طارق الشناوي يكتب: هي وهو والطرف الثالث!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


نعم إنه (الطرف الثالث) أرجوكم لا تطلقوا لخيالكم العنان، وتستعيدوا أيام ثورتى 25 و30 عندما اخترع الشباب هذا التوصيف، بعد أن عجزوا عن تحديد الفاعل الأصلى، هذه المرة المقصود بالثالث هو المفعول به المغلوب على أمره، الجمهور، أنا وأنتم وكل السامعين، إنه التفسير الوحيد لزيادة معدل (الشرشحة)، وهو تعبير مخفف جدا لما نتابعه حاليا فى صراع استعراض القوة بين هى وهو أحدث طليقين فى الحياة الفنية.

فى الأحياء الشعبية عندما تدب خناقة بين زوجين البعض يلجأ لكلمات الهمس والعتاب التى لا تخرج حتى من تحت عقب الباب، ولا يسمعها الجيران، مهما حاولوا (تلميع الأوكر)، بينما هناك نوع آخر، يلعب فيه الطرفان على الجمهور من أهل الحى لكسب تعاطفهم بل وإعجابهم، وهنا لا محيص من فتح الأبواب والنوافذ وفتح أيضا الحنجرة على الرابع، وذلك فى حالة عدم توفر الخامس، كل طرف يبدأ فى سرد أفضاله على الآخر، وكيف أنه منحه كذا وكذا، وضحى بكيت وكيت، بينما الطرف الثانى ناكر الجميل، أخذ كل شىء ولم يصن العيش والملح، وحتى تكتمل الصورة يجب أن نشاهد الوجه الآخر للحقيقة، ونكتشف عندما يسمح له بالكلام، أنه (أيوب) فى صبره وصمته.

الأعلى صوتا والأكثر جرأة، عادة هو الذى تنتهى الجولة لصالحه، ولهذا تنتصر المرأة، لأنها عندما تبدأ لا تعترف أبدا بأن لكل بداية نهاية، وكثيرا ما تحتفظ بالورقة الأخيرة أقصد الضربة القاضية، أما أنها ضبطته متلبسا بالخيانة، أو تشير بنظرة أو إيماءة، حتى يفهمها كل لبيب أو غير لبيب، إلى أنها كم تحملت بسبب، وتترك للجمهور تحديد السبب، ويغادر هو المعركة مهزوما مكسور العين ذليل الرأس.

ساحة الفضائيات صارت هى الحارة ومن يحترف فن التجريس أكثر يكسب قطعا، هى حاليا الأقوى، بينما هو مهيض الجناح لا يدرى كيف سيخرج من المصيدة، جرحها عندما أعلن من طرف واحد الطلاق، ولهذا كان ينبغى فضحه أمام أمة محمد وعيسى وموسى.

هى وهو نموذج فقط لما يجرى الآن فى الوسط الفنى، وأى تشابه مما ذكرت فيما تابعتموه مؤخرا على أرض الواقع، (مقصود مقصود مقصود).

قبل أن نصل لكلمة النهاية، لا بأس من إطلالة سريعة على الماضى، وبعض حكايات من زمن فات، أرق طلاق فى الوسط الفنى، عندما أجبرت فى الصباح مديحة يسرى محمد فوزى الذهاب فورا للمأذون بعد اكتشافها خيانته، ثم طلبت منه فى مساء نفس اليوم أن يعزمها على العشاء، ورقصا معا على إيقاع التانجو.

بينما تحول الطلاق بين عماد حمدى وشادية إلى أغنية، الفارق العمرى يربو على 20 عاما، ذهبت شادية وهى تنتحب إلى بيت الموسيقار محمود الشريف، كانت تعتبره والدها الروحى، وكتب الشاعر كمال منصور مستلهما حكايتها التى تحطمت بسبب الغيرة المجنونة (حكايتى كانت وياك حكاية/ قصة طويلة مالهاش نهاية/ قضيت حياتك فى نار وغيرة/ وقلبى ياما حيرته حيرة)!!

بينما عندما تعثرت بعدها العلاقة العاطفية بين شادية وفريد الأطرش وفضلت شادية عدم إكمال مشروع الزواج، كتب الشاعر مأمون الشناوى لصديقه فريد ( حكاية غرامى حكاية طويلة/ بدايتها ذكرى الليالى الجميلة/ وحرمانى منها ما بين يوم وليلة).

هكذا كانوا يتراشقون بالغناء والرقص، بينما هى وهو الآن، يتبادلان بأريحية وسعادة بالغة إطلاق زجاجات ماء النار لكسب تعاطف الطرف الثالث.