المصريات العاملات بالخارج.. بين أوجاع الغربة وتحقيق الأحلام

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يحصر المجتمع، فرص عمل المرأة في مهن محددة، بينما ذهب آخرون لاعتبار مكان المرأة بيتها، وعليها الاختيار بين ممارسة حقها في العمل، أو التمتع بفطرتها الطبيعية بالأمومة، ولكن قليلًا من الجنس الناعم، خرجن عن المعتاد، وقررن السفر خارج البلاد، لشق طريقهن بمفردهن، والتخطيط لمستقبلهن بطريقة غير تقليدية، حتى يصلن إلى أهدافهن، مثابرين بمشقة الغربة، وفقدان الأحباب .

وفي اليوم العالمي للمرأة، التقت "الفجر" مع عدد من المصريات العاملات بالخارج في مهن مختلفة، غير مبالين بنظرة المجتمع.

الأمان الوظيفي في السعودية

تمردت على ثوابت مجتمعها وتقاليده الشرقية، التي تحتم عليها عدم السفر وحدها خارج البلاد، ولكنها رسمت مستقبلًا مغايرًا عن ذوويها، وأمسكت بطرف الخيط حتى وصلت لمحطة المملكة العربية السعودية، وهناك شقت طريقها، بالعمل كممرضة في مكة.

في العقد الثالث من عمرها، سافرت شيرين منير، بعقد عمل كممرضة عامة، ليستقبلها معقب سعودي، ولكنها كغيرها واجهت معاناة وآلام كثيرة في بداية الأمر، حتى حصلت على مرادها؛ "سافرت السعودية 4 مرات، لإصراري على العمل في مجالي، فقدت خلالهم الأحباب والأقارب، منهم أبي، ولكن الظروف الاجتماعية أحيانًا تجبرنا على الغربة، التي ندفع ثمنها من أعمارنا".

وحول وضعهن في المملكة، توضح "شيرين"، بأن هناك احساس بالأمان الوظيفي أكثر من أي مكان آخر، فبند القانون ينص على من يتعدى على ممارس صحي باللفظ أو اليد، حبس وغرامة من 10 آلاف ريال لمليون ريال، حسب الفعل، علاوة على الالتزام بالمواعيد والمرتبات مجزية جدًا، وجميع الخدمات متوفرة، "السفر علمنا كتير، ثقافات جديدة، وبنعتمر ونحج.


كيف أثرت فيكن الأوامر الملكية الخاصة بانفتاح المرأة، تشير "شيرين"، بأن انفتاح المرأة السعودية، أثر عليهن إيجابيًا، حيث يتجولن في المملكة دون تعقيب، حرية التنقل والسفر دون محرم، وغيرها الكثير".


سافرت 18 دولة لتحقيق حلمي

"الوصول للحلم مستاهل المعافرة والخسارات والتنازلات"، بتلك الكلمات التقطت ريهام شرقاوي، أنفاسها لتحكي كواليس عملها بالخارج على مدار ست سنوات، والتي بدأت منذ دراستها في الجامعة، بعدما خذلها مجموع الثانوية العامة.

وبنبرة يملؤها الأمل، تقول ريهام شرقاوي، "مجموع الثانوية العامة كان حافزًا لرسم مستقبل مغاير للذي توقعته ولكنه أفضل بكثير، فكنت أرغب بالالتحاق بكلية الصيدلية، ولكن الرغبة حالت دون ذلك، والتحقت بكلية الألسن، قسم كوري ومجرى، ما فتح لي الطريق، لأسافر لدول عدة، بدأتها بمنحة للمجر، ثم كوريا ثم المجر مرة أخرى.

وتابعت "ريهام"، "عملت كمترجمة للفرق الرياضية في البطولات الدولية، لبضعة سنوات، حتى استقر بي المطاف في ماليزيا، لأعمل كمترجمة"، مردفةً؛ "اشتغلت ست سنوات منذ التحاقي بكلية الألسن وحتى الآن، سافرت 18 دولة، الحياة لم تكن رغدًا، ولكن فيها غربة ومرض وحوادث وفقد ناس وفقد أحلام تانية وحاجات كتير جدًا ضريبة للأيام الحلوة، مختتمةً؛ "أنا اتعلمت من السفر الذي لم أتعلمه في حياتي كلها في مصر".

عاشقة المكياج تبحث عن عمل

وفي قصة كفاح أخرى، تأتي فاطمة بركات ميكب أرتيست، عاشقة الميكب والتجميل، استغلت أيديها في تجميل الآخرين، بوضع مكياج ناعم، يسر الناظرين، إذ لم تكتف بتعلمه في مصر، بل سارعت للسفر بأول طائرة محلقة لسلطنة عمان، قبل خمسة عشر عامًا، حتى تتعلمه على أيدي الخبراء المتخصصين في عالم التجميل والمكياج، الذين استقبلوها بترحاب كبير، نظرًا لفطنتها وسرعة تعلمها.

ظلت "فاطمة" تعمل هناك سنوات طوال، حتى قررت العودة إلى مصر، موطن الأهل والأحباب، بعدما فقدت الكثير نتيجة الغربة، "رغم قسوة الغربة وضريبتها الغالية، بفقد الأهل والأحباب دون توديعهم، ولكن عشقي للمكياج والتجميل كان حافزًا لتحملي الكثير وكذلك تقدير ومعاملة المتخصصين، كان الحافز الأكبر".

وعن عودتها لمصر، توضح "فاطمة"، أنها منذ عودتها إلى مصر، تبحث عن عمل في مجالها، ولكن الوضع مؤسف، "ترفض جميع الكوافيرات عملي، بحجة أن السن كبير تجاوز الأربعين عامًا".