في ذكرى تحرير طابا.. "نور الشرقاوي" تكشف كيفية استغلال المناطق السيناوية وجذب الاستثمارات (حوار)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تتميز طابا بسواحلها التي تطل على مجموعة من الشواطئ والخلجان والبحيرات وأماكن الغوص، وكانت تدخل 600 ألف سائح سنويًا، وآن الأوان لعودتها مرة أخري، وفي ذكرى تحرير طابا من الصهاينة، تحاور "الفجر"، الدكتورة نور الشرقاوي خبيرة الاقتصاد وأسواق المال.. وإلى نص الحوار:

 

في البداية.. أود توضيح كم يبلغ نصيب جنوب سيناء من المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في المحافظات حتى الآن؟

 

 جنوب سيناء، كان له نصيب وافر من المشروعات القومية، حيث تم إنجاز عدد من المشروعات القومية الكبيرة والتي يعد من اهمها في 2018  محطة تحلية مياه البحر بطاقة 30 ألف متر مكعب يوم بتكلفة 554 مليون جنيه على مساحة 33 ألف متر مربع.

 

وفي قطاع الإسكان، نجد أنه تم تنفيذ عدد (9112 وحدة سكنيه) بمبلغ 1.5  منهم 2604وحدة سكنية من صندوق الإسكان و5500 وحدة سكنية من وزارة الإسكان، و1008 وحدة سكنية منحة إماراتية، وحصلت مدينة الطور على نسبة 68% بعدد 7232، وحدة وتليها مدينة رأس سدر 1152 وحدة سكنية ثم نويبع 888 وحدة، ودهب 852 وحدة، وأبوزنيمة 816 وحدة سكنية وأبورديس 720 وحدة، وسانت كاترين 152 وحدة، وشرم الشيخ 204وحدة، سكنية وطابا 96 وحدة سكنية.

 

وتم إنشاء مزرعة نموذجية للاستزراع السمكى على مساحة 100 فدان بمدينة طور سيناء لاكتفاء أهالي طور سيناء من الأسماك.

 

وتم إنشاء مركز 30 /6 لمشروع التنمية الشاملة المتكاملة ومزرعة شباب الطور على مساحة 150 فدانا كمرحلة أولى بتكلفة 40 مليونا.

 

بينما توسعت المحافظة في الزراعات التنموية بالوديان لتوفير فرص عمل لشباب البدو بزراعة 450 فدان فاكهة بالإضافة إلى زراعة 305 صوب زراعية لإنتاج الخضراوات، ومشروعات الثروة الحيوانية أنشاء 10 مزارع أغنام وماعز لمساعدة الأسر الموجودة بالتجمعات، ومشروعات زراعة، حيث تم زراعة 4749 نخلة من مختلف الأنواع بالإضافة إلى 700 شجرة نخيل حيانى بالتجمعات البدوية.

 

وعلى صعيد الموانئ فقد تم افتتاح منفذ طابا البرى بعد الانتهاء من تطويره تطويراً كاملا  بتكلفة قدرها 49 مليون كما تم تطوير البنية التحتية للميناء – صالات السفر والوصول، المباني الإدارية وأنظمة الحريق، وجاري استكمال عدد من المشروعات القومية سيتم افتتاحها ٢٠١٩.

 

 

ماذا جنت جنوب سيناء من المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في المحافظات؟

 

يُعد منتدى إفريقيا 2018 بشرم الشيخ بمشاركة زعماء القارة الإفريقية  وكبار قادة التمويل والاستثمار كان خطوة هامة وفاعلة خاصة في ظل التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي حيث كانت له العديد من النتائج الإيجابية، حيث تم من خلاله إعادة هيكلة العلاقات البينية بين دول القارة وإقرار سياسات تستغل ثرواتها الطبيعية والبشرية تحت مظلة رؤية الاتحاد الإفريقي 2063 وأولوياتها العشرية، والإعلان عن  فرص استثمار نوعية وبحث دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز النفاذ خلال 2019، وهكذا تعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية، ودفع حركة التنمية والتجارة البينية، وتعزيز التكامل الإقليمي وزيادة التعاون بين القطاع الخاص والحكومات الإفريقية، لتأسيس اقتصاد إفريقي حديث قائم على الابتكار.

 

 

نظمت شرم الشيخ عدة مؤتمرات عالمية.. كيف يتم الاستفادة منها سياحيًا واقتصاديا خلال الفترة المقبلة؟

 

 بلا شك أن المؤتمرات التي نظمت خلال السنوات الأخيرة بمدينة شرم الشيخ، وكان بدايتها المنتدى الاقتصادي الإفريقي في 2016م، روجت بشكل إيجابى للدولة المصرية سياحيًا في الخارج وكان لها أثر طيب في استعادة جزء كبير من السياحة التي تأثرت إبان فترة حكم الجماعة الإرهابية، ونأمل خلال الفترة المقبلة في استعادة مدينة شرم الشيخ لمكانتها السياحية مرة أخرى.

