حمزة بن لادن.. أعده والده لزعامة "القاعدة" واستخدمه الظواهري لاصطياد الشباب من داعش ورصدت أمريكا مليون دولار للإيقاع به

العدد الأسبوعي

حمزة بن لادن
حمزة بن لادن


السعودية جردت نجل مؤسس القاعدة من جنسيته قبل شهور


بعد عامين من إدراجها حمزة بن لادن، نجل مؤسس القاعدة، على قوائم الإرهاب الدولية، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة، مليون دولار لمن يدلى بمعلومات تقود للقبض عليه، كاشفة عن مخاوفها من تولى «الوريث» زعامة التنظيم.

وذلك فى توقيت شديد الحساسية والدلالة، تنتهى فيه الخلافة الداعشية فى سوريا والعراق، وتستعد «القاعدة» لتصدر المشهد الإرهابى الدولى مرة أخرى، وتتضاعف فيه أهمية «بن لادن الجديد»، على مسرح الإرهاب فى العالم.

وأيضاً مع وجود معلومات، وتحليلات تنحاز إلى أن «التنظيم العجوز»، كان ولايزال هو الأخطر على مستوى العالم، على أرض الواقع، رغم تركيز الإعلام على داعش.

ويزيد من ذلك الوضع خطورة، المعلومات التى كشف عنها على سوفان، مسئول ملف تنظيم القاعدة، فى مكتب التحقيقات الفيدرالية، وتؤكد بأن حمزة يتمتع بمكانة مرموقة وخاصة بين قيادات وفصائل التنظيم، تؤهله لإنهاء أى انقسامات أو خلافات بينها.

«إذا كنت شاباً فاذهب إلى داعش» هو شعار أنصار دولة أبو بكر البغدادى، وهو ما سبق أن قاومه تنظيم القاعدة بالدفع بحمزة بن لادن، «وجه القاعدة الشاب»، إلى الواجهة، كأداة جذب جديدة، تستقطب بها مزيدا من الأنصار الجدد من جيل شباب المتطرفين، وتتحايل به لتجميل تجاعيدها، ومقاومة انفضاض الجيل الجديد من الإرهابيين عنها لصالح منافسها داعش.

والأهم، تستخدم القاعدة ظهوره الإعلامى، كمحاولة لاستدعاء رمزية أسامة بن لادن الأب فى المشهد لصالح التنظيم، و«تحضير» كاريزما كان يتمتع بها مؤسس القاعدة، ويفتقر إليها زعيم القاعدة الحالى، أيمن الظواهرى.

جرى ذلك بعد سيطرة داعش على «سوق الإرهاب» العالمى قبل عدة سنوات، وسحب البساط من تحت أقدام الظواهرى وتنظيمه، ونجاحه فى اقتناص غالبية فروع التنظيم فى العالم، والتى أعلنت آنذاك نقض بيعتها للظواهرى وتحويلها للبغدادى، علاوة على ما منيت به القاعدة فى ذلك التوقيت، من خسائر فادحة بمقتل عدد من أخطر قياداتها فى سوريا.

وطالما كان حمزة، الذى أتم عامه الثلاثين، هو الابن الأكثر تورطاً لأسامة بن لادن فى شئون التنظيم، وقد أثبتت الوثائق والمراسلات الشخصية لأسامة بن لادن، من مخبأه الأخير فى «أبوت أباد»، ومازالت المخابرات الأمريكية (سى.آى.إيه) تفرج عنها تباعاً، أن مؤسس القاعدة، كان يعد نجله الأثير لخلافته فى قيادة التنظيم.

وحمزة بن لادن، الذى تم تجريده أيضاً من جنسيته السعودية قبل أشهر، بصفته «قيادياً صاعداً فى تنظيم القاعدة»، هو الابن الوحيد، لأسامة بن لادن من زوجته الثانية، السعودية، خيرية صابر، ابنة إحدى العائلات الثرية بجدة، والحاصلة على شهادة الدكتوراه فى علم نفس الأطفال، فكانت تحاضر فى جامعة الملك عبدالعزيز، عندما تزوجها أسامة.

