د.حماد عبدالله يكتب: مصائد الطرق والمواصلات

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية



ماذا يفعل المصريون أمام مصائد للموت تنتشر فى طرق المحروسة ولا أقصد خارج المدن فى القرى أو النجوع أو مديريات الأقاليم (على رأى زمان وقوله)!! وربما هذه المناطق هى أكثر أماناً من العاصمة نفسها من القاهرة ومن الإسكندرية والمدن الكبرى فى مصر ، مصائد الموت هى عبارة عن (بوكس) "صندوق موت متحرك" بطيش وبجنون تسمى ميكروباصات النقل الخاص يقودها  مناظر "شبه مخمورة" أو بمعنى أصح "مسطولة" وأيادى قذرة ووجوه "عكره" "وشعر شعث" وألفاظ نابية يتفوهون بهاوتخرج مع أياديهم التى بمجرد الإشارة بها من الشباك وكأنها أمر إلى كل من على الطريق بأن هذا الصندوق غير إتجاهه "دون ذوق ودون أية أداب" ليس فى أدب المرور فقط ولكن أداب المعاملة مع الغير وياويله من يُصْدَمْ أو يفاجىء بالحركة وينظر نحو ذلك السائق وكأنك إخترت لنفسك موقف المشُتومْ بأفظع الشتائم ويا سلام لو المفاجئة كانت لسيدة أو أنسة تقود سيارتها شيىء غير معقول!!
ناهيك عن "قلة الأدب "ولكن هذه الميكروباصات تستطيع أن تقف فى أى وقت تريد وفى أى مكان تختاره ففى (مطالع) مصعد الكبارى ، أو فى نهر الطريق ، ويا سلام لو أن عددهم زاد عن سيارة واحدة فيكون التسابق بينهم لإلتقاط "المتعوسين" من الزبائن فى الشارع فيتخطو بعض بمنحنيات فى منتهى الخطورة ، والشيىء الملفت للنظر ويمكن للقارىء أن يتابع ذلك كل هؤلاء السائقين  يمسكون بعجلة القيادة "ببطونهم" -فى بعض الأحيان وبيد واحدة فى أحيان أخرى ، اليد الأخرى قابضة على "عصبة من الجنيهات" والموبايل بين كتفه وأذنه "وعينه وشعره مثيري للرعب" لمن يعترض حتى ولو بالنظرات !!
شيىء لا يصدقه عقل !! وأعتقد لن يصدقه المسئول الذى هو بيده وقف كل هذه المهازل ووقف نزيف الفاقد من الأرواح وكذلك على الأقل الفاقد لسيارته أو صدمها أو على الأقل خدشها أو كسر مراياها !! 
وطبعاً كل سنة وإنت طيب لو وقفت لتطالب بحقك !! إنسى !! فأنت وسط عصابات من المجرمين دون رادع ودون وازع ودون رقيب !! 
ويا سلام لو معك أى سلاح للدفاع عن نفسك !! سوف تطحن من العربجى (السائق) وزملائه الذين سيتوقفون فوراً وكأن إسرائيلى وقع بينهم فى حرب جنوب لبنان !! ولو جاء أمين شرطة أو حتى ضابط شرطة لا حول ولا قوة !! تعالوا إلى القسم وفى القسم "يا قلبى لا تحزن "أسوأ من الشارع معاملة من الناس.
وإذا تمسكت بحقك وأن لك بعض المعارف المهمين الذين سيلحقونك عن طريق الموبايل أو بالمجىء إليك !!
منظر أخر يتكرر "معلش يا بيه " "إنتم ما عندكوش رحمة" "ولا عشان راكبين عربيات بفلوس حرام " وهات يا دعاء عليك وعلى أهلك !!
ثم الجزء الثالث من المسرحية عياط ومعلش ويصل بالشرطة أن تقول لك بينها وبينك "يا بيه معلش " "وما تقبلش عوض " "وده ولد غلبان" وبعد ضياع اليوم!! وضياع سيارتك !! وبهدلتك !! تجد نفسك عائداً تجر الخيبة إلى بيتك لاغياً كل خططك أو مشاويرك !!
هذا هو الشارع المصرى للأسف الشديد وأتحدى أى مسئول يقف ممتعضاً أمام ما كتبت !!
   Hammad [email protected]