المملكة تعمل علي بذل مجهود لنزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان

السعودية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تقوم السعودية ببذل مجهودًا حثيثه لنزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان، وتقديرًا منها لخطورة ما قد يسفر عنه أي تصعيد بين هاتين الدولتين النوويتين على أمن منطقة الشرق الأوسط والمحيط الهندي. 

وواكبت الجهود السعودية بداية نشوء الأزمة، التي تفجرت في أعقاب استهداف مجموعة مسلحة قافلة أمنية هندية في الجزء الخاضع لنيودلهي من إقليم كشمير منتصف فبراير(شباط) الماضي، ما أودى بحياة 44 عسكريًا من قوات الشرطة الاحتياطية الهندية، وخلال هذه المرحلة بذل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أثناء زيارته إلى الدولتين مساعي جادة لتهدئة التوتر.

وتواصل السعودية جهودها خلال فترة الغارات الجوية المتبادلة بين الهند وباكستان، فسارعت إلى إبعاد شبح احتمال الصدام المسلح، الذي كان يطل برأسه مع وصول نيودلهي وإسلام أباد إلى هذه المرحلة المتقدمة من التصعيد العسكري. 

وأرسل ولي العهد، وزير الخارجية إبراهيم العساف، إلى باكستان، لإقناع قيادتها باتخاذ إجراءات تساعد على التهدئة، وتحافظ على استتباب الأمن والسلام في المنطقة.

وفي أعقاب تراجع حدة المواجهة، ووقف الغارات الجوية بين الهند وباكستان، أرسلت السعودية وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، في زيارة إلى نيودلهي وإسلام أباد لدفع الطرفين إلى الالتزام الكامل بعدم التصعيد، ووقف تبادل إطلاق النار عبر خط الهدنة في كشمير، الذي ينشب بين وقت وآخر، حتى لا يتسبب في تجدد التوتر مرة أخرى، إضافة إلى تشجيعهما على استئناف المشاورات المشتركة لحل أي مشكلات عالقة بين الدولتين.

وتكللت جهود السعودية بالنجاح في تخفيف حدة الأزمة بين الهند وباكستان، وإبعاد نذر المواجهة العسكرية، مستغلة في ذلك ما تتمتع به من وضعية الحليف الإستراتيجي الموثوق لدى الطرفين، لتفاجئ الأوساط السياسية في العالم بنوع جديد من الدبلوماسية في حل الأزمات، يعتمد على توظيف عامل الثقة القائم بين السعودية من الجهة، وكل من الهند وباكستان من جهة أخرى بفعل شراكتها الإستراتيجية معهما، في إقناع الدولتين باتخاذ مواقف معتدلة تقود إلى حل الأزمة ولا تصعدها.

الجهود الموازية
ولم تتوقف جهود السعودية في استخدام إمكانات هذه النوع من الدبلوماسية في إنهاء الأزمة بين الهند وباكستان على مساعيها فحسب، بل أقنعت الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات على القيام بجهود موازية بحكم ما تتمتعان بن من علاقات جيدة مع طرفَي النزاع، بهدف تكثيف الجهود والمساعي الرامية إلى احتواء الأزمة، ومنع تطورها إلى مواجهة مسلحة تربك المنطقة والعالم.

لقد عرف العالم من قبل ما اصطلح على تسميته "دبلوماسية المكوك" وهو نوع من الدبلوماسية ابتكرته واشنطن في إجراء مفاوضات بين أطراف يتعذر لقاؤها المباشر، وفي الأزمة الأخيرة بين الهند وباكستان عرف العالم ما يمكن تسميته "دبلوماسية الحليف الموثوق" كأسلوب جديد في تهدئة التوترات، وتغليب لغة الحوار على المواجهة، اعتمادًا على العلاقات الجيدة بأطراف النزاع، وهو نوع ابتكرته وبرعت فيه السعودية.