خليفة حفتر.. هل يكون "محرر ليبيا" من براثن الإرهابيين؟

عربي ودولي

المشير خليفة حفتر
المشير خليفة حفتر


فاجأ المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، بقرعه طبول الحرب على الإرهابيين بإعلانه تقدم قواته نحو طرابلس، وسادت حالة من القلق الدولي، بشأن الوضع العام، وازداد ذلك القلق مع إعلان حكومة الوفاق رفع درجة الاستعداد القصوى والنفير العام، حتى باتت قوات "حفتر" على بعد 30 كيلومترًا فقط من العاصمة، وسط مطالبات من القوى المناهضة له -ولأي شعب يريد الحرية- وقف عملية التحرير.

من ألقى سلاحه فهو آمن
أمر قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، الخميس، قواته بالتقدم إلى العاصمة الليبية طرابلس لتحريرها من "المليشيات" المسلحة.

وطالب "حفتر"، سكان طرابلس "بإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم"، موجهًا قواته بعدم رفع السلاح في وجه من يؤثر المواجهة.

وقال: "تحرير طرابلس سيكون استجابة لنداء أهلنا هناك، اليوم يشرق النور بعد طول انتظار،  اليوم موعدنا مع التاريخ ليفتح لنا صفحاته النيرة".

حكومة الوفاق ترفع درجة الاستعداد القصوى
وأصدر فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق المعتر فبها دوليا، بصفته "القائد الأعلى للجيش" أوامره لآمري المناطق العسكرية التابعة له باتخاذ إجراءاتهم برفع درجة الاستعداد القصوى وإعادة تمركز وحداتهم، مرجعًا هذا الأمر إلى التصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية لمن وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية والخارجين عن الشرعية".

وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، "النفير العام"، بعد تحرك قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر نحو غرب البلاد، حيث تقع العاصمة طرابلس.

هدف العملية ينحصر في تحريرها من الإرهاب
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، اليوم السبت، أن هدف العملية في طرابلس ينحصر في تأمين العاصمة وتحريرها من الميليشيات الإرهابية.

وقال المسماري في مؤتمر صحفي إن هناك تدابير لحماية المدنيين وعدم استخدام القوة المفرطة في عملية "طوفان الكرامة" لتحرير العاصمة من الميليشيات الإرهابية.

وأضاف أن "خطة الجيش الليبي لا تتعدى مكافحة الإرهاب في العاصمة طرابلس"، لافتا إلى أن قوات الجيش الليبي تواصل التقدم على 7 محاور.

تقدم الجيش الليبي
وأوضح المتحدث باسم الجيش الليبي أن القوات المسلحة تمكنت من دخول طريق صلاح الدين الاستراتيجي، الذي يضم المنشآت والكليات العسكرية وأجهزة الشرطة، مشيرا إلى أن قوات الجيش بدأ عمليات بالفعل للسيطرة على الطريق.

كما بدأ الجيش هجوما لتحرير منطقة السجن السياسي في عين زارة، بحسب المسماري الذي توعد بأن يجري وضع "المجرمين والإرهايين في هذا السجن، بالإضافة إلى منشآت أخرى سيجري إعدادها خصيصا لهم".

وتحاصر قوات الجيش مجموعات من الميليشيات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ومجموعات أخرى في منطقة أبو صرة، فيما تنظر الأوامر بالتحرك والتعامل معها.

وقال المسماري إن القيادة العامة للقوات المسلحة رأت بعدم توسيع العمليات لهذا اليوم إلى مناطق أخرى، "لكن إذا رأينا حاجة لذلك سنفعل".

غارات العزيزية
وعلى جانب آخر، رصد الجيش الوطني 4 غارات على منطقة العزيزية وجندوبة بواسطة طائرات من طراز إلـ 39، وهي طائرات تدريب مسلحة.

وقال المسماري إن هناك أنباء عن إصابة منزل لعائلة في العزيزية، مؤكدا أن الغارات التي وصفها بالفاشلة لم تسفر عن أي خسائر على المستوى العسكري.

وبحسب المسماري، قتل 14 جنديا في صفوف الجيش الوطني خلال المعارك، وهم من الوحدات العسكرية، التي انطلقت من المنطقة الشرقية.

وكرر المسماري التحذير بإقلاع أي طائرة حربية فوق طرابلس، قائلا إن أي طائرة معادية سيتم التصدي لها وضرب القاعدة التي انطلقت منها.

حماية المدنيين.. ومطار معيتيقية
من جهة أخرى، قال المسماري إن القوات المسلحة لم تستخدم الطيران الحربي سواء المقاتلات أو المروحيات في المعارك، مشيرا إلى تعليمات من القائد العام المشير خليفة حفتر بعدم استخدام القوة المميتة سواء الطيران أو الأسلحة الثقيلة إلا بأمر مباشر منه ، وذلك حفاظا على أرواح المدنيين.

وأضاف المسماري:" في معركتنا هذه.. نفضل البنادق والرشاشات عن الدبابات والطائرات".

ومن جهة أخرى، قال المسماري إن مطار معتيقية المدني هو خارج إطار العمليات العسكرية و"لم نوقف حركة الطيران فيه"، وإن المعني بحظر الطيران فقط هي الطائرات الحربية.

وأكد المتحدث باسم الجيش أن هناك وحدات أمنية سيجري نشرها لتأمين البعثات الدبلوماسية والشركات العامة والأجنبية ومؤسسات الدولة، مؤكدا أن الخطة العسكرية الموضوعة معنية فقط بمحاربة الإرهابيين.

تنديد متوقع من الأمم المتحدة والقوى الكبرى
كأي بلد تريد الحرية من الاستعمار والإرهاب، تعرضت ليبيا للانتقاد من قبل الأمم المتحدة والقوى الكبرى بالعملية الساعية إلى تحرير ليبيا من الإرهابيين، حيث نددت بزحف قوات "حفتر" من الشرق واشتباكها مع المؤيدين للحكومة المعترف بها من قبلهم في العاصمة طرابلس.

ودعت مجموعة الدول السبع ومجلس الأمن الدولي إلى "وقف القتال فورا".

أما رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني، فقد طالب دول الاتحاد بالتدخل "الفوري" من أجل المشاركة في إيجاد حل سلمي وديمقراطي في ليبيا.

وقال تاجاني، في بيان نشره على "فيسبوك": "في مواجهة التصعيد في ليبيا، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتدخل فوراً، وأن يتحدث بصوت واحد وموثوق به، ويساهم في حل سلمي وديمقراطي في ليبيا، وفي إطار عمل الأمم المتحدة، كما طلب البرلمان الأوروبي عدة مرات".

وأكد تاجاني، أنّ "الحل العسكري لا يعد حلاً للأزمة الليبية".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، الجمعة، إن تقدم قوات حفتر باتجاه العاصمة طرابلس يبعث على القلق البالغ.

وقال هنت: "نتابع الوضع في ليبيا عن كثب وبكثير من القلق، ونسعى لزيادة التأثير الأوروبي والبريطاني إلى أقصى حد".

وأكدت فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، في بيان مشترك أنها تشعر بقلق بالغ بشأن القتال حول مدينة غريان الليبية.. وحثت جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور".

وقالت حكومات الدول الخمس في البيان: "في هذه اللحظة الحساسة من مرحلة التحول في ليبيا فإن اتخاذ الوضع العسكري والتهديد بعمل أحادي لن يؤدي إلا إلى المجازفة بجر ليبيا نحو الفوضى.. نعتقد بقوة بأنه لا حل عسكريا للصراع في ليبيا".