جورج قرداحي يُضحى بشعبيته فى "الأبواب المغلقة"

العدد الأسبوعي

جورج قرداحي
جورج قرداحي


على غير عادة الإعلامى جورج قرداحى، الذى اشتهر بسلسلة "من سيربح المليون"، وبعده برنامج "المسامح كريم"، اللذان حقق كل منهما شعبية كبيرة اختار قرداحى الظهور على الشاشات المصرية ببرنامج "الأبواب المغلقة"، النسخة المعربة من البرنامج العالمى the doors، لكن يبدو أن هذا البرنامج أخذ قرداحى إلى منطقة جديدة، ورغم أنه حرمه من بعض الجماهيرية، إلا أنه أكسبه قيمة أكبر غابت عن برامج كثيرة، لها نفس الاهتمام، وهى تناول الجرائم ليس لتحقيق النسب الأكبر فى المشاهدة، إنما البحث وراء هذه الجرائم بعمق، والاعتماد على الطب النفسى، والخبراء الأمنيين والأهل، ليقدم عبرة للمجتمع فى النهاية.

فسلسلة من سيربح المليون التى حقق بها قرداحى شهرة واسعة، كانت لها عناصر كثيرة ساهمت فى نجاحها منها التشويق الذى يملأ الحلقات باختلاف ثقافات، وفئات المتسابقين، بالإضافة إلى الاستفادة بكم كبير من المعلومات فى مجالات كثيرة فى الحياة، منها العلوم والآداب والفنون إلخ، وعندما قدم برنامج "المسامح كريم"، فحقق نجاحا ولكن ليس بالقدر الذى حصل عليه برنامج "من سيربح المليون"، لكن كانت هناك عناصر أخرى ساهمت فى نجاحه، أبرزها الترقب، لكن برنامج "الأبواب المغلقة" فيتناول جرائم شغلت الرأى العام، والجميع يعرف نهايتها، لهذا لا يتوقع الجمهور أى جديد، لكن قرداحى ميز هذا البرنامج بعرض الجرائم، بطريقة تمثيلية تشويقية، تجعل المشاهد يرى الأحداث بتفاصيلها بعيداً عن مجرد سردها.

قرداحى فى البرنامج لا يكتفى بالكشف عن تفاصيل القضية التى يناقشها فى الحلقة بل يستضيف ذوى الضحية، وخبراء من مختلف المجالات المعنية فى الأمر، ليرتقى ببرنامجه عن استعراض مشاكل الناس بطريقة سطحية بهدف التصارع على المزيد من الرايتينج، إلى تقديم القضية بهدف إفادة المجتمع، بأسلوب عميق وهادف، وعلى سبيل المثال الحلقة التى تناول فيها قضية قتل طالب الهندسة حين توجه لشراء حاسوب عن طريق موقع إلكترونى، استضاف قرداحى فى البرنامج والد الضحية، والخبير الأمنى اللواء عبد الرافع درويش والطبيب النفسى الدكتور محمد هانى والصحفى الذى قام بتغطية تفاصيل القضية محمد محسوب، وعمق الأسئلة لتوعّية المشاهدين بمختلف فئاتهم، وتوجه قرداحى لمشاهديه فى نهاية الحلقة بعبرة، وهى ضرورة أن يتحمل الأهل مسئولياتهم لحماية أبنائهم وبناتهم سواء لتحولهم كمجرمين أو نهايتهم كضحايا، وكذلك المدرسة والجامعة والإعلام والمجتمع.

لهذا تميز برنامج "الأبواب المغلقة"، عن كل البرامج المتخصصة فى أخبار الجريمة، والتى كان أبرزها خلف الأسوار، وهو البرنامج الأشهر، الذى كانت تُقدمه الإعلامية راوية راشد، عبر شاشة القناة الأولى، فى التليفزيون المصرى، فى التسعينيات، وقدمت منه آلاف الحلقات، وخيط حرير الذى كانت تقدمه المذيعة شيماء صادق، عبر قناة "القاهرة والناس"، وكان يدور حول عالم الجريمة، ولكن بطريقة المعايشات والتحقيقات الاستقصائية، وبرنامج "مع سبق الإصرار"، الذى تُقدمه الإعلامية ملك صالح، عبر قنوات "أون"، حتى انتقلت به إلى "النهار"، ومهمة خاصة الذى كان يقدمه أحمد رجب، عبر قناة "الحياة"، حتى انتقل به إلى قناة "إلـ تى سى"، قبل أن تتوقف، فضلا عن الحلقات التى تقدمها الإعلامية منى عراقى، والإعلامية ريهام سعيد.