"الفجر" في منزل اللواء ثابت إقلاديوس.. هنا تربى الصعيدي الذي ثأر لاستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض

محافظات

منزل اللواء ثابت
منزل اللواء ثابت


على بعد كيلومترات شرقًا من مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، تجد قرية الصياد، القريبة من سلاسل جبال البحر الأحمر، المليئة بالتاريخ الفرعوني، الذي سطر فيها احد أبنائها تاريخًا جديدًا في البطولات العسكرية، وظل اسمه بحروف من نور، بعد أن ثأر لاستشهاد الفريق أركان حرب عبدالمنعم رياض، رئيس الأركان، في حرب الاستنزاف آنذاك، ليكون يوم استشهاده، هو يومًا للشهيد بجمهورية مصر العربية، إنه اللواء ثابت إقلاديوس عجايبي، رئيس عمليات مدفعية بالجيش الثاني الميداني.

زارت "الفجر" منزل عائلة اللواء ثابت إقلاديوس عجايبي، الذي يحتفي ذويه في التاسع من مارس في كل عام، بعد أن حفر اسمه من الابطال الذين أخذوا بالثأر لاستشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، خلال حرب الاستنزاف عام 1969، بعد أن أصابته قذيفة من مدفعية العدو.

يروي عماد وسيم، أحد أقارب البطل الراحل، قصة الثأر للشهيد عبد المنعم رياض سنة 1969، فيقول " شن العدو هجوما بالمدفعية أدى إلى استشهاد الفريق رئيس الأركان عبد المنعم رياض ليصعد اللواء إقلاديوس، إلى ضفة القتال، ويبدأ في رصد مواقع الدبابات والمدفعية المعادية".

يتابع أن موقع اللواء إقلاديوس كان خلف المكان الذي استشهد فيه الفريق عبدالمنعم رياض، ليطلب من قائده ضرورة البدء في ضرب هذه الدبابات الذي أبلغه بأنه ليس لديه الأوامر بضربها، ليبلغه أنه ليس بعد استشهاد رئيس الأركان، ولابد من الأخذ بالثأر، وإطلاق عدد من القذائف للأخذ بالثأر.

يشير إلى أن القائد وافق على طلبه، ولكنه أشار انه لابد من تكليف أحد غيره للإطلاق، الأمر الذي واجهه بالرفض القاطع مؤكدًا أنه لن يأخذ الثأر أحد غيره، فقام بإخراج المدافع من الدشم وإخراج كتيبة كاملة قوتها 12 مدفعا 122 مللي، وتم تحديد المواقع للعدو وانهال قصفًا عليها فأصابت جميع المدرعات والدبابات وشلت حركتها ما عدا دبابة واحدة استطاعت الفرار.

ولد اللواء ثابت إقلاديوس فى مدينة نجع حمادي فى 17 سبتمبر 1930 وتخرج فى كلية العلوم جامعة القاهرة عام 1953 ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في التربية العامة من جامعة عين شمس عام 1954، وبعدها تخرج فى الكلية الحربية عام 1955.

يتابع أن اللواء ثابت اقلاديوس تم تكريمه بالعديد من الأنواط والأوسمة والميداليات فحصل على ميدالية جرحى الحرب عام 1974 وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الطبقة الأولي 1976 ونوط الخدمة الممتازة عام 1985 ونوط التدريب عام 1985 ونوط الواجب العسكري ونوط الجمهورية العسكري بحرب 1973 ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية بعد الخدمة في رتبة لواء عامين متتاليين عام 1986.

كما شارك فى تأمين تقدم قواتنا المسلحة فى عمق سيناء حتى وقف إطلاق النار، وأثناء عملية التأمين قام العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثاني الميداني وقتئذ بمتابعة مدى تقدم قواتنا وطلب منه أن ينقل له الموقف الحالي على الخريطة الخاصة به، فدخل دبابة القيادة لإمكانية عمل ذلك مع المقدم فتحي حيث كانت عواصف ترابية شديدة وقتها.

وطلب إقلاديوس عدم غلق البرج عليهما حتى إذا ما حدث شيء يجدان من يخرجهما ولم يمر على عبارته سوى خمس دقائق ونتيجة لتأثير نيراننا الشديدة على العدو تم ضرب مركز هذه النيران، ونتج عنها استشهاد المقدم فتحي وإصابة آخرين، كما أصيب إقلاديوس بصاروخ مدفعية بالدبابة التى كان بداخلها ونتج عنها إصابته بكسر في بالجمجمة وفقد عظام الجزء الأيمن منها بالإضافة إلى العديد من الشظايا فى أنحاء متفرقة من جسمه وكان ذلك يوم 16 أكتوبر.