طارق الشناوي يكتب: تيجى تصيده يصيدك!

الفجر الفني

بوابة الفجر


صرخت فى القاعة وهى تستمع إلى اسمها بعد أن نعتها مذيع الحفل بلقب الأفضل، الدائرة القريبة فى الوسطين الصحفى والفنى يعلمون أن الجائزة مدفوعة الثمن، وهى تعلم أنهم يعلمون، إلا أن الصرخة المدوية الممزوجة بقدر لا ينكر من ادعاء الدهشة، وجرعة مقننة من الإحساس بالزهو، كانت كفيلة لمنحها لحظات من السعادة.


كم مرة قرأت أن هذا الفنان أو ذاك المذيع حظى هو أو برنامجه أو أغنيته بالمركز الأول، تعددت اللجان والمؤسسات والجمعيات والتزوير واحد، جزء كبير منها ليس قائما على أسس صحيحة، ولكنها تمارس تلك اللعبة، مستغلة شغفا يعيشه عدد كبير من الفنانين والإعلاميين، وكل منهم يحلم بأن يتم تنصيبه على كرسى الأفضل، كما أن الجمهور ينظر إلى مثل هذه المعارك وكأنه يتابع فصلا دمويا فى حلبة صراع الديوك.

إحدى المطربات أدت قبل بضع سنوات بطولة مسلسل الكل أجمع على رداءته، كان لديها قميص واق من الصدمات، وهى أن تحصل على أكبر عدد من الجوائز، لتقنع الجميع بأنها الأفضل، وهكذا وافقت على إجراء أى حوار مقروء أو مسموع أو مرئى مع أى وسيلة إعلامية، ولم تتقاض أجرا، فقط تشترط أن يمنحوها فى نهاية اللقاء شهادة تؤكد أنها الأعلى فى كثافة المشاهدة، عدد من المنصات الإعلامية استجاب لهذا الشرط، الذى يضمن له الحصول على مادة إعلامية مجانية (شيلنى وأشيلك).

على الجانب الآخر، لدينا عدد قليل بين الفنانين يفضح التواطؤ، تابعت قبل أشهر المطربة أصالة، عندما فتحت النيران على ما جرى فى أحد المهرجانات الغنائية، هناك من حاول (السمسرة)، والحصول على نسبة من أجرها، وبعد أن تمت إزاحته، عاد صوتها للغناء، فى المهرجان.

المطرب حسين الجسمى سبق أن فضح أحد المهرجانات العالمية، التى ساومته على مبلغ مقابل الجائزة، والغريب أن مطربة أخرى سارعت مباشرة وفى لحظات بالموافقة ودفعت المعلوم.

ما هو شعور الفنان عندما يحصل على جائزة هو أول من يعلم كيف أتت إليه؟ من واقع اقترابى من الوسط الفنى، أقول لكم إن النجوم فى نهاية الأمر يفكرون أن هناك لقطة ستتناقلها الفضائيات لهم محتضنين الجائزة، تلك اللقطة سوف تنضم مثل غيرها إلى (السى فى)، وبين الحين والآخر سوف يتباهى الفنان بها أمام جمهوره ومعجبيه، ولا بأس أيضا أن يذكرها بعض النقاد والصحفيين وهم يشيدون بمواهبه الاستثنائية، وكيف استطاع أن يقفز فوق الحواجز ويتحدى العراقيل، ليحقق تلك المكانة ويحصد العدد الأكبر من الجوائز، مقارنة بكل زملائه.

هل هم سعداء؟ نعم لدى بعضهم قناعة أن الجمهور يعيش فى (الهالالا).

هل تتذكرون مثلا المطرب الذى نشر على صفحته، قبل بضع سنوات، صورة لفتاة ظلت قعيدة لمدة عشر سنوات، وعندما حضرت حفلته الغنائية، هبت من مقعدها الحديدى، وأخذت تغنى وترقص معه (عشرة بلدى)؟!.

هم يطاردون الضوء ويدفعون أيضا ثمن الضوء، على اعتبار أنهم بعد ذلك سوف يبيعون لنا الضوء بأعلى الأسعار، جائزة أو لقبا أو خبرا زائفا، هل من الممكن أن يبنى فنان حياته على كل تلك الأكاذيب؟ القاعدة الإعلامية المستقرة (أنك لا تستطيع أن تضحك على كل الناس كل الوقت)، هم يخدعون بعض الناس بعض الوقت، وربما كان الناس هم الذين يلعبونها معهم، يقنعوهم كذبا بأنهم يصدقونهم بعض الوقت، (تيجى تصيده يصيدك)!.