العراق: رفض شعبي لزيارة الرئيس الإيراني

عربي ودولي

روحاني
روحاني


عبر العديد من العراقيين عن رفضهم للزيارة التي ينوي الرئيس الإيراني حسن روحاني القيام بها إلى العراق غداً الأحد، معتبرين أن الطابع الاقتصادي للزيارة لا يغطي على الرسالة السياسية، المتمثلة في التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، ودعم عملاء إيران في العراق، بحسب بعض التقارير الصحافية العراقية.

 

وتحدثت "شبكة البصرة" عن زيارة روحاني للعاصمة العراقية بغداد، معتبرة أنها خطوة رمزية منه لدعم عملائه في هذا البلد، لاسيما وأن نظام الملالي يواجه أزمة خانقة على كافة الأصعدة، بسبب تصاعد الغليان الشعبي في الداخل والغضب العالمي جراء تدخله في شؤون دول المنطقة وخارجها.

 

رفض شعبي

واعتبرت الشبكة أن إعلان روحاني عن هذه الزيارة في هذا الوقت دليل على تردي المعنويات لهذا النظام في العراق من السياسيين والنواب والميليشيات الإرهابية التي تنفذ المشروع التوسعي في أرض الرافدين.

 

وأشارت منظمات حقوقية وإنسانية وناشطون وشخصيات وطنية وشعبية عراقية إلى رفضها التام لهذه الزيارة بحسب ما ذكر موقع "بغداد بوست" الإخباري، معتبراً أن الزيارة تجاوز على حقوق السيادة العراقية، كون روحاني متورط بقتل الشعب العراقي وارتكاب جرائم وحشية بحقه، من خلال دعمه وتمويله لمنظمات إرهابية في العراق في مقدمتها منظمة "بدر" و"عصائب أهل الحق" و"حزب الله" و"النجباء" وهي منظمات أعلنها المجتمع الدولي تنظيمات إرهابية تجب محاربتها.

 

وسبق أن أعلنت العشائر العراقية عن استنكارها لاستقبال مسؤولين عراقيين لأركان النظام الإيراني، حيث وصفت أوساط شعبية عراقية روحاني بأنه شخص غير مرغوب فيه في بغداد ودعت الحكومة العراقية إلى عدم استقبال هؤلاء (المسؤولون الإيرانيون) لأن أيديهم ملطخة بدماء الشعبين العراقي والإيراني.

 

إيران والعقوبات

نقلت مصادر دبلوماسية لصحيفة "العرب" إن "إسهام بغداد في تخفيف ضغط العقوبات الأمريكية على إيران سيكون على رأس جدول أعمال زيارة روحاني إلى العراق".

 

وتضيف المصادر "أن مسؤولين في البنك المركزي الإيراني سيرافقون روحاني إلى بغداد أملاً في التوصل مع نظرائهم العراقيين إلى صيغ تساعد في الالتفاف على العقوبات الأمريكية التي تقيد التحويلات المالية بالدولار بين البلدين".

 

وتحاول حكومة روحاني التي تتعرّض أيضاً لضغوط داخلية متزايدة من قبل الدوائر الأكثر تشدّداً وقرباً للمرشد علي خامنئي وعلى رأسها الحرس الثوري الإيراني، استثمار نفوذ إيران في العراق والذي تعاظم أثناء خوض الحرب على تنظيم داعش الإرهابي والتي أفسحت المجال لقاسم سليماني قائد فيلق القدس ضمن الحرس الثوري للتدخل بشكل متزايد في الشأن العراقي وتعظيم دور قادة الميليشيات الشيعية في العراق عسكرياً وسياسياً.

 

رسائل إيرانية

تسعى إيران من خلال هذه الزيارة إلى بث رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها لا تزال تحكم قبضتها على جزء من العالم العربي، برغم الشروط الأمريكية التي تنص على إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة.

 

وذهب "مركزالروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية" في بغداد إلى وصف الزيارة بأنها "تحد تسعى طهران من خلاله إلى وضع المجتمع الدولي أمام واقع جديد، تعتقد أنها صارت بموجبه المرجعية التي يجب على العالم التفاوض معها من أجل وضع حلول لأزمات المنطقة".

 

وطرح هنا السؤال بشأن مدى استعداد بغداد لمجازفة الالتفاف على العقوبات الأمريكية ضد إيران؟. إلا أن الجواب كان مسبقاً حيث عملت وزارة المالية العراقية على أبرم اتفاق مع الولايات المتحدة ينص على تكليف فريق دولي بمراقبة حركة الأموال بين المصارف المحلية وأنشطتها الخارجية، في إطار خطة لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب، هدفها الرئيس ضمان منع تحويل الدولار إلى إيران بأي صيغة كانت".