طارق الشناوي يكتب: شطحات السلطة و"نمبر وان"!

الفجر الفني

بوابة الفجر



ليس فقط في دنيا النجوم هناك من يسعى لكى يمنح نفسه لقب (نمبر وان)، كواليس الحياة السياسية لا تخلو من الصراع على (نمبر وان).

بعيدًا حتى عن الأسماء، فإن تلك الواقعة تستحق أن نتأملها لندرك ما الذي من الممكن أن تفعله السلطة المطلقة في يد الحاكم والدائرة القريبة منه، خاصة لو أُحيطت بسياج وهمى اسمه الأبدية.

من الواضح أنها واقعة مسكوت عنها، تعلمها الدائرة القريبة من صناعة القرار في الإعلام، أغلب شهودها أحياء يُرزقون، وبالتالى من المستحيل فبركتها.

في حوار المخرج محمد فاضل مع الزميلة أنس الوجود رضوان على صفحات جريدة (الوفد) قبل أيام، قال إنه والكاتب يسرى الجندى اختارا محررة المرأة هدى شعراوى ليقدما عنها مسلسلًا يحمل اسمها، ولكنهما اضطرا لتغييره إلى (مصر الجديدة)، لأن مسؤولًا كبيرًا، وقتها 2004، قال لهما إن السيدة الأولى سوزان مبارك ترفض أن يُذكر اسم أي امرأة أخرى كعنوان لأى عمل فنى، قبل ذلك بنحو أربع سنوات أنتجت الدولة مسلسل (أم كلثوم) تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج إنعام محمد على، وحقق نجاحًا طاغيًا ولايزال في الشارعين المصرى والعربى، فهل اعتقدت السيدة سوزان مبارك أن أم كلثوم تهدد عرش السيدة الأولى؟

كانت نبيلة عبيد تهمس في التسعينيات لبعض الأصدقاء أن (السيدة الأولى) غاضبة من اللقب الذي يسبق اسمها (نجمة مصر الأولى)، لأنها تريد ألا يشاركها أحد في لقب (الأولى)، اعتقدت وقتها أن نبيلة تبالغ في الأمر، بل استبعدت أساسًا أن سوزان مبارك من الممكن أن يستوقفها لقب لفنانة، خاصة أن نبيلة أطلقت على نفسها (نجمة مصر الأولى) في نهاية زمن السادات، ردًا على لقب حظيت به نادية الجندى (نجمة الجماهير)، فقررت أن تصبح هي (نمبر وان).

ما الذي تفعله السلطة في التكوين النفسى لمن يعتلى الكرسى؟ تردد مثلا أن السيدة جيهان السادات أقامت مشروع (الوفاء والأمل) لتقضى تمامًا على (دار أم كلثوم للخير) الذي بدأته (الست) في أعقاب هزيمة 67- زمن عبدالناصر- كنوع من المساعدة للفقراء، ثم توسعت في المشروع مع بداية زمن السادات اعتمادًا على ما هو منتظر من تبرعات رجال الأعمال، ولكن مع تواجد صرح ضخم آخر باسم حرم رئيس الجمهورية، لم يجرؤ أحد على أن يضخ أموالًا لصالح (دار أم كلثوم).

ملحوظة: حرصت السيدة جيهان في كل أحاديثها على نفى كل ما تردد عن جفاء علاقتها بأم كلثوم، حتى واقعة أن سيدة الغناء العربى داعبت السادات في أحد الاحتفالات، قائلة له (أبوالأنوار) وأنها أوقفتها قائلة (اسمه الرئيس)، أكدت جيهان السادات أنها مُختَلَقَة تمامًا. انتهت الملحوظة.

لم تكن سوزان قطعًا بعيدة عن مفاصل الدولة، وكان لها تواصلها مع جناحى الإعلام والثقافة، صفوت الشريف وفاروق حسنى، حتى مع تواجد شىء من عدم الارتياح مع صفوت، بعد ذلك عضدت موقف أنس الفقى ليأتى وزيرًا للإعلام 2005، بعد 11 شهرًا شغل فيها ممدوح البلتاجى هذا الموقع خلفًا للشريف.

أسئلة كثيرة ووقائع متعددة، بعضها يشوبها قدر من الخيال أو حتى تصفية الحسابات، ولهذا فإنها تحتاج أولًا للتوثيق وثانيًا للتحليل، فمن يجرؤ الآن على أولًا وثانيًا؟!.