وزير الآثار من الدير الأحمر: سفراء العالم انبهروا بهذا الصرح العظيم

الفجر السياسي

بوابة الفجر


قال الدكتور خالد العناني، في كلمته أمام رهبان الدير الأحمر ومسؤولي محافظة سوهاج، و40 من سفراء دول العالم، إن زيارة اليوم لهذا الصرح العظيم تركت انبهارًا وانطباعًا فريدًا لدى السفراء على الأخص. 

وأشار "العناني"، إلى أنه على مدار 15 عام استطاعت وزارة الآثار بالتعاون مع إدار الدير أن تعيده للحياة وتعيد له رونقه وجماله. 

وقام الأب أنطونيوس الشنوتي راعي الدير الأحمر بإهداء المصحف الشريف للدكتور خالد العناني وزير الآثار، وللدكتور أحمد الأنصاري محافظ سوهاج، وللدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من المسؤولين.

يذكر أن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، تفقد صباح اليوم الدير الأحمر الأثري في محافظة سوهاج. 

وشهد الجولة محافظ سوهاج الدكتور أحمد الأنصاري، وسفراء ومستشارين ثقافيين لـ 40 دولة أجنبية وعربية وأفريقية،وممثل مكتب اليونسكو بالقاهرة، ومجموعة من مديري المعاهدالأجنبية بمصر. ويعد الدير الأحمر من أبرز المواقع الأثرية في سوهاج،وكانت وزارة الآثار قد قامت بمشروع ترميم للدير،وتضمن أعمال الترميم الدقيق واعمال ترميم الموقع العام على يد مجموعة منالمرممين والأثرين المصرين والأجانب المتخصصين. الدير الأحمر أو دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول، ويقع الدير في منطقة "أدريبا" المصرية القديمة، والتي تُعرف الآن باسم الجبل الغربي بسوهاج شمال دير "الأنبا شنودة" رئيس المتوحدين -والشهير بالدير الأبيض- بحوالي 4 كم غربمدينة سوهاج، وحوالي 11 كم، ويرجع بنائه إلى القرن الرابع الميلادي. 

 ويعد الدير الأحمر من أعظم الآثار القبطية، وقد بُني على طراز كنيسة القيامة في القدس؛ وذلك في القرن الرابع الميلادي، وللبابا مقولة جميلة على الدير الأحمر تقول: "الذي لم يذهبإلى القدس عليه الذهاب إلى الدير الأحمر بسوهاج؛ فكأنه ذهب إلى القدس". 

سيرة قديس الدير وقد سُميّ الدير على اسم القديس "الأنبا بيشاي"، والذي وُلد بقرية "باصونة –بأخميم"، وفي شبابه صار يسلك بالشر، ولكن الله لم يتركه لشره، بل سمح له بمرض وأعلن له في رؤيامشهد العذاب الأبدي؛ فرفع "بيشاي" نظره إلى السماء وصرخ قائلاً: "يارب.. إن شفيتني من هذا المرض أتوب وأرجع إليك من كل قلبي"؛ فشفاه الرب ونفذ "بيشاي" وعده للرب وانطلقإلى الدير ليلتقي "الأنبا بيجول" -خال الأنبا شنودة رئيس المتوحدين- في جبل "أدريبا"، وصار "بيشاي" قديسًا عظيمًا. وللأنبا "بيشاي" تعاليمه ونسكياته بالمخطوط رقم 447 بالمتحف القبطي بالقاهرة، وله أيضًا مخطوطة رقم 438/50 -نسكيات الأنبا بيشاي"- بالدار البطريركية بالقاهرة. وتظهر عظمة الفن القبطي في الأيقونات الآثرية الموجودة في الدير الأحمر؛ فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة في البحر؛ وهي عبارةعن شبكة حلزونية ودوائر تمثل السمك وحمامة تمثل الروح القدوس، وأيضًا توجد صورة لجدول الضرب القبطي، وأيقونة العشاء السري من القرن الثامن عشر الميلادي، وأيقوناتآثرية أخرى جميلة جدًا. أما الهيكل الآثري فيستعمل حاليًا ككنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكا، وبجوار القباب توجد مغارتان؛ واحدة قبلية والأخرى بحرية كانتا سكنًا للرهبان في وقت من الأوقات،والجناح الشرقي للهيكل الآثري يوجد به تاج الأعمدة القبطي على شكل ورق العنب، مع وجه نسر في كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل، والجناح الشمالي يوجد به عمودان كبيران فيالناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطي ويمثل العرش الإلهي، والجناح الجنوبي وُجد به 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد في منتصف الهيكل عمود رخام كانيستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل. ومازال قصر الملكة "هيلانة" أم الملك البار "قسطنطين" قائمًا في قمة الجمال، وقد قامت ببناءه الملكة البارة لما علمت بتجمع الرهبان في هذه المناطق؛ فأمرت ببناء قصر لحمايةالرهبان من أخطار البرية.

 ويرجع تاريخ هذا القصر إلى القرن الرابع الميلادي، ويتكون القصر من ثلاثة أدوار ويوجد به السور الآثري، كما يوجد بداخل السور أيضا كنيسة آثريةصغيرة باسم السيدة "العذراء مريم"، وتم العثور على كنيسة قديمة بداخل السور الآثري أيضًا، كما توجد خارج السور منطقة آثرية بها بئر آثري وبقايا قلالي قديمة، وبعض الأنشطة مثلطحن الغلال ومعصرة زيتون. والدير الأحمر يشهد الآن تطورات كبيرة؛ فقد تم بناء سور حول الدير على مساحة كبيرة جدًا، كما توجد استراحات للزوار مكونة من أربعة أدوار، وتوجد مزراع نباتية وحيوانية وقاعةاجتماعات وورشة بلاط وصيدلية ومكتبة، وقد تم بناء كنيسة باسم القديس "الأنبا كاراس" السائح، وكنيسة بداخل مزرعة الدير باسم القديس "الأنبا بيشاي والأنبا بيجول". وقد تم اعتماد مبلغ 30 مليون جنيهًا من هيئة اليونيسكو بالاتفاق مع جامعة جنوب الوادي لتطوير الدير وجعله مزارًا سياحيًا عالميًا، وقد بدأ العمل فيه منذ سنتين تقريبًا من خلال بعثةإيطالية لترميم الرسومات الجدارية بالدير