"في عيد الأم".. تعرف على 3 روايات لأمهات منياوية عان الكثير من أجل تربية أبناهن

محافظات

أم أشرف
أم أشرف


أحكم الفقر أبوابه على الأرامل، فكان أمامهن خيارين، إما الاستسلام له أو العمل لتوفير احتياجات أبناءهن بعد وفاة أزواجهن، حتى انضموا إلى موسوعة "الشقيانين" أو بمعنى أوضح "المكافحات" تلك العبارة ليست فقط عبارة لمثل شهير يجامل به النساء، ولكنها حقيقة واقعة.. بالتزامن مع عيد الأم "الفجر"، تسرد 3 روايات لأمهات عانين الكثير من أجل تربية أبناهن.

سماح.. 50 عاما تدق على الحديد

منذ أكثر من 50 عاما، وتعمل "سماح" في مهنة "صناعه التواري"، واعتمد عليها زوجها لدقتها وإخلاصها في عملها.

سماح محمد السيد، والتي لديها 4 بناء كما تقوم بكفالة ابنة شقيقة زوجها، والتي تعانى من مرض نفسي، تقول: «أمارس حرفة الحدادة منذ زمن، واستطعت من خلالها كسب الخبرة وتحويل الحرفة إلى مهنة، فكنت أجلس مع أبي في مكان صغير، قبل أن اتزوج واعمل معه، وعندما تزوجت قمت بمساعده زوجى في نفس العمل.

وتابعت قائله مهنة الحدادة ترتبط بالعديد من المهن الأخرى، الموجودة بالمدن الواقعة حول نطاقنا، ولا يمكن لأي مجتمع أن يستغني عنها، فكثير من الصناعات كان يتم إنجازها من قبل الحدادين، ومنها لوازم المطبخ، ومستلزمات البناء، وأعمال البحر، والزراعة، إلى الكثير من الصناعات التي تحتاج إلى منتجاتهم.

وأردفت: فخورة بالعمل في هذه المهنة، لأنها حرفة آبائنا وأجدادنا، كما أنني وعن طريقها تعلمت الصبر والتحمل بعيدًا عن الكسب المادي، وتابعت: تعلمت المهنة على أصولها من والدى، من عمر 10 سنوات، وكنت أساعد والدى في ورشته واحمل المرزبة الصغيرة، والتي كانت تناسب عمرى، وأدق بها على الحديد لصناعه التورية الصغيرة للأطفال، ومع الوقت تزوجت زوجي وانا في عمر 16 عاما، فكان يعمل في مهنة الحدادة، وظللت طوال 50 عاما، احمل المرزبة على كتفي، وادق على الحديد في البداية كنت أساعد والدى، وبعد الزواج ساعده شريك حياتي في تحمل المسئولية معا.

أم كريم: من بيع روث الحيوانات ربيت رجالة

اختارت أن تمتهن مهنة قلما تقبل عليها النساء وهى مهنة بائعه روث الحيوانات توفى زوجها وترك لها 4 أبناء أصغرهم عمره 7 سنوات إنها "أم مصطفى"، فإن كانت هذه مهنة ام مصطفى إلا أن الجانب الخفي من حياتها يؤكد إصرار وطموح المرأة المنياوية الذي لا يحده حدود فهي رغم عملها الذي يستغرق ساعات طويلة من يومها ويعود عليها بالرزق القليل الا انها تحاول توفير وقت لمتابعة أبناءها تعليميًا.

غنيمة جلال على، صاحبة الـ 35 عامًا توفى زوجها منذ 4 اعوام، تاركًا لها 4 ابناء هم "على - أحمد - بسمه - كريم "، لم يترك زوجها لهم سوي الديون، تحاول من خلال عمله البسيط وأهل الخير سداد دين زوجها.

تقول "غنيمة "، ولم يترك زوجي لنا سوي منزلًا صغير بالطوب الأخضر، مساحته لا تتعدى الـ15 مترا، تحملت أنا وأبنائي تلك الصعاب وقررت أنا أعيش معهم ولهم بدون أن أتزوج من أحد.

وبكلمات على حد تعبيرها تقول "غنيمة"، عشت بعد وفاه زوجي كـ"اليتيمة" في حياة بلا حياه وكل ما فيها كان شقي وتعب واهانه وذل كنت انتظر أي مساعدات تأتي لنا من عند الله، لم يكن لي مصدر دخل سواء الـ200 جنية فقط سنويًا، وهى تأتى مساعدة في يوم اليتيم، لذلك قررت أن أجمع روث البهائم وأقوم بتجفيفها وبعد ذلك أقوم ببيعها لتستخدم في عمليه الوقود بديلا عن الحطب، فرغم أنه لم يضر لي سوى مبالغ قليله جدًا، ولكن هذه هي الحياة مصاعب وتحديات، ومن بيع روث الحيوانات ربيت رجالة.

"أم أشرف".. قصة كفاح 20 عاما من أجل أبناءها

توفي زوجها منذ عشرون عاما، وترك لها 6 أطفال خلت الدنيا من معين لها نظرت حولها والى أبناءها وفكرت ماذا تفعل أمام "كوم اللحم " على حد تعبيرها.

فكرت كثيرا قبل أن تتخذ أي قرار أن تخرج إلى الشارع فلا عائل لها بعد وفاه الزوج، وأطفالها فى عمر الزهور أعوادهم خضراء غير قادره على العمل، فى ظل انها كانت حريصة على أن يستكمل أبناءها مراحلهم التعليمية.

شادية سيد محفوظ، تلك المرأة السبعينية التي عاشت مع زوجها رحلة مرضه إلا أن القدر لم يهمله حتى توفي وترك "شادية" وحيدة يائسة.

إلا أن إرادة "شادية" والمعروفة بـ"أم أشرف" لم تضعف، وبدأت تفكر فى العمل من أجل أبناءها التى قررت أن لا تتزوج من بعد زوجها، وعكفت على تربيتهم، فنصحها أحد جيرانها بأن تبدأ فى مشروع بسيط وتقوم ببيع الخضروات ورفضت أن تتسول وتعيش زليله مابين المنع والمنح.

"يافتاح يا عليم " من هنا بدأت "شادية" تفترش الارض تحمل بين يداها أقفاص الطماطم، وبدأت تتأقلم مع زملاءها فى سوق الخضار، وتعود من العمل منهكه ولكن التعب يزول أمام ابتسامه أطفالها وعام تلو الآخر كبر أطفالها وحصلن على مؤهلات عليا ومتوسطة.