الجولان سورية.. غضب عربي وعالمي واسع ضد تصريحات "ترامب" الغير مسؤولة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استمرار لخدمة الحكومة الأمريكية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب الكيان الأمريكى والصهيونى، واتخاذها القرارات المتغطرسة الجريئة مقابل إهدار حقوق الدول الأخرى، جاءت التصريحات الاخيرة لترامب حول الجولان لتثير ازمة جديدة على الساحة، حيث توالت ردود الأفعال على تغريدة الرئيس ترامب حول الجولان السوري، والذي اعتبر فيها أن على "الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان".

وهنا أكدت الأمم المتحدة التزامها بأن احتلال إسرائيل للجولان السورية عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية إن "موقف الأمم المتحدة لم يتغير بعد إعلان الرئيس الأمريكي بخصوص الجولان".

مصر
أكدت مصر، اليوم، الجمعة، موقفها الثابت بأن الجولان السوري أرض عربية محتلة من جانب إسرائيل، وذلك بعد ساعات من تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أشار فيها إلى أنه حان وقت اعتراف بلاده بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على الهضبة السورية.

وقالت مصر في بيان لوزارة الخارجية إن الجولان السوري أرض عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذي اتخذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغيًا وليست له أيّة شرعيّة دولية.

كما شددت القاهرة على ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء علي الأرض بالقوة.


روسيا
اما روسيا فردت عبر السناتور فلاديمير جباروف بأن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان دليل على عدم رضا واشنطن عن بدء التسوية السلمية في سوريا، قائلا: "ما إن بدأت الأوضاع في الشرق الأوسط بالتهدئة وبدأت عملية التسوية السلمية في سوريا، حتى حاولت الولايات المتحدة صب الزيت على النار".

وأضاف، أن الأمريكيين لا يريدون السلام في هذه المنطقة، وهم بحاجة إلى الحرب ويهتمون بمبيعات أسلحتهم.

وأعرب السناتور عن أسفه لتصريحات ترامب، مشيرا إلى أنها قد تؤدي إلى الإخلال بالتوازن الهش في العالم العربي، وستبدأ هناك استفزازات ضد إسرائيل وقد تندلع هناك اشتباكات.

الاتحاد الأوروبى
ورفض الاتحاد الأوروبي اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.

تركيا
وحذرت تركيا من أن هذه النية لن تؤدي إلا لزيادة العنف في المنطقة، حيث قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في "تويتر": "تمثل وحدة أراضي الدول مبدأ أساسيا للقانون الدولي. إن محاولات الولايات المتحدة لتبرير تصرفات إسرائيل، التي تتناقض مع القانون الدولي، لن تؤدي إلى لزيادة العنف ومعاناة الناس في المنطقة".

كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن تصريحات الرئيس الأمريكي بأن الوقت حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان يضع المنطقة على شفا أزمة جديدة، وفي كلمة أمام اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي قال أردوغان "لا يمكن أن نسمح بإضفاء الشرعية على احتلال الجولان".

جامعة الدول العربية
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية، والتي تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي، مؤكدا أنه لا يحق لدولة مهما كان شأنها أن تأخذ مثل هذا الموقف، كما أنه اعتراف - إن حصل - لا ينشيء حقوقاً أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع"، مشددا على أن الجولان هي أرضٌ سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن عنصر مرور الوقت على الاحتلال الإسرائيلي لا يشرعنه أو يجعله مقبولاً دولياً بل يظل جرماً ينبغي تصحيحه وليس تقنينه كما يهدف البعض.

وأضاف أبو الغيط أن "قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 صدر بالإجماع وأكد بصورة لا لبس فيها عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قانون ضم الجولان الذي أصدرته في نفس ذاك العام"، مشددا على أن "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، ولدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة في سوريا".

وقال أبوالغيط، إن أي اعتراف من جانب الولايات المتحدة بسيادة إسرائيلية على الجولان سيُمثل ردة خطيرة في الموقف الأمريكي من النزاع العربي- الإسرائيلي إجمالاً ، خاصة بعد الانتكاسات الهائلة التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية في حق القضية الفلسطينية.

وأضاف، أن الجامعة العربية تابعت بانزعاج المساعي الإسرائيلية الحثيثة خلال الفترة الأخيرة لاقتناص اعتراف أمريكي بسيادتها على الجولان المحتل، مستغلةً الظرف المضطرب الذي تمر به سوريا، ومعتمدة على سياستها المعهودة في خلط الأوراق لتحقيق المكاسب على حساب الغير، داعيا الولايات المتحدة إلى العودة عن هذا النهج الذي يدمر ما تبقي من رصيد ضئيل لوساطة أمريكية قد تنهي النزاع سياسيًا، وإلى مراجعة هذا الموقف الخاطئ، والتفكير بعمق في تبعاته القريبة والبعيدة.

سوريا
نددت الحكومة السورية، اليوم الجمعة، بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن الوقت قد حان للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.

وأكدت أن الشعب السوري "أكثر عزيمة وتصميماً وإصراراً على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة".

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) قال مصدر في وزارة الخارجية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي "تؤكد مجدداً انحياز الولايات المتحدة الأعمى" لإسرائيل لكنها "لن تغير أبداً من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربياً سوريا".

وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، غرد على حسابه فى موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أمس الخميس، قائلا "بعد 52 عاما، آن الأوان للولايات المتحدة للاعتراف بشكل كامل بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المهمة استراتيجيا، والتى تتميز كذلك بأهمية فى مجال أمن الدولة الإسرائيلية والأمن الإقليمى".

وجاءت تغريدة ترامب قبل أسبوع من قمة مرتقبة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في واشنطن، وهي خطوة اعتبرها كثيرون بمثابة تدخل لصالح نتانياهو في الانتخابات البرلمانية، المقررة مطلع أبريل المقبل.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أكد  في وقت سابق العلاقة الوثيقة بين واشنطن وتل أبيب، مشيرا إلى أنه بحث مع المسؤولين الإسرائيليين "تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة".

وامتنعت الولايات المتحدة في السنوات السابقة عن التصويت على القرار السنوي بشأن "الجولان السورية المحتل" الذي يعتبر قرار إسرائيل فرض سلطتها على المنطقة "باطلا ولاغيا".

وتشكل هضبة الجولان منطقة عازلة بين إسرائيل وسوريا مساحتها نحو 1200 كيلومتر مربع، واحتلت إسرائيل معظم الهضبة من سوريا في حرب عام 1967، وضمتها إلى أراضيها في 1981، في تحرك لم يلق اعترافا دوليا.

وفي سبتمبر 2018، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، إنه يتوقع أن تحتفظ إسرائيل بهضبة الجولان "إلى الأبد" في موافقة فيما يبدو على سيادتها على المنطقة.

ويمثل الإعلان تحولا كبيرا في السياسة الأمريكية، وسيعطى دفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو في حملته للفوز بفترة جديدة فى السلطة فى انتخابات التاسع من أبريل.