طارق الشناوي يكتب: "ست الحبايب"

الفجر الفني

بوابة الفجر


كثيرا ما نلهث وراء الخيال من أجل منح القصة العادية أو ما نتصور أنها كذلك زخما وتفاصيل تبعدها عن الحقيقة، وإليكم أشهر أغنية تسمعونها على كل المحطات اليوم.


(ست الحبايب) القصة المتداولة أن الشاعر الكبير حسين السيد ذهب لأمه لتقديم التهنئة، بينما وهو في الطريق إليها، تذكر فجأة أنه لم يحضر هدية عيد الأم، فكتبها وهو يصعد السلم لتصبح هديتها.


(ست الحبايب) القصة الحقيقية أن حسين السيد كتبها بمجرد أن تقرر الاحتفال بهذا اليوم رسميا، شعر بأنه وتوأمه الفنى الموسيقار محمد عبدالوهاب عليهما، بدون تكليف من أحد، الغناء للأم، روى لى أن الخاطر الشعرى سيطر عليه، لدرجة أنه لم يكن قادرا على ملاحقته بالقلم، فاستعان بزوجته الدكتورة نعيمة لكى يملى عليها شطرة، بينما هو تسكنه أخرى يحاول توثيقها على الورق، (ست الحبايب) هي الصفة التي كانت تدلل بها والدة حسين السيد ابنها، فقرر أن تصبح هي لقب كل أم.


الشاعر الاستثنائى كانت له لمحات خاصة، فهو الذي التقط الخيط عندما جلس مع أبنائه وكانت زوجته تحاضر في الكلية سألوه عنها فقال لهم (ماما زمانها جايه)، استشعر أن تلك الكلمة التي جاءته كومضة ستصبح بداية أشهر أغنية أطفال رددها محمد فوزى، عندما أراد أن يغازل زوجته على الملأ كتب لها في أغنية عايدة الشاعر (إيوه آه) تلك الكلمات (عليكى خطوة يا نعيمة/ لو شافها مخرج في السيما/ يعملك فيلم عليه القيمة).


روى لى أنه عندما طلب منه المطرب الشعبى محمد رشدى أن يكتب له أغنية ضمن أحداث فيلم (فرقة المرح) التقط فكرة (كعب الغزال) ومنحها مذاقا شعبيا مغايرا لما ردده رشدى من قبل (طب ده أنت عليك حتة ماشية/ لو ساعتى شافتها ما هيش ماشية) لا تنسى أنه القائل في (على مين) بصوت شريفة فاضل وتلحين أيضا منير مراد (ليك ماضى كله سوابق/ في الحب مالهوش أمان/ أنا عايزة حب حنين/ مش حب يودى ليمان)، عدد من أغانية كانت تأتى تلقائيا، من كلمة عابرة رددها في موقف فتصبح بداية الخيط، روى مرة أنه ذهب مع صديقة عبدالوهاب لمتابعة قطعة أرض، كان قد اشتراها بالقسط ليقيم عليها مشروعا تجاريا، فوجد أن المطلوب مبلغ ضخم، فقال لعبدالوهاب (توبة توبة)، فكانت هي اللقاء الأول الذي جمع بين كلمات حسين السيد وموسيقى عبدالوهاب وصوت عبدالحليم، وهى أيضا الأغنية الأشهر وقتها لعبدالحليم.


حسين السيد يستفز قلمى كثيرا للكتابة عنه، أنا دائما في حالة (تلكيك) عندما أتذكر عملاق عرفته في عز نجوميته وألقه، بينما كنت أنا وقتها أطرق باب صاحبة الجلالة على استحياء، كان شاعرنا الكبير دائم الحفاوة بى، كنت أتعمد عندما ألقاه في التليفزيون أن أكمل معه المشوار سيرا على الأقدام، حيث مكتبه الذي صار هو منزله أيضا في وسط المدينة، أظنه شارع (صبرى أبوعلم)، سألته عن الملحن التالى لعبدالوهاب والذى كان من الممكن أن يجمعهما ثنائى لو لم تضع الأقدار في طريقه موسيقار الأجيال؟ أجابنى بدون أي منافسة محمد الموجى، أرتاح لكلماتى عندما تصل لأوتار عوده، يبقى أن أقول لكم إن (جبار) لعبدالحليم واحد من تلك الإنجازات الإبداعية بينهما، يا ليتنا نذكر الحقيقة فقط، بدون أن نضيف إليها الكاتشب والمايونيز، صدقونى أحلى، وتذكروا «ست الحبايب».