مريم رجوي في اليوم العالمي للمرأة.. نظام "الملالي" العدو الأول للنساء

السعودية

مريم رجوي
مريم رجوي


وجهت مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، رسالة في اليوم العالمي للمرأة، الذي يحل في الثامن من مارس، بتوجيه التحية للنساء في إيران وحول العالم، اللائي كتبن تاريخ نضال المرأة من أجل المساواة والتحرر بمعاناتهن ودمائهن.

وقالت في رسالتها: “إنه لشرف للمرأة الإيرانية التي ظلت، منذ اليوم الأول وحتى اليوم وعلى مدار أربعين عامًا من حكم النظام الكهنوتي البغيض، تقوم بالاحتجاج والنضال وأسست مقاومة رائعة، وبسبب هذا النضال والمقاومة بالضبط، ليس فقط 8 مارس، هو يوم المرأة ولكن أيضًا كل يوم هو يوم المرأة بالنسبة للمرأة الإيرانية، اليوم، النساء يشاركن في صفوف الانتفاضات والاحتجاجات التي يقوم بها الطلاب، والمدرسون، والتربويون، والعمال، والمزارعون، والمتقاعدون، وسيستمر كفاحهن حتى الإطاحة بهذا النظام”.

وأضافت: “النساء هنّ من يواجهن، في لحظات الخوف والصمت، جلاوزة النظام، ويهتفن بملء الفم الموت لخامنئي، ويقدن إلى جانب العمال مرتدي الأكفان، صفوف التظاهرات الاحتجاجية، ويمثلن أصوات المعلمين والمتقاعدين، ويحرّضن الشباب على الوقوف ضد عملاء النظام، وفي السجون، يقفن بكل شجاعة مع أخواتهن الأخريات، وفي صفوف مناضلي درب الحرية، قمن بتأسيس معاقل الانتفاضة.

وتابعت “رجوي”: “خامنئي ونظامه ليس لهما حل في مواجهة كفاح النساء والاحتجاجات المتصاعدة للشعب الإيراني، سوى إظهار سياسة المخالب والأنياب الدموية، إنه يريد أن يعيّن واحداً من أسوأ العناصر سمعة في مجزرة ثلاثين ألف سجين سياسي، على رأس سلطته للقضاء، تلك المجزرة التي استهدفت ثلاثين ألف سجين كثير منهم من النساء، لكن تعيين هذا السفاح المكروه لا يستطيع معالجة هبوط المعنويات والضعف الذي يخيّم على كل النظام أمام حركة الشعب الإيراني، وعلى مدار العام الماضي، استمر اعتقال آلاف النساء في عموم إيران بحجة سوء التحجب وتعرضن للمضايقات والإساءة.

من ناحية أخرى، قالت إن عدد النساء العاطلات عن العمل ينمو بمعدل مدهش، ويصل معدل البطالة بين النساء المتعلمات إلى 78٪. معدل البطالة بين الشابات دون سن الثلاثين هو 86% هذا هو نتاج السياسة المناهضة للمرأة لنظام يدّعي الولي الفقيه فيه بوقاحة أن التوظيف ليس قضية رئيسية بالنسبة للمرأة.

وأوجدت مأساة زواج الفتيات دون سن الثامنة عشرة ظروفًا لهن لا يمكن وصفها، فعدد النساء والفتيات المدمنات يرتفع عامًا بعد عام، و50% من السجينات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و34 عامًا هن سجينات بسبب المخدرات، وفي العاصمة، هناك ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من النساء ينمن في الكراتين، وأن كثرة النساء من ضحايا الدعارة والويلات والمآسي كارثية.

وأكدت في رسالتها: “نظام الملالي هو العدو الأول للنساء وأول عائق أمام نيل الحرية والمساواة، لذلك، فإن كل نضال وحركة من أجل الحرية والمساواة يعبران في الخطوة الأولى من سكة الإطاحة بالنظام الكهنوتي، لذا فإن التعامل الأول لتحقيق المساواة، هو حضور فعّال في النضال من أجل تحرير شعبنا وبلدنا، والقوة الرئيسية وراء هزيمة الديكتاتورية الدينية الحاكمة هي النساء الإيرانيات اللواتي تحملن أكبر قدر من الاضطهاد ولديهن أكثر الحوافز للإطاحة بها.

أما التعامل الثاني لنجاح نضال المرأة فهو التضامن والعمل الجماعي، وهذا هو المفتاح للتقدم والذي يجعل الإبداعات مزدهرة ويضاعف الطاقات بالمرات ويهمّش المخاوف والعيوب، لذا، يجب أن نقول كل مرة أمام الموانع والعقبات، علينا أن نبدأ من جديد ونمسك أيدي بعضنا البعض، كل واحدة تستطيع في التضامن مع أخواتها الأخريات، أن تنمّي مواهبها بأفضل طريقة ممكنة، وعندما نرفع مستوى الجهد الفردي إلى جهد جماعي فإن مواجهة العقبات تصبح أمرًا سهلًا، لذا يمكن لكل واحدة منا أن تتحرك للأمام وتكون مؤثرة، بقدر سعيها لعدم ترك أيادي أخواتها الأخريات، وآن تطيل هذه الطابور، وهذه هي العلاقات والروابط التي رفعتها خاصة في هذه الفترة النساء المجاهدات إلى مستو جديد.

لكن التعامل الثالث هو تغيير المعتقدات، والتمرد ضد العادات والإجبارات المفروضة، علينا أن نناضل من أجل ما يجب أن يكون، وليس ما هو ممكن. وفي هذا الصدد، يعد تغيير العقليات وتغيير معتقدات النساء أنفسهن خطوة حاسمة وضرورية جدًا.

في مكافحة التمييز الجنسي وإثبات تحمل المسؤولية، من قبل المرأة الإيرانية وجدارتها، نجحت المجاهدات والنساء في المقاومة الإيرانية في اجتياز الكثير من الصعوبات لفترة طويلة. إنهن قد تعلمن وأثبتن أن مجموعات النساء لديهن قدرة كبيرة على الترابط مع بعضهن البعض، كما فتحت النساء في المقاومة الإيرانية في هذا الاتجاه طريقة جديدة. إنهن يرون تقدمهن ونجاحهن، رهن تطور جماعي، وأن سعيهن هي سلّم لتطور وتقدم أخواتهن الأخريات.

فهن يمثلن قيمًا مثل التفاني من أجل إنقاذ شعبهن الأسير، وكذلك إعطاء الأولوية للتقدم الجماعي لأخواتهن على الإنجازات الفردية، ولا ننسى أنه في خضم مجزرة أشرف، وتحت بوابل رصاصات العدو، جعلت «جيلا طلوع» نفسها درعًا، لتحمي أختها زهره، ولا ننسى النساء المجاهدات والمناضلات اللاتي يقاومن ويصمدن الآن بروح جماعية في سجون نظام الملالي، ولا ننسى أن النساء المجاهدات كن يربطن أيديهن بعضهن ببعض في مواجهة هجوم عملاء العدو المدججين بالسلاح، ومنعن من اعتقال أو جرح الأخوة والأخوات الآخرين.

إنهن وفي سياق نضال مجيد، أظهرن أن طريق تحرير وخلاص الرجل الإيراني يعبر هو الآخر من المساواة وريادة النساء.

لم تولد النساء ليخضعن للعنف والاضطهاد والاستغلال. بل بإمكانهن ويجب عليهن تغيير العالم في اتجاه قضية المساواة.