدريس كلية الفنون الطبيقية .
وبدأنا الإعداد للحفل ، وتنسيق الموقع مع السيدة /أمال سعد "مدير المسرح الصغير" والزملاء العاملين فى المسرح من كهرباء ، ونظافة ، وصوت ، وضوء 
وهكذا حتى أمتلئت القاعة ( المسرح ) قبل الرابعة وهنا قررنا البدء فوراً فى الإحتفالية حوالى الساعة 4.30 عصراً ، وكانت المشاعر الجياشة من الحضور ، وكذلك باقات الزهور التى جىء بها إلى المسرح لا تعد!! وأصبح الموقف ليس بحفل توقيع كتاب ، ولكن مظاهرة حب ، وتبادل مشاعر ، أثارت فى شجون وأمسكت نفسى أكثر من مرة عن "البكاء" سواء فى المسرح قبل أن أصعد إلى "خشبة المسرح " أو حتى أثناء المداخلات الراقية من الرائع الكبير الأستاذ الدكتور "صبرى الشبراوى" الذى أل على نفسه رغم ظروفه الصحية ، وكذلك مناسبة عيد مولده فى نفس اليوم ، إلا أن يأتى للمشاركة وكذلك الأخ الأستاذ /عادل حمودة ، الذى كان على إرتباط بمواعيد أعلمها تماماً فى نفس الوقت إلا أنه فضل المشاركة ، والرائع/ أحمد الجمال الذى بدأ حديثه بنقاط الخلاف بينى وبينه ومع ذلك قال أن عبقرية "حماد عبد الله حماد" ، جعلتنى أكون موجود الأن رغم كتابتى لمقدمة الكتاب .
والصديق الأخ الأستاذ الدكتور /هانى سرى الدين الذى أدار حلقة النقاش بأستاذية وبراعة السياسى المخضرم ، كانت أمسية رائعة ، ألف شكر للجميع "من حضر ومن إعتذر ومن أرسل برقيات تهنئة" الف شكر  .