اعترافات مثيرة للنساء بـ"يوم المرأة المصرية": بنكره شغل البيت.. ومش عايزين نربى ولادنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


45% من السيدات مستعدات لإنفاق نصف رواتبهن للأزواج ليشاركوا فى الأعمال المنزلية

56٪ طلبن إما "باسورد الموبايل" أو الطلاق


تستيقظ سامية أبو الهدى، يومياً فى الفجر، لإعداد الإفطار لزوجها وأولادها قبل ذهابها أيضاً إلى العمل وسرعان ما تعود لتخرج ما أعدته فى المساء لوجبة الغذاء قبل حضور بقية الأسرة وبعد الانتهاء من الأكل تشرف على مذاكرة الأولاد وتلاحظ المدرسين الخصوصيين خلال الحصص، بينما تكمل تنظيف المنزل أو غسل الصحون فى المطبخ وتظل فى حركة دائمة حتى الساعة الـ9 مساء لتنام وكأنها فى غيبوبة، استعداداً لنفس السيناريو باليوم التالى.

سامية غير راضية عن حياتها وتشعر أن عمرها يتسرب دون أن تشعر خصوصاً أن الأيام تجرى سريعاً دون أن يفارقها الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة.

جميع النساء خصوصاً المتزوجات ولديهن أطفال، لديهن نفس مشاعر سامية، التعامل مع الأطفال مرهق ويستهلك طاقة عصبية كبيرة تضعها على حافة الانهيار النفسى، أما الأزواج فلا يقدمون المساعدة المطلوبة وكثير منهم يتحولون إلى صغار يطلبون كوب الماء، وكى الملابس وتناول الشاى، وأشياء كثيرة جداً، يمكنهم ببساطة أن يقوموا بها بأنفسهن لتشعر الزوجة ببعض الراحة ولكن لا أحد منهم يفعل ذلك.

منذ 100عام وفى نفس الشهر الذى نعيشه خرجت مظاهرة من النساء احتجاجاً على تمسك الامبراطورية البريطانية باحتلال مصر، كجزء من طوفان المظاهرات التى شهدتها مصر وقتئذ ولكن خروج السيدات الذى اقترن بخلعهن النقاب التقليدى الذى يخفى وجوههن تم اعتباره يوماً للمرأة المصرية، التى بدأت تطالب بمساواتها بالرجل فى الحقوق لتسطيع أداء واجباتها كمواطن.

ومنذ هذا التاريخ تثبت النساء فى كل خطوة أحقيتهن فى المساواة وأنها مكسب كبير للوطن والحياة بشكل عام، ولكنها لم تستطع التخلص من المطبخ أو رعاية الأطفال وظل الأمران على عاتقها يأكلان من صحتها وعمرها، دون مبرر سوى أن الثقافة الاجتماعية السائدة لا تزال التحدى الأكبر أمام النساء ولو بعد قرن من الزمان.

«الفجر» أجرت استطلاعاً بمناسبة يوم المرأة المصرية، لتكتشف آراء النساء أنفسهن فى الأعمال المنزلية وعلاقتهن بأزواجهن، وتحدثت الصحيفة مع ١١٠٠ سيدة من مختلف الفئات والأعمار والمستويات التعليمية، واستمعنا لمفاجآت خلال استقبال إجابات النساء، عن الشيء الذى يتمنين التخلص منه من بين اختيارات ثلاثة: الأعمال المنزلية أم الإشراف على الأولاد أو العمل.

47.27 % من السيدات تمنين التخلص من جحيم الغسيل والطبيخ، لأن «الست متجوزتش عشان تكون وظيفتها شغل البيت لأن ممكن أى حد يعمله غيرها، ومش معقول نتعلم ١٦ سنة عشان فى النهاية يبقى كل حياتى أطباق غسيل وأكبر طموحى أطلع فرخة من الفريزر».

الغريب أن نسبة تقترب من ثلث العينة اعتبرن الإشراف على تربية الأولاد أمر يحلمن بالتخلص منه، وتحديداً ٢٩.٢٧%، ممن شملهن الاستطلاع وبررن رغبتهن بـ«اشتغل أحسن وأجيب بيبى سيتر»، ورأت أخريات أن الزوج يمكن أن يقوم بهذه المهمة خصوصاً أن أزواجا كثيرين ينتقدون طريقة تربية الأم، وكانت إجابات أخريات أبسط وأوضح «زن الأطفال بيعصبنى.. ليه استحمله وأبوهم يجى من الشغل ياكل وينام»، وقالت أخريات بنفس الصراحة: «عايزة اهتم بنفسى شوية وبحياتى وده مع الولاد مستحيل».

قد يتصور البعض أن الأمهات منزوعة منهن الرحمة، ولكن الاستطلاع كشف لنا أن المهام التى تقوم بها المرأة صعبة جداً، ولذا تفضل أخريات الاستغناء عن وظائفهن لأن الوقت المتبقى لا يكون كافياً لتعيش وتربى أولادها فى نفس الوقت، فـ٢٣.٤٥% من العينة فضلن التضحية بالوظيفة مقابل مصلحة الأسرة :»لو اشتغلت هاقصر فى حق زوجى وأولادى»، وبعضهن رأين الأمر من منظور اقتصادى بحت: «ليه اتمرمط لما هلاقى اللى يصرف عليا»، وتغلبت الرغبة فى النوم على كثيرات قلن: «تعبت من الصحيان بدرى وعايزة أنام.. وكمان المرتبات ضعيفة فالأفضل نقعد فى بيوتنا».

الاستطلاع لم يقتصر فقط على اكتشاف مرارة «شغل البيت» ولكنه تناول أموراً أخرى منها هل يمكن أن توافق امرأة على التنازل عن نصف راتبها لزوجها إذا ساعدها فى مهام المنزل، وهو الأمر الذى اختلف عليه الخاضعات للاستطلاع، فـ٤٥٪، من العينة وافقن لأن: «لو اديتله نص مرتبى هوفر مرتب الشغالة وهاخدهم منه تانى وهو كده كده بيصرف على البيت»، وأخريات قدمن إجابات ذكية مثل :»مرتبى ضايع على البيت فعلى الأقل هستفاد منه فى حاجة وياريت بس يساعدنى».

أما الرافضات للفكرة فكن الأكبر عدداً بـ٥٥٪، وبررن موقفهن بـ»هو كان بيدينى نص مرتبه علشان أعمل شغل البيت»، وقالت أخريات :»أدى الفلوس لشغالة أفضل على الأقل مش هتخرب البيت»، وقالت بعضهن: «المفروض يشاركنى فى كل حاجة لو طلب منى فلوس هينزل من نظرى وهاجبره يغسل ويطبخ لنفسه».

جزء من الحياة الزوجية مرتبط بالمال، وهو أمر لا يمكن إنكاره والبحث فى تفاصيله ممتلئ بالغرائب مثل هل تعلم كل الزوجات تفاصيل الدخل المالى للزوج ورصيده فى البنك، الغريب أن ٦٢.٦٣%، من العينة قلن إنهن يعرفن هذا الأمر لأن :»الحساب مشترك» وقالت أخريات :»لازم أعرف دخله عشان أنا اللى بقسم مصاريف كل شهر».

أما السؤال الرابع الذى تضمنه الاستطلاع فابن شرعى لانتشار وسائل التواصل الاجتماعى أجاب ٥٦.٩٪ من العينة بـ»نعم»، يجب معرفة الباسوورد أو الطلاق، ولكن المفاجأة أن البعض قلن إن ذلك كان شرطاً من شروطهن للقبول بالزواج.