"مكتب استعلامات واستراحة" .. خدمات جديدة في منطقة أهرامات الجيزة

أخبار مصر

خدمات جديدة في منطقة
خدمات جديدة في منطقة أهرامات الجيزة


انتهت وزارة الآثار من تنفيذ عدد من الوحدات الخدمية داخل منطقة أهرامات الجيزة، وذلك بالتعاون مع البنك الأهلي المصري ضمن أعمال بروتوكول الرعاية المشترك لتطوير المناطق الأثرية.

أوضح أيمن سعيد معاون وزير الآثار لتطوير المواقع الأثرية، أن هذه الوحدات هي بمثابة مكتب للاستعلامات واستراحة للزوار تهدف إلى توفير  الخدمات اللازمة لهم أثناء زياراتهم وجولاتهم داخل المنطقة الأثرية.

وأضاف أن الوحدات عبارة عن غرفة خاصة لمفتشين الآثار المسئولين عن التواصل مع الزوار ومساعدتهم أثناء زيارتهم داخل المنطقة، و إرشادهم والإجابة عن أسئلتهم، وملحق بالغرفة مظلة صغيرة مزودة بمقاعد للاستراحة وبها مصدر كهرباء لشحن الهواتف المحمولة والكاميرات.

وأشار سعيد أنه جاري تعميم وتنفيذ هذه الخدمات، في كل من معابد أبوسمبل ومعابد فيلة، والكرنك ومنطقة آثار دهشور وسقارة، بالإضافة إلى تزويد المناطق بلوحات إرشادية وأكشاك للأمن وبوابات استقبال، وذلك في إطار خطة الوزارة في تطوير المناطق الأثرية ومشروع تحسين عرض المواقع الأثرية بالتعاون مع البنك الأهلي ومكتب اليونسكو بالقاهرة وبالتنسيق مع وحدة تطوير الخدمات وتنمية الموارد المالية بمكتب وزير الآثار.

وأهرام الجيزة تقع على هضبة الجيزة في محافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل.

بنيت قبل حوالي 25 قرنا قبل الميلاد، ما بين 2480 و2550 ق. م وهي تشمل ثلاثة أهرام هي خوفو، خفرع ومنقرع.

والأهرام هي مقابر ملكية كل منها يحمل اسم الملك الذي بناه وتم دفنه فيه، والبناء الهرمي هنا هو مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر في مصر القديمة. 

فقد بدأت بحفرة صغيرة تحولت إلى حجرة تحت الأرض ثم إلى عدة غرف تعلوها مصطبة. وبعد ذلك تطورت لتأخذ شكل الهرم المدرج على يد المهندس ايمحوتب وزير الفرعون والملك زوسر في الأسرة الثالثة. وتلا ذلك محاولتان للملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة لبناء شكل هرمي كامل. ولكن ظَهْر الهرمين غير سليمي الشكل. وهما يقعان في دهشور أحدهما مفلطح القاعدة والآخر اتخذ شكلاً أصغر يقارب نصف حجم الأوّل. واستطاع المهندس هميونو مهندس الملك خوفو أن ينجز الشكل الهرميّ المثالى وقام بتشييد هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فدانًا وتبع ذلك هرما خفرع ومنقرع.

أما عن فكرة الهرم تحديدًا فقد ارتبط الشكل الهرمي لديهم بفكرة نشأة الكون واعتقدوا كذلك طبقًا لبعض كتاباتهم ونصوصهم الدينية أن الهرم وسيله تساعد روح المتوفى في الوصول إلى السماء مع المعبود رع .

ويمكن أن نرى أحيانا أشعة الشمس بين السحاب وهي تاخذ الشكل الهرمى أيضًا وكانت كذلك من ضمن هذه الوسائل الكثيره التي يمكن أن تساعدهم في الصعود إلى السماء.

نرى أيضا الشكل الهرمي أعلى المسلات وبعض المقابر الصغيرة للأفراد في جنوب مصر، حتى عندما فكر ملوك الدولة الحديثة في بناء مقابرهم في البر الغربي في وادي الملوك ونقرها في باطن الجبل لحمايتها من السرقة لم يتخلوا عن الشكل الهرمي والذي كان ممثل في قمة الجبل نفسه وبشكل طبيعي.

استغرق بناء الهرم الأكبر ما يقرب من عشرين عامًا وبناء الممرات والأجزاء السفليه من الهرم عشرة أعوام وذلك طبقا لما ذكره هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2000 سنه من بناء الهرم وسمع هذه الروايات وغيرها من بعض الكهنة والرواة . قطعت الحجارة التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر من المنطقة المحيطة بالهرم وحجارة الكساء الخارجي من منطقه جبل طره والحجارة الجرانيتيه المستخدمة في الغرف الداخلية من محاجر أسوان وكانوا يأتوا بها عن طريق نهر النيل الذي كان يصل إلى منطقة الهرم في ذلك الوقت.

كانت الحجارة تقطع وتفصل عن بعضها عن طريق عمل فتحات على مسافات متقاربة في قطعة الحجارة المراد قطعها ثم يتم دق بعض الأوتاد الخشبية فيها والطرق عليها مع وضع الماء عليها، وكلما تشرب الخشب بالماء ازداد حجمه داخل قطعه الحجر ومع استمرار الطرق عليها تنفصل عن بعضها ثم يتم تهذيبها وصقلها باستخدام نوع حجر أقوى مثل الجرانيت أو الديوريت.

استخدم المصريون القدماء طريق رملي لبناء الأهرامات حيث توضع قطع الحجارة على زحافات خشبية أسفلها جذوع النخل المستديرة تعمل كالعجلات ويتم سحب الزحافات بالحبال والثيران مع رش الماء على الرمال لتسهل عمليه السحب، وكلما زاد الارتفاع زادوا في الرمال حتى قمة الهرم ثم يتم كساء الهرم بالحجر الجيري الأملس من أعلى إلى أسفل وإزاله الرمال تدريجيًا. 

يعتقد كثير من الناس أن عظمة الهرم تكمن في طريقة بنائه، وفي الواقع، إن لحديثهم هذا جانبًا من الصحة، فالهرم الأكبر على سبيل المثال عبارة عن جبل صناعي يزن ستة ملايين وخمسمائة ألف طن، ومكون من أحجار يزن كل منها اثني عشر طنًا تقريبًا، وهذه الأحجار محكمة الرصف والضبط إلى حد نصف المليمتر، وهذا بالفعل يستحق كامل الإعجاب بالحضارة المصرية القديمة.