د.حماد عبدالله يكتب: ثقافة الحجاب والدشداشة !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



في الهجرة الجماعية من المحروسة بعد حرب يونيو 1967 كانت أكثر الطرق ازدحاماً هى طريق مصر دول الخليج (الكويت ، السعودية ثم الأمارات)
وأصبحت هذه الدول بأستقبالها للمصريين بعد حرب 67 كنوع من الانتقام من النظام المصرى القائم فى هذا الوقت والذى كان يسبب قلق للأنظمة العربية المسماة فى هذا الوقت بالأنظمة " الرجعية " حيث كانت مصر هى صوت العرب و القومية العربية  وحين أنكسر النظام  بعد حرب يونيو وأقول أن النظام هو الذى أنكسر وليس شعب مصر .. 
وكانت الهجرة والإعارات من الجامعات والمدارس ومن وزارات أخرى هى بداية لانخراط مجموعة من المصريين فى مجتمعات كانت فى هذا الوقت شبة منغلقة وكان البترول قد زاد سعره وأصبح الطفرة المالية التى هبطت على هذه الدول دون أيه استعدادات حيث دفع شعب مصر وجيش مصر ثمن هذا الارتفاع دون أيه عوائد تذكر علينا فقد دفعنا دمائنا واستثماراتنا وضحينا بالتنمية الكاملة للوطن أمام قضية عربية بحتة  دفعنا ثمنها دون مقابل بل فى المقابل إزداد العرب غنى وازدادت إيداعاتهم فى دول غرب أوروبا وأمريكا وصدروا لنا ثقافة جديدة على مجتمعنا مع العائدين من الهجرة "بشوية ملاليم " ذادوا بها عشوائيات المبانى فى القرى والمدن المصرية  والذكى منهم بدأ الأستثمار بمصانع أو ورش تحت شعار رفعته الدولة حماية الأستثمار وحفزه ومع السياسات الجديدة نحو الانفتاح والتوجه الاقتصادي نحو الحرية .



 بدأت ظواهر جديدة فى المجتمع ظواهر ثقافية غريبة عن مصر  لم نراها حتى فى غياهب الحكم العثمانى للمحروسة .. 
فلقد صدرت  "الوهابية السعودية" أفكارها المسمومة لمصر وبدأ الأخوان المسلمون المقيمون فى الخارج وخاصة فى الخليج تمويل الداخل مع أختفاء ألوان الحضارة  وظهور التراجع الثقافى فهذة جماعة الجهاد ، وهذه جماعة التكفير والهجرة -وهذه جماعة محاربة الشيطان وهذه جماعة الشيطان ذاته !!
وإذا "بثقافة الدشداشة" تنتشر فى الجامعات المصرية حيث ذهب الأستاذ الجامعى المعاصر وهو يرتدى البدلة والكرافتة ويحافظ على أفنديتة أو بكويتة لكى يعود ببنطلون وقميص طويل خارج البنطلوب وشبشب شبة ( الزنوبه ) ولكن جلد محترم!! وتحلى بالسبحة وإذا بالإسلام الرحيم  الذى تعلمناه والذى تربينا عليه فى مساجدنا وفى الأزهر الشريف يصبح غريب لمثل هؤلاء العائدين بنوا الزوايا وأنتشروا فى مساجد الكليات الجامعية لكى يبثوا  للشباب نظريات الدشداشة وثقافة " الكفيل " المذل لعباد الله والذى عاشوا فى ظله أثناء الهجرة !!.
فمنهم أساتذة جامعات ومنهم رجال أعمال وأصحاب مصانع وللأسف الشديد تسللوا إلى المجالس النيابية وأصبحوا مشرعين للوطن!!
وقبلهم كانوا تحت عنوان "موظفى الأموال " وسرقوا شعب مصر " بهذه الدشداشة والذقن التى كانت فى بعض الأحيان ( عيره ) هكذا عادت الدشداشة وعاد الحجاب احتفلوا به ويقيموا له  السرادقات والأفراح فى الفضائيات وكأن المحجبة أصبحت نجماَ ساطعا نزل إلى كوكب الأرض  !!
والاحتفال بالمشهورة المحجبة احتفال لم يحدث " لجاجارين  " حينما قام  بالدوران حول القمر وإذا بالاحتفال بالنجمة السينمائية المحجبة مثل احتفال أمريكا 
ب" أرمسترونج "   حينما نزل على سطح القمر !! يالنا من متخلفين عقليا !!
وياليتنا نكشف أصحاب ثقافة الدشداشة وسارقى أموال " الكفيل " فى الخليج – لقيامهم بدور الكفيل فى مصر .
 لاياسادة مصر المحروسة ليست أهل لهذه الثقافة ولن تقبلها مهما فعلتم ومهما كان الزمن اليوم متباطىء فى محاسبتكم ..فنحن لكم ولثقافتكم المتخلفة المستوردة زورا وبهتاناً بإسم أعظم الأديان وبإسم خاتم الرسل وصفوة خلق الله!! وهم منكم براء !!!                       


   Hammad [email protected]