صحيفة أمريكية: لماذا لا يجب أن تشاهد فيديو حادث "مسجد نيوزيلاندا" الأليم؟

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



اهتمت صحيفة "نيووزيك" الأمريكية، بالجانب النفسي لقراءها من خلال حثهم على عدم مشاهدة فيديو حادث مسجد "نيوزيلاندا" الأليم، والذي راح ضحيه 49 مسلما كانوا يصلوا صلاة الجمعة.

وقالت الصحيفة، إن مقاطع الفيديو المروعة التي نشرها مطلق النار على منصات التواصل الاجتماعي أمس موجهة إلى الفضوليين المرضين، مضيفة أن الكثير من الناس يشاهدون الفيديو دون سبب وجيه.

وأضافت الصحيفة: "البعض منا، مثل الصحفيين والشرطة، ملزمون بمهنية بمشاهدة الصور المحزنة لمحاولة تمييز معلومات جديدة قيمة، سواء لأغراض التحقيق أو لإثراء النقاش بشكل أفضل، وقد تقوم أقلية صغيرة بفحص اللقطات بأمل يائس لإثبات مكان أحبائهم".

وتابعت الصحيفة: "مشاهدة الناس للفيديو دون سبب قد يؤدي لإزدياد مشاعر الخوف وعدم الامان إلى جانب زيادة الحزن والغضب".

وذكرت "نيوزوويك": "أن حقيقة أن الإرهابيين يستغلون اهتمام الناس بالأحداث الدرامية يجب أن يمنعك من الإنخراط في سلسلة البحث عنهم، وبالتأكيد منع مشاركتها مع الآخرين".

واكدت الصحيفة: "من خلال القيام بمشاهدة الفيديو ومشاركته، ستربح نرجسية شخص ما لم يستطع إيجاد طريقة مناسبة لتوليد الشهرة أكثر من مجزرة ضد الأبرياء، وأيا كان التواضع الزائف الذي قد يعلنه القاتل "برينتون تارانت" في البيان الممل الذي نشره، فإن القاسم المشترك الذي يتقاسمه الإرهابيون من جميع أنحاء العالم هي الرغبة في أن يبرزوا من بين الحشود، أن ينظر إليهم - إن كانوا وحدهم - كأبطال وربما شهداء، هناك الكثير مما يمكن قوله لمجرد رفض فرض رغبتهم في الشهرة".

وأضافت: "من اللحظات السيئة ف الحياة هي رؤية شخص يموت، والقاتل هنا حول الأمر للعبة فيديو قتل فيها العشراء من الأبرياء وكان مصمما على إذلالهم، وإذا كنت تريد ان تعرف المزيد عن الضحايا فحاول أن تقرأ عن حياتهم وليس طريقة مقتلهم".

واستطردت: "لمجرد أنك لست في المكان وليس في أي خطر فوري، هذا لا يعني أنك لن تتأثر، تعتمد مساحات شاسعة من الثقافة - وخاصة الثقافة البصرية - على قدرتنا على تجربة العنف بشكل غير مباشر، في كل مرة تشعر فيها أن نبضات قلبك تتسارع أثناء مشهد في فيلم مثير، أو تقفز عندما تندفع شخصية مظلمة إلى الشاشة، فإنك تواجه تجربة متقلبة، ويمكن أن تكون مؤثرة مثل أي شيء أنت جزء منه في الحياة الحقيقية، هذا لا يعني القول بأن المشاهدة الفردية ستخيفك بشكل لا يمكن إصلاحه، في الحقيقة، إنه تعرض متكرر للصدمات يحمل أسوأ المخاطر، لكنه سيكون، على الأقل، أكثر إثارة للقلق مما قد تتمناه".

وتصف الجمعية الطبية البريطانية الصدمة البديلة بأنها "عملية التغيير الناتجة عن التعاطف العاطفي مع الناجين من الصدمات". 

وتلاحظ أن "أي شخص يتعامل بتعاطف مع الناجين من الحوادث الصادمة والتعذيب والمواد المتعلقة بصدماتهم، قد يتأثر، بما في ذلك الأطباء وغيرهم من المهنيين الصحيين".