"الجبنة".. المشروب الرسمي لأهالي "حلايب وشلاتين" (صور)

محافظات

بوابة الفجر


"الجبنة" مشروب رسمي لقبائل مثلث حلايب وشلاتين جنوب البحر الأحمر، يعد واجب الضيافة المعتمد لديهم بما يقابل الشاي والقهوة في محافظات مصر وأنحاءها المختلفة وهي تراث توارثه الأجيال.

وفي حوار مع إسماعيل حامد أحمد، أحد شباب أبو رماد بمدينة حلايب، قال عن هذا المشروب: "الجبنة مشروب عربي شهير، يتم تجهيزه أثناء البدء في تحضير المشروب من خلال عملية التحميص اليدوي للبن الأخضر، عن طريق قليه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق".

وعن الوقت الذي يستغرق عملية التحميص، قال: من 3 دقائق إلى 4 دقائق، وأثنائها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة التي يطلبها الضيف ويفضلها.

وأضاف "إسماعيل" لـ "لفجر": بعد تجهيز تلك الخلطة يتم طحنها وترفع على النار من الفحم وبعد ذلك يضاف إليها القليل من السكر ثم يقدم المشروب داخل فناجين صغيرة مصنوعة من الخزف الصينى الملون، موضحا سعر الكيلو جرام من الجبنة الجيد يتراوح بين ١٥ جنيهًا إلى 20 جنيهًا فقط.

وأشار "إسماعيل" إلى أن الأدوات التي تستخدم في صناعة هذا المشروب الرسمي المفضل عند أهالي الجنوب متواجدة في كل بيت من بيوت أهالي الجنوب وكأنه شيء أساسي، وتلازمهم تلك الأدوات في كل مكان عند رعي الجمال والخروج للصيد البري، وكذلك صيادو الأسماك يصطحبونها في مراكبهم التي تستمر الرحلة بها ما يقرب من 10 أيام في عرض البحر الأحمر.

وتابع: عندما تبدأ الشمس في الغروب يبدأ أهالي حلايب والشلاتين بالخروج أمام مساكنهم في نصب القاعدة وتتوسطها أدوات الجبنة وتضع على الموقد؛ ومع طول الليل وقعدة السمر مع الأهل والجيران وأبناء القبيلة، لا تطفأ نار موقد الجبنة، فكلما خمدت أشعلنها من جديد إلى أن تنتهي السهرة.
وأوضح يقدم للضيف 3 فناجين من مشروب الجبنة؛ أما الفرد الواحد من أبناء القبيلة طول فترة السهرة قد يتناول أكثر من 50 فنجانًا من الجبنة في السهرة، وإذا كان هناك ضيف فلا يحق له أن يترك أي بواقي للقهوة داخل الفنجان، لأن ذلك يعتبر إهانه للمضيف من أهالي الجنوب؛ وعن الضيف وإذا لم يقم بهز الفنجان عقب الفراغ من الشراب فهذا دليل على أنه لا يريد مزيدًا من الجبنة، وإذا كان هناك ضيف لا قبول في وجوده لا نقدم له هذا المشروب تعبيرًا عن اعتراضهم على وجوده في الجلسة.