البابا فرنسيس: الصلاة الربانية تشعل شعلة تدفعنا لنحوِّل العالم بواسطة المحبة

أقباط وكنائس

البابا فرنسيس الثاني
البابا فرنسيس الثاني


قال البابا فرنسيس،: "إذ نتابع تعاليمنا حول "صلاة الأبانا" نتوقف اليوم عند التضرّع الثالث "لتكن مشيئتك" والذي يُقرأ مع التضرعين الأوَّلَين: "ليتقدّس اسمك" و"ليأتِ ملكوتك" فتشكل هذه التضرّعات معًا لوحة ثلاثيّة: "ليتقدّس اسمك"، "ليأتِ ملكوتك"، "لتكن مشيئتك"؛ واليوم سنتحدّث عن التضرّع الثالث.   

وأوضح " فرنسيس"، خلال عظته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، اليوم الأربعاء، أن يعتني الإنسان بالعالم، هناك عناية الله بالإنسان والعالم التي لا تكلُّ. إن الإنجيل بأسره يعكس انقلاب الرؤية هذه.

واكد ان زكا الخاطئ يتسلّق شجرة لأنه يريد أن يرى يسوع، ولكنه لم يعرف أن الله كان قد بدأ بالبحث عنه من قبل. عندما وصل يسوع قال له: "يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ" وأعلن في النهاية: "إنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه" (لوقا ١۹، ٥. ١٠).

وأضاف، إنَّ الله ليس غامضًا، ولا يختبئ خلف ألغاز ولم يخطّط لمستقبل العالم بأسلوب غير مفهوم؛ لا لأنّه واضح. إن لم نفهم هذا الأمر قد لا ندرك معنى العبارة الثالثة من "صلاة الأبانا".

وتابع: إنَّ الكتاب المقدّس في الواقع مليء بالتعابير التي تخبرنا عن رغبة الله الإيجابية تجاه العالم. نجد في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية مجموعة اقتباسات تشهد لهذه المشيئة الإلهية الأمينة والصبورة. (راجع ٢٨٢١- ٢٨٢٧).

وتساءل: لماذا لكي يجذبنا إليه ويحملنا قدمًا في مسيرة الخلاص. الله قريب منا بمحبّته ليمسكنا بيدنا ويقودنا إلى الخلاص؛ كم هو عظيم الحب الذي يدفعه للقيام بذلك!

وأكمل: عندما نصلّي "لتكن مشيئتك"، لسنا مدعوين لنحني رؤوسنا بموقف خضوع كما ولو كنا عبيدًا، لان الله يريدنا أحرارًا ومحبّته هي التي تحرّرنا.

وكشف إن "صلاة الأبانا" في الواقع ليست صلاة العبيد بل هي صلاة الأبناء الذين يعرفون قلب أبيهم وهم متأكِّدون من مشروع محبّته. فالويل لنا، وخلال لفظنا لهذه الكلمات، إن رفعنا أكتافنا كعلامة للاستسلام إزاء مصير يثير فينا الاشمئزاز ولا يمكننا تغييره. على العكس، إنها صلاة مفعمة بثقة متَّقدة بإله يريد لنا الخير والحياة والخلاص. صلاة شجاعة وإنما نضاليّة أيضًا لأنّ هناك في العالم العديد من الوقائع التي ليست بحسب مخطط الله.

ولفت الي إنَّ الصلاة الربانية هي صلاة تشعل فينا محبة يسوع عينها لمشيئة الآب، شعلة تدفعنا لنحوِّل العالم بواسطة المحبة، وإنَّ المسيحي لا يؤمن بـ "واقع" لا مفرَّ منه ما من شيء عشوائي في الإيمان المسيحي، وإنما هناك خلاص ينتظر أن يظهر في حياة كل رجل وامرأة وأن يتمَّ في الأبديّة.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول هكذا كان الأمر بالنسبة ليسوع في بستان الجتسماني عندما اختبر اليأس وصلّى: "يا أَبتِ، إِن شِئْتَ فَاصرِفْ عَنِّي هذِه الكَأس، ولكِن لا مَشيئَتي، بل مَشيئَتُكَ!" (لوقا ٢٢، ٤٢).