خبير أثري: المصري جعل الأم ربة.. والوسيلة للحصول على لقب ملك

أخبار مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قال الخبير الأثري علي أبو دشيش، والباحث في الآثار المصرية القديمة، إن شعوب العالم تحتفل بيوم المرأة، ومؤخرًا صنعوا للأم عيدًا للاحتفال والاحتفاء بها لما لها من دور كبير في حياه الشعوب فهي العمود الفقري لنمو أي مجتمع وتقدمه، بل إن شهر مارس ككل أصبح شهرًا للمرأة والربيع.

وأشار "أبو دشيش" إلى أنه في العصر المصري القديم، حصلت الأم على ألقاب شرفية تدل على احترام المجتمع لها مثل موت نثر "أم الإله"، وحمت نسوت "أم الملك". 

وملكيًا لعبت الأم دورًا بارزًا –والكلام لأبو دشش- حيث كانت المعبر الذي لابد أن يعبره الملك كي يصل إلى عرش البلاد، حيث نصت التقاليد الملكية المصرية القديمة، أن يكون ملك مصر عظيمًا دماؤه ملكية، من أم وأم ملكيين، وأم زوجة رئيسية، ولا يصح أن يكون ابن أمًا ثانوية، فهو حاكم أعظم الحضارات والشعوب، فهكذا اعتقد المصري القديم. 

وأشار أبو دشيش، إلى أن المصري القديم اهتم بالأم والأمومة في كل شئ في حياته، وجسد ذلك من خلال التماثيل وداخل المقابر، وهناك العديد من النماذج الفنية المصرية القديمة التي تعلن هذا الاهتمام. 

وأضاف أننا وجدنا ضمن مقابر الدولة الحديثة الكثير من البرديات التي حوت نماذج من النصوص التقليدية للأم في عيدها، واختاروا لعيد الأم آخر شهور فيضان النيل، عندما تكون الأرض الخصبة معدة لبذر البذور، أو بذور الحياة التي تبعث الحياة في الأرض، وهو شهر هاتور في التقويم المصري القديم، وهاتور أو حتحور تعبر عن ربة الجمال ومعنى "حت- حور" بيت الإله "حور"، لذلك شبهوا الأم بنهر النيل الذي يهب الحياة والخصب والخير. 

كما صور المصري القديم –والكلام لأبو دشيش- الكون في نظريه الخلق، وشبه السماء "الربة نوت" بـ "الأم" التي تحمل الشمس وتلدها كل يوم وفي نهاية اليوم تبتلعها، وهكذا كل يوم، فكانت الأم منذ الوهلة الأولى للمصرين القدماء مرجعًا مهما في تكوين العقيدة، وكانت نوت وإيزيس ونفتيس ثم حتحور وغيرها مثال على عظم مكانة الأم عندهم.

وأضاف أبو دشيش أن الربة حتحور ظهرت بصور وخصائص وتم تقديسها في أماكن كثيرة وعرفت كـ "ربة" للأمومة والعطاء، واندمجت مع إيزيس، وقورنت في بلاد اليونان بالربة أفروديت "فينوس"، وارتبطت حتحور بالربة الأم لما تحمله من أشكال الأنثى.

كما تناول الأدب المصري القديم حياة المرأة باعتبارها شريكًا أساسيًا في الحياة وخلال قصة القروي الفصيح نجد تحمل المرأة المسؤولية مع زوجها وكيفيه مشاركتها في إدارة شؤون البيت في غياب الزوج. 

وسرد أبو دشيش أقوال الزوج لزوجته حيث قال لها "إني ذاهب إلى المدينة لأحضر منها طعامًا لأطفالي؛ فاذهبي وكيلي لي القمح الذي في المخزن وإن ما بقي من القمح سيكون طعامًا لك ولأطفالك". 

وختم أبو دشيش كلماته بأعظم نصائح بتاح حتب متحدثًا عن الأسرة ويقول إذا كنت كفئًا أسس لنفسك بيت وأحب زوجتك وأشبع جوفها واستر ظهرها.