رئيس الإدارة العامة للصيانة بوزارة الآثار يكشف مراحل ترميم معبد دندرة (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


شهد معبد دندرة خلال الفترة السابقة اهتمام من وسائل الإعلام والنشطاء والمهتمين بالشأن الأثري المصري، بعد تسرب عدة صور لعملية ترميم تمثال داخل المعبد والذي يتم ترميمه وتحويل ساحته لمتحف مفتوح. 

ومن ناحيته كشف غريب سنبل رئيس الإدارة العامة للصيانة والترميم بوزارة الآثار، عن مراحل ترميم المعبد والتي بدأت منذ عام 2009 بتنظيف للسقف من السناج الذي كان عالقا بها. 

وعن سبب وجود السناج، قال غريب سنبل، في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن السناج نتج عن لجوء المصريين المسيحيين للمعابد المصرية القديمة وقت الاضطهاد في العصر الروماني، حيث استخدمت المعابد كمساكن، بل وتم تحويل بعض المقابر لكنائس مثل مقبرة بانحسي في منطقة تونا الجبل الأثرية. 

وأضاف أن ما تم في عام 2009 هو تنظيف جزء من سقف الصالة الأولى، كما يظهر في الصورة 1، وترك جزء من سقف دون تنظيف لإظهار المجهود المبذول فى تنظيف طبقات السناج، والكشف عن جمال الزخارف أسفلها.

وأشار إلى أنه في عام 2017 تم تنظيف السقف بالكامل وإزاله طبقة السناج تمامًا وأصبحت الصورة رقم 1 غير موجودة في المعبد، وظهر سقف المعبد كما في الصورة رقم 2. 

وأضاف سنبل، أنه في أعمال ترميم معبد دندرة في عام 2017 تم ترميم ماميزى المعبد، وواجهته الرئيسية، وبوابته وجاري العمل الآن في الصالة الثانية للمعبد، والماميزي –صورة رقم 3- يعني مكان الولادة، وهو من مبنى ملحق بمعبد دندرة، قام بإنشائه القيصر تراجان، وفيه كانت تتم طقوس الولادة المقدسة كل عام، وعلى حوائطه رسمت بعض النقوشات في عهدي هادريان وأنطونيوس لقصة الزواج المقدس والولادة، وهو موهوب إلى الإلهة حتحور. 

ودندره هي قرية تابعة لمركز قنا، ويوجد بها واحد من أهم معابد قدماء المصريين، وهو معبد هاتور أو معبد دندرة، والتي تقع على بعد 55 كيلومتر شمال الأقصر على شاطيء النيل الغربي، على الضفة الأخرى من النيل، وتوجد آثار المدينة المصرية القديمة قريبًا من المدينة الجديدة في المنطقة الصحراوية الجبلية.

وعلى بعد نحو 2،5 كم إلى جنوب غرب البلدة الحديثة، يوجد معبد إغريقي-روماني، عرف في مصر القديمة باسم "لونيت" أو "تنترة"، حيث كان موقع البلدة الحديثة عاصمة إقليم صعيد مصر.

يعود تاريخ دندرة إلى عصر ما قبل الأسرات، ويدل على ذلك المقابر القديمة القريبة من حائط معبد هاتور، وكانت دندرة عاصمة للإقليم السادس من صعيد مصر القديمة، وكانت هاتور معبودتها الرئيسة، ويرجع نظام معبد هاتور إلى عهد خوفو، كما قام بيبي الأول بترميمه فيما بعد. 

والمعبد مغطى بالرمال إلى النصف تقريبا، وهو الشيء الذي حافظ على الرسومات على جدران المعبد وأعمدته، كما حافظ عليها من النهب، ووجدت الغرف العليا في المعبد مسكونة، وعاش فيها أناس فترات طويلة، وكانوا يوقدون النار لطعامهم والتدفئة، لذلك وجدت آثار السناج على الأسقف الداخلية للمعبد، والتي جرت عليها أعمال الترميم. 

وكان حول منطقة المعبودة هاتور في الأصل ثلاثة حوائط، لا يوجد منها الآن سوى الحائط الأول المحيط بالمعبد في حالة جيدة، ويبلغ طول الحائط نحو 290 متر، و280 متر عرض، وسُمك قاعدة الحائط بين 10 إلى 12 متر، ويصل ارتفاعه إلى نحو 10 أمتار.

واشتهر معبد هاتور الذي بني في هذا المكان أثناء الأسرة السادسة القديمة، وطور بناؤه فيما بعد الأغريق والرومان، وأنشيء على شاطيء النيل متخذًا اتجاه من الشمال إلى الجنوب، وأساس بنيته التي بنيت في عهد البطالسة تعود في صورتها إلى المعبد القديم، وقد بدأ بناء أجزاء المعبد التي يمكن زيارتها الآن في عهد البطالسة، وأتمه القياصرة الرومان. 

واستمرت عملية بناء المعبد الجديد نحو 200 سنة، ويتميز بفن معماري فريد غني بالنقوش، كما توجد على جدرانه كتابات هيروغليفية، وتغطي الجدران والأعمدة تماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال، وتبين النقوشات الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان أغسطس وتبريوس ونيرو يقدمون القرابين إلى الآلهة على النحو الذي كان يتبعه قدماء المصريين.

وندخل المعبد من بوابته الكبيرة إلى الصالة الكبيرة والتي بدأ بناءها القيصر أغسطس، وأنهى بناءها القيصر نيرو، وهي مرفوعة على 24 من الأعمدة مصفوفة في أربعة صفوف، ويبلغ ارتفاعها 27 متر وطولها 43 متر، وتأتي بعد تلك الصالة ثلاثة صالات أخرى مختلفة الأحجام، و11 من الغرف الجانبية الصغيرة، ويبلغ طول المعبد 81 متر وعرضه 34 متر، وقد بدأ في الكشف عن المعبد وترميمه في عام 1875. 

وملحق بالمعبد معبد صغير لإيزيس، بجانب الركن الغربي للمعبد الكبير، وقام ببنائه القيصر الروماني نيرو، ويربط بين المعبدين طريق معبد طوله نحو 130 متر، والماميزى يقع شمال معبد إيزيس ويبعد عنه نحو 70 متر، كما يوجد بحر مقدس غرب المعبد، ينمو فيه النخيل حديثًا، وتوجد آبار محفورة في الأرض ومن ضمنها مقياس للنيل.