رحلة شقاء وقصة كفاح.. "أم محمد" صنعت عالمها الخاص بـ"إرادة وعزيمة" (صور)

محافظات

أم محمد في مصنع سجاد
أم محمد في مصنع سجاد أبيس بالإسكندرية


"ست بـ100 راجل".. لقب يطلق على بعض الأمهات والسيدات اللائي تحملن مسؤولية كبيرة وهي أن تصبح أمًا وأبًا في آنِ واحد، فهناك من فقدت زوجها "سنة الحياة"، وبعضهن تركهن أزواجهم لتجدن أنفسهن تكافحن ليلًا ونهارًا في العمل بغاية الحفاظ على أسرهن وتربية أبنائهن والسعي إلى كسب المال.



"كل عام وأنتِ بخير يا ست الكل".. يحتفل المصريون اليوم بعيد الأم، والذي يوافق 21 مارس من كل عام، وظهر الاحتفال بعيد الأم حديثًا، وتحديدًا في القرن العشرين، تكريمًا لدور الأمهات في تربية صغارهن وأثر ذلك على المجتمعات، ويختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة إلى أخرى، وتعود فكرة الاحتفال به في الدول العربية إلى الصحفي المصري علي أمين.

- قصة كفاح "أم محمد" مع أبنائها الثلاثة
"مكافحة، صبر، قوة، إيمان، عزيمة، وإرادة".. هكذا تجد "أم محمد" سيدة تعمل في مصنع للسجاد اليدوي بقرية أبيس بمحافظة الإسكندرية، سيدة مكافحة تعول أسرة تتكون من فتاة عمرها ١٨ عامًا، وشابين أحدهما عمره 23 عامًا، والآخر 25 عامًا.


كفاح "أم محمد" كان منذ أن توفي زوجها وابنتها بعمر السنتين، تاركا إيّاها وحيدة أمّا لثلاثة أطفال، بمعاش قليل لا يكاد يكفي طعامهم، ما دفعها للبحث عن عمل حتى وجدت مصنع السجاد اليدوي، أين لاقت الترحاب وأصبحت تعمل معهم حتى تعلمت المهنة وكسبت منه قوتها الذي أعالت به أبنائها.


- علمت أبنائي وأحدهم أصيب في حادث وزوجت ابنتي بشكل مشرف
وقالت أم محمد لـ"الفجر"، إنها تمكنت من إتمام تعليم أبنائها حتى الصف الثالث الإعدادي، كما أنها استطاعت زواج ابنتها وتم تجهيزها بشكل مشرف من خلال عملها وسعيها- على حد تعبيرها.

وأشارت إلى أن ابنها الأكبر قد تعرض لحادث، سبّب له إعاقة منعته من العمل حتى بلغ سن الـ٢٥ عامًا، وهي التي تساعده بالمال من عملها، خاصة وأنه لا يقدر على العمل، فضلًا عن أنها تتحمل مسؤولية ابنها الآخر الذي يقضي خدمته العسكرية.



وأكدت أم محمد، خلال حوارها في يوم عيدها "عيد الأم"، أنها قد بلغت من العمر ٤٦ عامًا، قائلة إن مصنع السجاد هو مصدر رزقها الذي تشقى وتتعب فيه بغاية تربية أبنائها والحفاظ على أسرتها، لتصبح من السيدات اللواتي كفاحن لحماية أسرهن وتستحق أن يطلق عليها "ست بـ100 راجل".