حماس تقايض الهدوء في غزة بمكاسب سياسية خاصة

عربي ودولي

بوابة الفجر


يواصل الوفد الأمني المصري مباحثاته بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بحثاً عن هدوء في قطاع غزة بعد التصعيد الأخير الذي استمر أياماً.



وترفض الفصائل الفلسطينية في غزة الإفصاح عن تفاصيل المباحثات مع المصريين حول التهدئة، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تطالب بوقف الإرباك الليلي، وإطلاق البالونات الحارقة، ومسيرات العودة لثبيت الهدوء في غزة.



وفي هذا السياق، يرى محللون سياسيون، أن حركة حماس لا يمكنها وقف مسيرات العودة بشكل كامل، إلا أنها قد توافق على تجميد عدد من أدواتها مثل الإرباك الليلي، والبالونات الحارقة.



وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: "ما يجري من تعتيم إعلامي من جانب حركة حماس على مباحثات التهدئة يؤكد أن ما تعرضه إسرائيل يُضعف الحركة جماهيرياً، ويثبت الاتهامات الموجهة لها بالتعاطي سياسياً مع مسيرات العودة".



وأوضح في حديث خاص لـ 24، أن "حماس لا يمكن أن تقبل بوقف كامل لمسيرات العودة، إلا أنها يمكن أن تحافظ على الهدوء بالمسيرات بضبط الميدان، ومنع الاقتراب من السلك الشائك، أو استخدام وسائل تلك المسيرات".



وأضاف: "حدث ذلك مراراً، وأوقفت حماس الإرباك الليلي، والبالونات الحارقة، واكتفت بمسيرات على السياج الفاصل، دون مواجهات عنيفة"، لافتاً إلى أن حماس تحاول تحقيق أكبر مكاسب سياسية من المباحثات مع المصريين.



وأشار إلى أن مسيرات العودة يمكن أن تتحول إلى تحركات روتينية، ومسيرات تبعد عن الحدود وفق المسافة المتفق عليها مع المصريين، مبيناً أن مصر تسعى لمنع مواجهة عسكرية تزيد معاناة قطاع غزة.



وبين عوكل، أن مسيرات العودة لن تتوقف إللا بعد مكاسب سياسية قوية تمكن حماس من مواجهة جمهورها، وتبرير قرارها بوقفها، لافتاً إلى أن زيارة الوفد المصري لغزة تؤكد وجود مؤشرات على استعادة الهدوء في القطاع.



ومن ناحيته، قال المحلل السياسي أحمد عوض إن "وقف مسيرات العودة في حاجة لقرار سياسي وفصائلي يشارك فيه الكل الفلسطيني"، مبيناً أن ذلك لا يمكن أن يحدث دون الوصول إلى انفراجات للأزمات التي يعاني منها قطاع غزة.



وأوضح في حديث خاص لـ 24، أن "وقف المسيرات وإن كان بيد حماس فهو قرار جماهيري، وأي قرار دون مكاسب ملموسة سينعكس سلباً على حركة حماس"، مبيناً أنها تستخدم المسيرات لتحقيق مكاسب سياسية.



وبين أنه لا يمكن الحديث في الوقت الراهن عن أي اتفاق نهائي للتهدئة بين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية برعاية مصرية، إلا بعد انتخابات الكنيست المقبلة، مشدداً على أن تغيير القيادة الإسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة، والتأثير بشكل مباشر على مفاوضات التهدئة.



وأضاف أن "نتانياهو مشغول بالعديد من الملفات، ولا يمكنه في الوقت الراهن عقد أي اتفاق مع الفصائل الفلسطينية"، مبيناً أنه يحاول كسب الوقت حتى انتهاء انتخابات الكنيست قبل العودة إلى مباحثات التهدئة وضم الملفات بما فيها الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة.



وعن إمكانية اشتعال الأوضاع بعد غد السبت، الذي يصادف الذكرى السنوية لمسيرات العودة وكسر الحصار، قال عوض إن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي غير معنيين بالتصعيد، والأمر مرتبط بمدى قدرة الجانب المصري على ضبط الطرفين".



يذكر أن قطاع غزة دخل في مواجهة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد إطلاق صاروخ على تل أبيب فجر الإثنين الماضي، ووصل الوفد الأمني المصري مساء أول أمس الأربعاء إلى القطاع والتقى قادة الفصائل ثم غادرها أمس الخميس، حاملاً معه مطالب الفصائل إلى إسرائيل، ويُنتظر أن يعود اليوم الجمعة بالرد الإسرائيلي.