معهد أمريكي: قطر تمول الإخوان والإرهاب في فرنسا تحت ستار "دعم المساجد"

السعودية

بوابة الفجر


قالت جوديث بيرجمان، المحللة السياسية بمعهد "جيتستون" الأمريكي للدراسات، إن قطر نشطت في المشاركة بعمليات تمويل مساجد داخل الدول الغربية، من بينها: فرنسا وسويسرا والسويد، لافتة إلى أن تغلغل"الإمارة الصغيرة" في البلاد بدأ بالاستثمار في مشروعات صغيرة بالضواحي الفرنسية.

واستشهدت بيرجمان، خلال تقرير عبر الموقع الإلكتروني للمعهد الأمريكي، بتصريحات للمحلل السياسي والمتخصص في الشؤون الخليجية كريم صادر أدلى بها عام 2012 لتليفزيون "فرانس24"، أشار فيها إلى تمويل قطر لضواحي فرنسية ودورها في تمويل جماعة الإخوان الإرهابية.

كما أشارت بيرجمان إلى تصريحات أخرى أدلى بها العالم السياسي الفرنسي جيل كيبل عام 2013، نشير إلى أن الدور الذي تقوم به قطر يستهدف شراء نفوذ، حيث أوضح متحدث حركة "فرنسا المتمردة" (يسار راديكالي) إريك كوكريل، حينها، أن الاستثمارات لا تأتي دون شروط، "لكن الخطر أنه يمكنها الاستثمار بفكر الترويج لديانة معينة أو نمط حياة محدد. هذا ليس شيئًا جيدًا."

وفي النهاية، أنشئ صندوق قطري فرنسي مشترك يحدد شروطًا معينة لاستثمارات الدوحة من أجل تهدئة التوتر المتعلق بالاستثمارات، لكن عام 2016، وصلت الاستثمارات القطرية وحدها في فرنسا لحوالي 22 مليار دولار.

وقالت جوديث بيرجمان في تقريرها إنه لفهم طبيعة التعاليم التي تنشرها بعض المساجد الممولة من قطر في الغرب، فإن كتب المدارس القطرية التي تصدرها وتصدق عليها وزارة التعليم والتعليم العالي في الدوحة تقدم لمحة عما يريد القادة القطريون على ما يبدو في بلدهم وبالخارج.

وتطرقت المحللة السياسية إلى تقرير صادر عن معهد بحوث الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، يتحدث عن أن التعليم الديني القطري ربما يكون أكثر تطرفًا عما يفترضه معظم النقاد الغربيون.

كان معهد "جيتستون" قد حذر في وقت سابق من أن النظام القطري يتخذ من التبرع للمساجد في فرنسا ستارًا لتمويل الإرهاب في هذا البلد الذي شهد هجمات إرهابية مروعة خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن النشاط القطري في فرنسا يثير القلق على استقرار الديمقراطيات الأوروبية.

وأوضح المعهد خلال تقرير السابق أن قطر على مدى السنوات الماضية كانت الداعم الأول لجماعة الإخوان الإرهابية وإيران وتنظيم داعش وأعضاء القاعدة وحماس وطالبان وغيرهم من الإرهابيين، مستشهدًا بموظف سابق بجمعية "قطر الخيرية"، المدرجة ضمن قوائم الإرهاب، حيث قال إن المنظمة تضطلع بدور كبير في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.

وفي هذا السياق، تحدث كتاب "أمرآنا الأعزاء"، الذي كشف فيه الصحفيان الفرنسييان جورج مالبرنو وكريستيان شينو، التوغل القطري في فرنسا عام 2016، حول توغل الدوحة في فرنسا منذ مطلع التسعينيات بذريعة المساجد والمشروعات الخيرية.

وتضمن الكتاب ما قاله إمام مسجد "بواتييه"، بوبكر الحاج عمور العضو البارز في اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، في مقطع مصور، إن المسجد الذي يسع لـ700 مصلِ ومئذنة بارتفاع 22 متر، بنيت بأموال مؤسسة "قطر الخيرية"، معترفاً بتلقيه تمويلاً من الدوحة لبناء المساجد وأيضاً تمويل لمسلمين في فرنسا.

كما أوضح الصحفيان الفرنسيان أن تمويل المساجد في فرنسا كان أحد القوى الناعمة التي استخدمتها قطر لوضع قدمها في أوروبا، ثم العالم بأكمله.

وأشار الكتاب إلى تصريحات أمين صندوق جمعية "الأمل" المسؤولة عن إدارة "المسجد الكبير في سن سان دوني" (شمال باريس) إن "نتلقى تمويل من المؤمنين من الخارج، مثل قطر".

وبحسب الكتاب، فإن الأموال القطرية تذهب للعديد من المساجد الكبرى المثيرة للجدل في فرنسا، ببنى تحتية ضخمة ومراكز ثقافية، والمنظمات الإسلامية  بعضها محسوب على تنظيم الإخوان الإرهابي، منها " اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا UOIF، والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في فرنسا CFCM، ورابطة العالم الإسلامي في فرنسا الذي كان يترأسه مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي.

وأكد الصحفيان أنه بفضل الدعم المالي لـ"اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" فإن قطر استطاعت السيطرة على الإسلام في البلاد".

كانت تقارير فرنسية تحدثت في وقت سابق عن تمويل "تنظيم الحمدين" أيضًا مشروعا لإقامة 6 نافورات بالعاصمة باريس، بكلفة 4 ملايين يورو من قيمة المشروع الإجمالية المقدرة بـ6.3 ملايين يورو.

وذكر موقع "ميديابارت" المحلي أن التمويل أثار انتقادات محلية واسعة، خصوصا من المعارضة الفرنسية التي رأت فيه إهانة لشعب البلاد، وتأصيلا للتوغل القطري فيها.

وافتتح عمدة باريس، آن هيدالجو النافورات الست الجديدة حينها في "روند بوان" بالشانزليزيه، بكلفة 6.3 ملايين يورو، وتم تمويل أكثر من 60 بالمائة منها من قبل الدوحة.

ولفت الموقع إلى أن هذه التحركات ليست عشوائية، وإنما محاولة قطرية لغسل سمعتها السيئة بتمويل الإرهاب للتفاخر بتمويل مزارات سياحية براقة في عاصمة الأنوار، إذ تم اشتراط أن يتم وضع النافورات في أماكن رمزية سياحية، في الشانزليزيه، بين ميدان كونكورد وقوس النصر، الساحة الأجمل بالعالم.