فكانت أكبر زوجاته سناً وأقربهن إليه، كما كانت تكبره بسبع سنوات كاملة، ورافقته وفقاً للمعلومات المتداولة، مع زوجته الأخيرة، اليمنية أمل السادة، فى مخبأه الأخير، قبل مصرعه.

وظهرحمزة بن لادن، أو «ولى عهد الجهاد» كما يطلق عليه، على ساحة الإرهاب، بـ6 تسجيلات صوتية، أصدرالأول منها، فى أعقاب مقتل والده أسامة بن لادن، ودعا حمزة فى تلك التسجيلات، الجهاديين فى العالم للانتقام من الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التى استهدفت والده قائلاً: «أدعو المسلمين عامةً للانتقام من الأمريكان قتلة «الشيخ».

كما حرص على استدعاء عبارات وألفاظ والده، فى تسجيل صوتى آخر بثه لاحقاً، بالتزامن مع ذكرى اغتيال أسامة بن لادن، لفت إليه الأنظار عندما اقتبس عبارة مؤسس القاعدة: «لاتشاور أحدا فى قتل الأمريكان»، وأيد عمليات «الذئاب المنفردة»، ودعا أيضاً إلى شن هجمات ضد أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا و«نقل ساحة المعركة من كابول وبغداد وغزة إلى واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب، وجميع المصالح الأمريكية واليهودية والغربية فى العالم».

وكان الظهور الثانى، لحمزة بن لادن عبر تسجيل صوتى بعنوان «تحية سلام لأهل الإسلام»، بالاشتراك مع أيمن الظواهرى زعيم القاعدة، الذى قدمه بنفسه ومدحه، بأنه «أحد ليوث (مأسدة الجهاد) التى أسسها والده»، ثم واصل مديحه له قائلا: «أترككم مع الأسد بن الأسد، المجاهد بن المجاهد، المرابط بن المرابط، الحبيب بن الحبيب، ابن الشهيد وأخو الشهداء كما نحسبهم ولا نزكيهم على الله، ولدنا الحبيب حمزة بن أسامة بن لادن».

ويرجح وجود بن لادن «الشاب» الآن على الحدود الأفغانية، كما تشير تقارير أخرى إلى أنه يتولى تنظيم «كتائب الفرقان» فى سوريا.

وسبق أن خصص حمزة بن لادن أحد أخطر تسجيلاته الصوتية، للدعوة إلى توحيد الفصائل «الجهادية» المقاتلة فى سوريا، تحت راية تنظيم القاعدة، وتزامن ذلك حينئذٍ مع وجود «رسل أيمن الظواهري»، الزعيم الحالى للتنظيم، من قيادات جهادية تاريخية، كرفاعى طه «أبو ياسر»، وأحمد سلامة مبروك «أبو الخير المصري»، فى سوريا لإتمام تلك المهمة، وكلاهما استهدفته الولايات المتحدة الأمريكية نظراً لخطورة الدور الذى كانا يقومان به.

وعرف العالم حمزة، طفلاً إلى جانب والده أسامة بن لادن، فى صور وفيديوهات التنظيم، إلى أن ظهر شاباً، فى فيديو مصور، بثته المخابرات المركزية الأمريكية 2017، ضمن وثائق المفرج عنها فى حفل زفافه فى إيران من ابنة، أبو محمد المصرى، الذراع اليمنى للظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة.

وتشير معلومات يتم تداولها، على أن حمزة بن لادن،قد تزوج من ابنة محمد عطا قائد هجمات 11سبتمبر 2001، وهى معلومات مشكوك فى صحتها، وفق تأكيدات بأن عطا لم يسبق له الزواج، قبل أن يلقى مصرعه، فى الهجمات.

وحرص حمزة، على استغلال العامل النفسى، وربط نفسه باستمرار بوالده أسامة بن لادن، فسبق أن نشر فى مطلع العام الماضى، رسالة لوالدته خيرية صابر، وشقيقاته، يعلمهن، بخبر «استشهاد» ابنه الأكبر أسامة 12 عاماً، ويقول فيها: إن حفيد زعيم القاعدة، كان شديد التعلق بجده.