بعد نجاح "لا - بليز".. تعرف على كواليس فيديوهات "خوستيقة"

الفجر الفني

خوستيقة
خوستيقة


"لا بليز" حيلة إقناعية ساخرة أصبحت دارجة على ألسنة الشباب مؤخرًا، بعدما تمكن "خوستيقة"، بطل فيديوهات صفحة "الكوميك الليم" على موقع "فيسبوك"، من تحقيق مراده بها، فرفض الطلب مرة يتبعه إلحاح ب"بليز" حتى يستجيب صاحب الأمر ويقول أخيرًا "كِ" أي موافق، دفع الكثيرون لتجربتها في واقعهم الشخصي.

قد يرفض مديرك طلب إجازة ب"لا" قاطعة، فتصر أنت ب"بليز" عدة مرات حتى يتنهي الأمر ب"كِ" وضحك متبادل بينك وبين المدير، لكن ماذا لو كان المدير "نرم" أي لا يفهم أو يستجيب للإيفيهات والميمز والكوميكس (صورة مصحوبة بكتابة تبعث على الضحك)، أنت الآن في ورطة حقيقية.

في السنوات الأخيرة، أضحت منصات السوشيال ميديا، وعلى رأسها "فيسبوك" جزء لا يتجزأ من حياة الشباب المصري والعربي، كل يوم روادها في شأن جديد، ترند يستمر لفترة، يحقق نجاح، يجمع معجبين ومعارضين، مصطلحات تظهر وأخرى تختفي، تفاصيل جديدة وأخرى يُعاد اكتشافها من جديد بدافع النوستالجيا.

تعد صفحة الكوميك الليم، والتي دشنها أمير علام، ٢٧ عامًا، مطلع أكتوبر ٢٠١٧، إحدى الصفحات الرائجة في الفترة الأخيرة، والتي تعتمد على الضحك من بديهية الصورة أو كتابة ما تحويه فعلًا واللعب على اختلاف النطق لنفس المفردات، بدأت فكرة الصفحة بعدما نشر "علام" كوميك بنفس المضمون في أحد الجروبات الشهيرة عبر "فيسبوك" وبعدما لاقى صدى إيجابي وتفاعل من الجمهور، قرر إطلاق صفحته الخاصة، والتي اختارت شقيقته اسمها.

حققت الصفحة على مدار عام ونصف ناجحًا متصاعدًا، وزاد عدد متابعيها حتى وصل إلى ٣/٤ مليون متابع، بخلاف الجروب الخاص بمحبي الصفحة، والذي يضم وحده قرابة ١٦٠ ألف عضو، ولكن النجاح أخذ منحنى جديد نهاية العام الماضي، وتحديدًا في شهر ديسمبر، بعدما بدأت الصفحة في نشر فيديوهات ساخرة بطلها "خوستيقة" الذي يتمنى أن يعيش حياة هادئة ويرتبط ب"المظة" (الفتاة التي يحبها) لكنه يتعرض لغدر البنات والأصدقاء دائمًا ويعيش حالة من البؤس مشابهة للعديد من الشباب ما جعله رمزًا ومثالًا لأغلبهم يسخر من واقعه ويضحك على مآسيه، وهي تمصير لفيديوهات تقدمها صفحة "يوميات كوميكس عراقي".

تعتمد فيديوهات خوستيقة، والتي تترواح مدتها بين ١:٥ دقائق ويستغرق تصميمها بين ٤:٥ ساعات، بالأساس على حديث الشخصيات على طريقة ترجمة جوجل الصوتية، والتي تؤدي لضحك لا إداري فور سماعها نتيجة لا منطقيتها وبعدها عن النطق الصحيح، وهو ما جذب محمد المحفوظي، الذي قدم محتوى أول فيديو، واختار اسم الشخصية ليكون غريبًا وكوميديًا على طريقته الخاصة، ليمده "علام" بدوره بفكرة جديدة ويبدأن معًا مشروع الفيديوهات.

