كارثة السيول تكشف ضعف البنية التحتية في إيران

عربي ودولي

الفيضانات
الفيضانات


في اعتراف واضح بتفجر الغضب الشعبي إزاء فشل السلطات الإيرانية بعد تداعيات كارثة سيول عارمة ضربت أنحاء متفرقة من البلاد، كشف ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في محافظة فارس (جنوب) عن تلقيه إهانات بالغة من قبل متضررين من تداعيات الفيضانات، وفقا للعين الإخبارية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن لطف الله دج كام ممثل خامنئي وإمام الجمعة في شيراز قوله، على هامش مؤتمر صحفي، إن الناس هاجموه بشدة لدى زيارته إحدى المناطق المتضررة جراء الفيضانات إلى درجة انهيار أعصابه بسبب حدة الانتقادات التي وصلت إلى مسامعه، وفق قوله.

ولفت ممثل خامنئي إلى أن المنكوبين بسبب السيول التي ضربت 25 محافظة إيرانية على الأقل من أصل 31 أخرى هاجموا أداء بعض الدوائر الحكومية في بلاده، التي لاحظها في مشاعر استياء وغضب بسبب تعمد السلطات البلدية تدشين مبان سكنية وطرق للسيارات على مسار مجارٍ مائية للطوارئ حال هطول أمطار شديدة ببعض المناطق في البلاد.

ونقل "دج كام" تساؤلات من أشخاص عاديين حول كيفية تدفق مياه السيول وسط هذه البنايات على مسارات الطوارئ، خصوصا بعد أن ارتفع مستوى الماء لمترين في مناطق منكوبة، بينما كشف حديثه ضمنيا جانبا من أشكال الفساد الذي يضرب أغلب مؤسسات الحكم في إيران.

واعتبر ممثل خامنئي في فارس أن عددا ممن يتولون المسؤولية في البلاد لا يدركون طبيعة عملهم ويتخذون قرارات خاطئة، مؤكدا أن الناس لديهم حق في توجيه السباب لنا (نظام ولاية الفقيه) بعد أن تطرق إلى وجود أحد الأزقة التي دشنت بها عشرات المتاجر عشوائيا بإحدى أسواق شيراز دون اعتبار لاحتمالية هطول أمطار شديدة في أي وقت.

وتضررت آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية، بينما أغرقت مياه الفيضانات مزارع لتربية الدواجن والماشية الحية والأسماك، حيث وصل إجمالي الخسائر في قطاع الزراعة بمحافظتي مازندران وجولستان (شمال) إلى أكثر من ألف مليار تومان إيراني.

ونالت شبكة الكهرباء على مستوى البلاد خسائر فادحة جراء مياه السيول العارمة وغير المسبوقة التي اجتاحت مناطق متفرقة، حيث وصل إجمالي قيمة الأضرار قرابة 17 مليار تومان إيراني (1 تومان يوازي 10 ريالات إيرانية).

وفي الوقت الذي حظرت السلطات القضائية الإيرانية جمع تبرعات مالية شعبية بهدف تقديم دعم مادي للمتضررين جراء السيول العارمة، تجاوزت حصيلة القتلى 44 شخصا أغلبهم من محافظة فارس إلى جانب مئات الجرحى والمفقودين، وفقا للأرقام الرسمية.

وتوقفت حركة البيع والشراء تماما في عشرات الأسواق الكبرى داخل البلاد منذ مطلع الأسبوع الجاري، في حين نقلت منظمة "مجاهدي خلق" التي تمثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (مقره باريس) عن شهود عيان قولهم إن "جثث الضحايا بقيت عالقة في الطين، في ظل غياب أي جهد فاعل من قبل النظام للعثور على هذه الجثث، ما اضطر الأهالي إلى البحث عن الضحايا والمفقودين، باستخدام وسائل بدائية".

وأوضحت المقاومة الإيرانية، في بيان لها، إن أعداد ضحايا السيول تجاوزت 200 شخص، معظمهم من مدينة شيراز وحدها، إلا أن النظام الإيراني يخفي الرقم الحقيقي خوفا من غضب الشعب.