 

كما أن منتجع شرم الشيخ جنوب سيناء أصبح مكان متميز للتجمعات الدولية الكبرى فقد أصبحت تنافس كبرى المدن العالمية في سياحة المؤتمرات، وذلك من خلال توجه مصري للتفرد في سياحة المؤتمرات، حيث تعد دفعة قوية تخدم السياحة والاقتصاد، وبالتالي فهي أصبحت وجهة لكبرى المؤتمرات العالمية وهذا بدوره يبعث رسالة طمأنينة للعالم ويؤكد أن مصر مص بلد أمنه ومستقرة فقد استضافت بمدينة السلام شرم الشيخ العديد من المؤتمرات الدولية منها  مؤخرًا المنتدى الثالث للاستثمار بأفريقيا 2018، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة عدد من زعماء القارة الأفريقية وأكثر من 3000 شخص من رواد الأعمال بالدول الأفريقية.

 

ومن قبله انعقاد المؤتمر الاقتصادي العالمي والقمة العربية عام 2015، في بداية حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومؤتمر التنوع البيولوجي، والذي شهد حضور 180 دولة، و مؤتمر منتدى شباب العالم الذي عقد للعام الثاني على التوالي بمشاركة نحو 5 آلاف شاب وشابة من أنحاء العالم كافة، حيث بالطبع تستهدف مصر استثمار هذا النجاح الذي حققته هذه المؤتمرات الدولية في إنعاش حركة القطاع السياحي الذي يشهد حالياً طفرة وتقدم إيجابي  ملحوظة بعدما  كان يعاني  من الركود في السابق وأيضا تشجيع الاستثمارات بكافة أشكالها.

 

المشروعات الخدمية والتنموية تعيد السياحة للمدن السيناوية.. مقترحاتك لعودة السياحة والأجانب؟

 

يُعتبر قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المواطنين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة، لكنه تضرر بشدة جراء سنوات الاضطراب السياسي عقب انتفاضة 2011 وبعض أعمال العنف المسلح، وذلك قبل أن يعود التحسن من جديد خلال العامين الماضيين.

 

كما أن المشروعات الخدمة والتنموية وتدعيم البنية التحتية يشجع قيام الاستثمارات، بل هو أساس لقيامها مما يؤهل عودة السياحة بقوة والاستثمارات السياحية والاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث أن السياح تحتوى بداخلها اكثر من سبعون صناعة مرتبطة وهذا بدوره أيضا يكون له مردود مستقبلي علي عملية التنمية.

 

وتتمتع محافظة جنوب سيناء، بالكثير من الأماكن السياحية الهامة، التي تؤهلها لتتصدر المقاصد السياحية فى العالم، وذلك لما حياها الله من نباتات طيبة وشواطئ ومناخ جاف ودافئ معظم أوقات السنة، مع انخفاض معدلات الرطوبة، وصفاء الجو وسطوع الشمس معظم ساعات النهار.

 

الاستثمار يحتاج إلى الإعفاء من القيمة المضافة وكذلك إلي الضريبة العقارية بما يخفف من الأعباء المالية على المستثمرين.. مع أم ضد وما هي نتائج ذلك؟

 

 بالطبع، يحتاج الاستثمار لمزيدًا من الاعفاءات والتسهيلات والمرونة في الإجراءات وغيرها كعناصر جذب فلا تعد الاعفاءات وحدها هى المعول الأساسي  ولكن  توافر استثمار قوى  يحتاج بيئة تشرعية وبنية تحتية وأسواق وفرص نمو وتطور ومرونة إجراءات ومرونة طرق التمويل والتحويلات وحرية حركة رؤوس الأموال وليس فقط الاعفاءات.

 

وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى أنه في محافظة جنوب سيناء  تمت موافقة مجلس الوزراء على إقامة منطقة حرة في مدينة نويبع بعد تقديم دراسة الجدوى التي أعدتها الهيئة العامة للاستثمار ووافق عليها جهاز تنمية سيناء وهذه تعد طفرة نوعية في الاستثمار ومثل هذه الاستثمارات  تجعل جنوب سيناء منطقة إستثمارات عالمية علي قدر كبير من الجاذبية والمنافسة، كما أن إنشاء منطقة حرة بنويبع حافز للمستثمرين وللمنطقة بالكامل فهي تمثل منطقة جذب لحوالي 25% من عدد السائحين الذين تستقبلهم مصر سنويًا، وفي حالة إزالة المشكلات وفتح ميناءي نويبع وطابا يصل العدد إلى 2 مليون سائح من خلالها.

 

ما هي روشتة جذب الاستثمارات الأجنبية إلى طابا ونويبع خلال المرحلة المقبلة؟

 

هناك بعض المقترحات، ومنها؛ استمرار تحسين البنية التحتية، وتدعيم هوية لكل منطقه علي حدى وما تشتهر به من صناعات ممكن ان يكون لها قبول دولي وعالمي  والترويج لها جيدا، واستمرار الإعلان والترويج  دوليا في كل وسائل الإعلام  وبكافة الطرق وعرض المناطق الأثرية والسياحة بشكل يسهم في جذب السياحة وتعريف العالم بما في هذه المناطق من تميز وجمال وفرص استثمار أيضا، ومعاملة جنوب سيناء معاملة خاصة من حيث شروط الاستثمار بما يمهد لقيامها  بدور ريادي كمركز عالمي للاستثمار مستقبلا، وايضا تطوير مطار طابا والمنفذ البري بالإضافة إلي إقامة مشروع ديزني لاند لجذب السياحة العالمية إلى تلك المنطقة".