"سعاد بسيوني".. 50 عاما من العطاء: "حلم حياتي أجهز بنتي" (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الأم، وهي الذكرى التي نحتفل بها سنويا لإعطاء ولو جزء بسيط من حق أمهاتنا علينا، في مشوار طويل من التعب والشقاء، ليكون هذا اليوم بمثابة عيد حقيقي لكل إمراة كافحت لتصبح نموذجا يُحتذى به في المجتمع.

"سعاد بسيوني"، إحدى الأمهات التي تستحق تكريما كبيرا يليق بما قدمته من أجل ابنتها الوحيدة، والتي عرف مشوارها الكثير من الشقاء، لتربية ابنتها على مدار 12 عاما، وذلك بعد أن تركها زوجها ليستقر به الحال في الإسكندرية، ولينتهي بالسيدة المطاف في مصنع أبيس للسجاد اليدوي، ساعية بذلك لتجهيز ابنتها وإتمام دورها لها.

صاحبة الـ 50 عاما، تحكي لـ"الفجر" مشوارها، قائلة بأنها عانت كثيرا من أجل تربية إبنتها "أسماء" صاحبة الـ 14 عاما، حيث أن زوجها تركها منذ أن كانت ابنتها في عمر السنتين فقط، لتتجه إلى العمل في أكثر من مكان، خاصة في إحدى المستوصفات الطبية التي كانت تتقاضى به أجرا زهيدا لم يتخطى الـ300 جنيه، ولكنها لم تجد الراحة الكافية في هذا العمل، لتتركه سريعا.

وتابعت السيدة الخمسينية، أنه حين أعلنت مؤسسة "مصر الخير" عن إفتتاح مصنع للسجاد اليدوي بمنطقة أبيس، سرعان ما اتجهت للتقدم للعمل من أجل كسب رزق حلال وتعلّم مهنة السجاد اليدوي، خاصة أن المصنع يوفر مدربين مهارين، لتتمكن في شهرين فقط من تعلم المهنة بجدارة.

وكشفت السيدة سعاد، أن إبنتها لم تستطع إكمال تعليمها، بعد حصولها على الشهادة الإعدادية، وذلك نتيجة للظروف المادية الصعبة التي مروا بها، لتضطر إلى أخذها للعمل معها في مصنع السجاد اليدوي، ليعملان سويا من أجل الرزق الحلال وتجهيز إبنتها قبل أن يأتي نصيبها بالزواج.

واشتكت السيدة الخمسينية من قلة الحيلة منذ نشأتها في منطقة أبيس، حيث لم تكن مثل الكثير من الأسر الذين يملكون أراضي زراعية، حيث ولدت من أسرة بسيطة، وصحتها لم تعد تستحمل الشقاء في الزراعة، قائلة:"أنا مش حمل بهدلة في الغيطان".

وأكدت سعاد بسيوني، أنها تشعر براحة كبيرة منذ عملها في مصنع السجاد اليدوي الذي اكتسبت منه خبرة على مدار 5 سنوات لتعمل به يوميا قرابة الـ 12 ساعة، مؤكّدة أن الفضل يرجع إلى الله وحده الذي لم ينساها وعوّضها عن كل شيئ.

كما أبدت سعاد سعادتها البالغة بمناسبة عيد الأم، مؤكدة أنها مناسبة لابد أن يستغلها الأبناء جيدا لنيل الكثير من الحب من أمهاتهم، قائلة: "بتمنى لكل ام السعادة ويارب يفرح بنتي ويكتبلها الخير في مستقبلها".