في ذكرى وفاته.. ما لا تعرفه عن الملك فيصل بن عبد العزيز

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل اليوم الذكرى 44 لاغتيال فيصل بن عبد العزيز، الملك الثالث للسعودية، والذي كانت له مواقف مشرفة سطرها التاريخ بأحرف من نور، وهو ملك المملكة العربية السعودية الثالث والابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة طرفة بنت عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ.

ويعد الملك فيصل بن عبد العزيز، أحد أسباب نصر المصريين في حرب السادس من أكتوبر 1973، عندما قطع النفط عن الولايات المتحدة وكل الدول الداعمة والموالية لإسرائيل، وجهر برفضه إقامة موطن لليهود في فلسطين.

مولده
ولد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود في 14 أبريل 1906 ، وهو الملك الثالث للمملكة العربية السعودية، والذى تولى مقاليد الحكم في 2 نوفمبر 1964 بعد تنحي أخيه غير الشقيق عن الحكم الملك سعود بسبب مرضه.
وتربى في بيت جديه لأمه، وتلقى على يديهما العلم بعد وفاة والدته، وأدخله والده معترك السياسة في سن مبكرة، وبعثه في مهام دبلوماسية لأوروبا، ورأس وفد المملكة لمؤتمر لندن في ١٩٣٩، وكلفه بقيادة القوات السعودية لتهدئة الوضع في عسير سنه ١٩٢٢.

بداياته
أدخله والده الملك عبد العزيز في السياسة في سن مبكرة، حيث أرسله في زيارات للمملكة المتحدة وفرنسا مع نهاية الحرب العالمية الأولى وكان وقتها بعمر ثلاثة عشر عاماً، كما رأس وفد المملكة إلى "مؤتمر لندن" بعام 1939 حول القضية الفلسطينية والمعروف بمؤتمر المائدة المستديرة.

في ١٩٢٥، خرج بجيش لمنطقة الحجاز، واستطاع السيطرة عليها، وبعد سنه عينه الملك عبد العزيز نائبًا له، كما عُين في ١٩٢٧ رئيسًا لمجلس الشورى، وبعد 5 سنوات عُين وزيرًا للخارجية، وفي ٩ أكتوبر ١٩٥٣ أصدر والده الملك عبد العزيز أمرًا بتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى كونه وزيرًا للخارجية، وبعد وفاة والده تسلم أخوه سعود الحكم، وعينه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للخارجية.

مناصب شغلها
ظهرت توترات شديدة بينه وبين الملك سعود سنه ١٩٦٠، والذي قرر أن يسحب منه الوزارات التي يتولاها، ويكون نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، واتسعت بينهما شُقة الخلاف، وانتهى الأمر في ١ نوفمبر ١٩٦٤ حين اجتمع علماء الدين والقضاة والمفتى، وقاموا بخلع الملك سعود بن عبدالعزيز.

وفي ٢ نوفمبر ١٩٦٤ بُويع فيصل ملكًا، وحقق طفرة تنموية على أكثر من صعيد، ودافع عن القضية الفلسطينية، ورفض الاعتراف بإسرائيل، كما قرر مع عدة دول عربية قطع البترول أثناء حرب أكتوبر.
وتولى مقاليد الحكم في 2 نوفمبر 1964 بعد تنحي أخيه غير الشقيق عن الحكم الملك سعود بسبب أمراضه المتعددة.

إنجازاته
شهد عهده الكثير من الأحداث أبرزها، قيامه بقطع النفط عن الولايات المتحدة وكل الدول الداعمة والموالية لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر، كما جهر برفضه الشديد إقامة موطن لليهود في فلسطين.

وعلى المستوى المحلي قاد القوات السعودية لتهدئه الوضع المتوتر في عسير وذلك في عام 1922، وفي عام 1925 توجه جيش بقيادته لمنطقة الحجاز، واستطاع تحقيق النصر والسيطرة على الحجاز.

وفي عام 1926م عينه الملك عبد العزيز نائباً عاماً لجلالة الملك، كما عين في عام 1927 رئيساً لمجلس الشورى، وفي عام 1932 عين وزيراً للخارجية بالإضافة إلى كونه رئيساً لمجلس الشورى، كما أنه شارك في عام 1934 في الحرب السعودية اليمنية.

وأثناء توليه وزارة الخارجية طلب من الملك عبد العزيز قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وذلك بعد قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، ولكن طلبه هذا لم يجاب.
وفي 9 أكتوبر 1953 أصدر والده الملك عبد العزيز أمراً بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى كونه وزيراً للخارجية، وذلك بعد تعيين الأمير سعود رئيسًا للوزراء.

الحياة السياسية 
اهتم بالقضية الفلسطينية، وشارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميًا، وظهر ذلك واضحًا عندما خطب في عام 1963 على منبر الأمم المتحدة حيث ذكر إن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو القضية الفلسطينية، ومنذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، ومن سياسته التي اتبعها حول هذه القضية عدم الاعتراف بإسرائيل، وتوحيد الجهود العربية وترك الخلافات بدلًا من فتح جبهات جانبية تستنفذ الجهود والأموال والدماء، وإنشاء هيئة تمثل الفلسطينيين، وإشراك المسلمين في الدفاع عن القضية.

وعلى الرغم من الخلافات بينه وبين الرئيس المصري جمال عبد الناصر، إلا أنه بعد حرب 1967 وعقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم تعهد بتقديم معونات مالية سنوية حتى تزول آثار الحرب على مصر، كما أنه قرر مع عدة دول عربية بقطع البترول أثناء حرب أكتوبر، وكما عمل على حل الخلاف بين السعودية ومصر حول القضية اليمنية.

وعلى مستوى الدول الأجنبية عمل على تنمية علاقات السعودية مع فرنسا خصوصًا بعد اتجاه الحكومة هناك إلى الوقوف بصف العرب ضد إسرائيل، وكما أعيد بعهده علاقات السعودية مع المملكة المتحدة بعد زيارته لها في يونيو من عام 1967، وكانت تلك الزيارة تتويجًا لإعادة العلاقة والتي قطعت بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وبدأت بالعوده تدريجيًا من عام 1963.

وكما زار في مايو من عام 1966 الولايات المتحدة بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وقد تظاهر اليهود ضد زيارته، وكما أنه كان يرفض وجود أي علاقة أو تمثيل سياسي مع الدول الشيوعية وذلك لأنه لم يكن يريد السماح بظهور أي مبدأ يعارض الشريعة الإسلامية في السعودية.

وفاته
قتل الملك فيصل، بعد أن أطلق الأمير فيصل بن مساعد النار عليه وهو يستقبل وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتبه بالديوان الملكي يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول 1395 هـ الموافق 25 مارس 1975 عن عمر ناهز 69 عامًا.