طارق الشناوي يكتب: أخبار "فشنك" ولكن!

الفجر الفني

بوابة الفجر


عض الأخبار تستند لمعلومات، وبعضها بالونة أخبار، وجزء منها أمنيات ويتبقى نوع آخر الخبر الذى يصبح سلاحا واقيا، يتم اللعب به كلما استدعت الضرورة اللعب.

عندما تمكن الإخوان من السلطة قرروا توجيه ضربة عنيفة للفن، حاكموا بأثر رجعى فيلم (طيور الظلام) تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة وبطولة عادل إمام، لديهم ثأر قديم مع هذا الثلاثى، الذى خاض المعركة مبكرا منذ مطلع التسعينيات، حصلوا فعلا على حكم أول درجة بسجنهم لمدة عام بتهمة ازدراء الأديان، وعلى طريقة وحيد حامد قرر أن يسدد لهم ضربة مباغتة، أعلن بالاتفاق مع شريف عرفة أنهما بصدد الجزء الثانى، يومها عادل إمام أكد أنه ليس معهما خوفا طبعا من أن تتوجه إليه ضربة انتقامية، بينما وحيد أصر أن الجزء الثانى سيرى النور حتى لو تراجع عادل، وحيد كان يدرك أن الفيلم قد شهد عام 95 كلمة النهاية، ولا تفكير فى استكماله عام 2013، إلا أن لديه رسالة يجب أن تصل إليهم، وسقط الحكم فى الاستئناف، ولم يعد أحد يسمع شيئا عن الجزء الثانى.

بعض الأخبار تبدو كأنها تعبر عن أمنية فى ضمير الجمهور، فى عام 1985 وفى عز تألق شادية وكمال الشناوى، وبعد أن قدما معا (36) فيلما وصارا أشهر ثنائى عرفتهما شاشات السينما العربية، جاءت فكرة لكمال الشناوى، وقرر أن يُقدم الفيلم رقم (37) الذى يجمعهما معا.

فى مرحلة الخمسينيات وحتى مطلع الستينيات كانا يقدمان دورى شاب وشابة فى مقتبل العمر يجمع بينهما الحب، ويقرران الزواج، دائما هناك عائق ما، إما أن شادية ثرية ويرفض أهلها زواجها من الفقير كمال الشناوى، أو العكس، وفى السينما التى تفضل النهايات السعيدة، كان ينبغى، فى معظم تلك الأفلام، أن يتزوجا ويردد الجمهور فى نهاية العرض (العروسة للعريس والجرى للمتاعيس).

قرر كمال الشناوى أن يبدأ الأحداث من آخر لقطة (أبيض وأسود)، وهما فى طريقهما للمأذون، ثم يكتب على الشاشة وبعد مرور 30 عاما، وفى اللقطة الثانية للفيلم نشاهدهما أيضا عند المأذون، ولكن هذه المرة وياللهول (على رأى يوسف بك وهبى) الزوجة تريد الطلاق.

أراد كمال الشناوى أن يُقدم مشاكل ما بعد الزواج، وتتخلل الأحداث الجديدة حكايات الأبناء وكيف أن الزوج يقع فى نزوة عاطفية عابرة يعانى منها البعض بعد الخمسين من العمر، إلا أن كمال الشناوى- كما روى لى- لن يتخلى أيضا عن النهاية السعيدة، ويعود الحبيبان لاستئناف حياتهما، بعد أن يعلن الزوج ندمه، ويشهد أبناؤهما على عقد الزواج الجديد. قبل بداية التصوير بشهر واحد فوجئ كمال الشناوى بأن شادية ارتدت الحجاب واعتزلت، ولم يشأ كمال أن يمنح البطولة لأى فنانة أخرى، فلا توجد فى السينما سوى فقط شادية واحدة.

هذه الأيام صار الخبر الدائم الذى تعودنا على قراءته هو تقديم جزء ثان لفيلم (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) الذى حقق عند عرضه قبل عشرين عاما واحدا من أعلى إيرادات السينما المصرية، كان هنيدى، فى تلك السنوات، هو النجم الجماهيرى الذى وقف تحت مظلته الجماهيرية كل من أحمد السقا ومنى زكى وغادة عادل وطارق لطفى وهانى رمزى وفتحى عبدالوهاب، قبل أن تتبدل الأحوال ويبدأ هنيدى العد التنازلى، الخبر وسيلة دفاع يحاول بها النجم مداعبة الجمهور القليل الذى لايزال على العهد، الخبر كان وسيظل فقط خبرا.a