قاعة بيت العظم السوري والإبيسون والمرايا تبهر الأطفال في قصر المنيل (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


قالت رضا صلاح مدكور أمينة آثار ومشرفة الورش الفنية في متحف قصر المنيل، إن مجموعة من أطفال وشباب المنوفية زاروا القصر اليوم في جولة تثقيفية جديدة تفعيلًا لدور قطاع المتاحف المجتمعي.

وأشارت مدكور، في تصريحات لها، أن قاعات ومعروضات المتحف نالت إعجاب الأطفال على وجه الخصوص حيث انبهروا بالقاعة الشامية، والتي سميت بهذا الاسم لأن كل جدرانها وسقفها مغطى بخشب جلبه الأمير من بيت"العظم" الأثري بسوريا.

وأضافت مدكور أن القاعة المغربية التي صممت على الطراز المغربي، حيث السقف من المرايا عليها سدائب خشبية تشكل أطباق نجمية، والجدران مغطاة ببلاطات القاشاني بينهما مرايا كبيرة المساحة، وبالقاعة بها أرائك خشبية محلاة بزخارف الأرابيسك حازت على إعجابهم، وخصيصًا الأطفال الذين تفاعلوا مع مرايا السقف.



وتابعت مدكور أن المجموعة زارت القاعتان الشتويتان، وهما قاعتان خصصهما الأمير للجلسات الشتوية تطلان على النيل.



وكذلك شاهدوا بهو المرايا وأطلقت عليه تلك التسمية لوجود مرآتان كبيرتان متقابلتان تعطيان الإحساس بالاتساع، والبهو يرتفع بمستوى طابقين، وأرضيته من الرخام الملون وكذلك وزرة الجدران المنفذة بالرخام الملون على النمط المنتشر بالمساجد المملوكية.



كما أثار إعجابهم بهو النافورة والذي يحوي نافورة من الألبستر على الطراز الأندلسي تتوسط القاعة، وقاعة الشكمة التي تقع فى الجهة الجنوبية من بهو النافورة،ويفصلها عنه حاجز مكون من حشوات خشبية مشغولة بالخرط.



كما إنبهر الأطفال بحجرة الأوبيسون التي سميت كذلك لأن جميع الجدران مغطاة بنسيج"الأوبيسون"المصنوع في فرنسا، وعليه مناظر طبيعية مصرية مثل الأهرامات والنيل وجنوب مصر، والحجرة خاصة بالأمير"إلهامي"باشا جد الأمير محمد على لوالدته وبها جميع مقتنياتها التي ورثها عنها، كما أن جميع أثاث ومحتويات الغرفة صناعة فرنسية.



وكذلك حجرة المشربية التي كانت مخصصة لجلوس الحريم اللاتي تحضرن مع ضيوف الأمير، ولها شرفة كبيرة من الخشب الخرط الدقيق تطل علي حديقة القصر.



جاء ذلك على هامش الجولة التي استقبلها متحف قصر المنيل برئاسة الدمتور ولاء الدين بدوي المدير العام اليوم، والمكونة من مجموعة من الأطفال وشباب المنوفية، حيث قاموا بجولة في سراياته وقاعاته المختلفة وتعرفوا علي تاريخ القصر وصاحبه.



ويعد قصر الأمير محمد علي في المنيل أو قصر المنيل أو متحف قصر محمد علي بالمنيل أو متحف قصر المنيل هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص. 



وبدأ بناء القصر عام 1901، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي. 



ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف. 



وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية. 



واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف. 



وولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية.وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية. 



واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه لكي يقيم عليها قصره، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف على كل خطوات التنفيذ، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي. 



واستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر <span style="font-family:".ArabicUIText-Regular";font-size:17