هل يجوز وضع أكثر من ميت في العين الواحدة؟
أجابت لجنة الفتوى بدار الغفتاء المصرية على سؤال مفاداه "هل يجوز وضع أكثر من ميت في العين الواحدة؟"، قائلة:
لا يدفن أكثر من ميت في القبر الواحد، إلا في حالة امتلاء القبور أو تعذر الدفن فيها فإن ذلك يصير ضرورة تجيز ما هو بخلاف الأصل؛ فيجوز لذلك جمعُ أكثرَ مِن ميت مِن صنفٍ واحد ذكورًا أو إناثًا في قبر واحد.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
معنى الموت عند الفقهاء
لم يُنقل عن الفقهاء خلاف في أنّ الموت هو: مفارقة الروح للبدن، قال الله سبحانه وتعالى: (اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، ففي الآية الكريمة بيان أنّ الله سبحانه وتعالى يأمر ملك الموت عند نهاية أجل الإنسان بإخراج روحه وقبضها، والتي لم ينتهِ أجلها يحبسها عن التصرّف في حال النوم، فإن أراد الله سبحانه وتعالى موتها قبضها، ولم يردّها إلى جسدها، وإن أراد بقاءها في الدنيا أرسلها فتعود إلى الجسد، ويعيش صاحبها إلى الأجل المسمى له.
أما الروح فلا يعلم حقيقتها إلاّ الله سبحانه وتعالى، فهي مما استأثر به في علم الغيب عنده، قال الله سبحانه وتعالى: (وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا)، أما حقيقة مفارقة الروح للجسد فهي: خلوص الأعضاء كلها عن الروح، بحيث لا يبقى جهاز من أجهزة الجسم فيه صفة الحياة.
معنى الموت عند الأطباء
يُعرّف الموت بالمعنى القديم عند الأطباء بأنه: توقف القلب والدورة الدموية والتنفّس، توقّفاً لا رجعة فيه.
أما في الوقت الحاضر ومع ما توصل إليه العلم من اكتشافات وبحوث أصبح يُطلق على الإنسان أنه ميت إذا: توقف قلبه وتنفسه توقفاً تاماً لا رجعة فيه، وتعطلت وظائف الدماغ تعطلاً تاماً لا رجعة فيه، وبدأ الدماغ بالتحلل.