*أول فيديو للصفحة


سبق وسخر نشطاء السوشيال ميديا من الترجمة الصوتية لجوجل، بطرح فيديوهات لطرق نطقه المضحكة لجمل مختلفة، وقد حققت مشاهدات كثيرة، لكن فيديوهات خوستيقة، التي انطلقت من الفكرة ذاتها، كان لها طابع خاص حيث اعتمدت على شخصيات موجودة في تطبيق الكوميكس "على وضعك" مع اختيار أفكار شبابية تعتمد في الأغلب على الترند المنتشر مع اسكريبت خفيف محبوك، وهي خلطة تمكنت من أسر المشاهدين، واستغلتها بعض الصفحات الأخرى، لكن "علام" لا يستنكر الأمر ما دامت أفكارهم جديدة " لما شافوا النجاح بتاع الفيديوهات عندنا بدأو يعملوا زينا، بس مدام المحتوى خاص بيه وهو اللي صانعه مش سارقه مننا بخلاف ناس تانية بتعمل كده يبقى ده نجاح ليه ينتسبله هو".

*أم كلثوم على طريقة جوجل:

تستخدم الفيديوهات نفس المصطلحات السائدة بين أوساط الشباب، والتي قد تكون جديدة على البعض ومنها: النرم والسرسج (الشاب اللعوب بطريقة عشوائية شعبية)، كما لا تتوانى أيضًا عن استخدام بعض الألفاظ التي قد يراها البعض غير لائقة، لكن "علام" يؤكد أنها ليست بالكثيرة كما أنها ليست ألفاظ خارجة بصورة صارخة وإنما يستخدمها الشباب طوال الوقت، كما أصبحت بعض الفيديوهات تقدم محتوى هادف وتطرح موضوعات جادة منها القضية الفلسطينية والعلاقة بين الوالدين والأبناء، وتحقق هذة الفيديوهات مردود لا يقل عن الفيديوهات الساخرة بل يتخطاها أحيانًا، "بالعكس الفيديوهات الهادفة بتحقق نسب مشاهدة وتفاعل زي بقية الفيديوهات وممكن تزيد شوية لو الفيديو حلو".

*خناقة رفاعي الدسوقي وعصام النمر:


لم يعد "المحفوظي" و"علام" وحدهما هما صناع محتوى الفيديوهات، فالعديد من الشباب أصبح يعمل على انتاج فيديوهاته الخاصة، وينشرها على جروب الصفحة، ويقوم مسئولي الجروب باختيار الأفضل من بينها لنشره على الصفحة، ويحقق هذا التباين ردود فعل إيجابية ويلاقي نجاح كبير، ويسعى "علام" لمواصلة هذا النجاح عبر موقع الفيديوهات "يوتيوب"، حيث أطلق قناة خاصة عبره قبل شهر ونصف، وتمكنت من استقطاب ٥٥ ألف مشترك إلى الآن، ويتمنى "علام" أن يتمكن من تطوير محتوى الفيديوهات وإيجاد برنامج يمكنه من تحريك الشخصيات بدلًا من ثباتها، "أنا بس عايز برنامج أقدر من خلاله أحرك إيد ورجل الشخصيات دي وبقهم وهما بيتكلموا، في فيديو أنا عملت ليهم رجل وأيد وكملت الجسم بتاعهم، بس كانوا ثابتين برضو".


*يوميات خوستيقة في الكلية
رغم نجاح الفيديوهات وانتشارها وحتى تقليدها في العديد من الصفحات الأخرى إلا أنها لا تدر عائدًا ماديًا على صناعها، لكنها تجذب المعلنين لتقديم إعلانات ممولة تستفيد من جمهورها الواسع، كما أنها ساعدت صناعها وعلى رأسهم "أمير علام" على استثمار موهبته في صناعة الكوميكس والعمل بموقع مشهور.


*مغامرات ظبوطة:
ويبقى أن ننتظر هل سيستمر نجاح الصفحة والفيديوهات التي حلقت بعيدًا عن السرب أم أنها ستسقط في فخ الترند وتنتهي بعد فترة طالت أو قصرت!.