د. حماد عبد الله يكتب: تشابك المصالح هي الحدود الآمنة بين الدول !!

مقالات الرأي



قرانا وشاهدنا في التاريخ سواء من خلال كتاب أو فيلم تسجيلي  أو دراما سينمائية أو من خلال قناة جيوجرافيك شانيل (الأجنبية والعربية) .

(من الواقع) أعداء وحروب وغزوات وما ينتج عن ذلك من انتصارات وانهزام  وانكسار لأمم ودول  ومحور وحلفاء !!

وأخر تلك الأحداث الكونية سقوط ما يسمي بالكتلة الشرقية بعد سقوط حائط برلين  بين تلك الكتلتين بل اكثر من ذلك التصاقا سقط حائط برلين بين أفراد الأسرة الواحدة الألمانية ، بعد ان كان الخال شرقي والخالة غربية  والفرق بينهم ليس فقط مستوي معيشة أو أسلوب حياة ، ولكن محاولة الشرقي  للذهاب الي الغربية يعتبر خيانة عظمي ، له فيها نصيب بحكم الإعدام بالكرسي الكهربائي أو علي الأقل السجن مدي الحياة هكذا رأينا ، وهكذا قرانا وهكذا شاهدنا ...

أما اليوم ... نجد أمة "أوربية واحدة" ونجد ألمانيا جزء من الأمة الأوربية لا شرق ولا غرب " ولا إحزانون " عملة واحدة وبرلمان واحد ودستور واحد تحت الأعداد  وسقوط لكل أنواع الحدود  ورئاسة واحدة لفترات محددة لكل أوربا تتولاها إحدى دول القارة ( المجموعة الأوربية ) ....

ونسي الفرنسيون عداءهم للألمان ونسي البريطانيون عداءهم لألمانيا وكذا الألمان للروس ... والمهم هو المصلحة العامة للشعب الأوربي رغم تعدد اللغات وتعدد العرقيات  لكن وحدتهم المصلحة ورغبتهم في القوة وعدم الاصطدام مرة أخري .
وتشابكت مصالحهم واستثماراتهم فالألمان يستثمرون في إيطاليا والإيطاليون يودعون أموالهم ومنتجعاتهم في سويسرا  والعكس يحدث والسيارات أصبحت مقسمة أرقامها ولوحاتها حسب قطاعاتها الأوربية فالاقتصاد كان هو الوجه الغالب في العملة علي الوجه السياسي .. وكان الاقتصاد هو العامل الرئيسي الذي حل محل الحدود ...
"فالمصالح حينما تتشابك فلا يمكن أن يختل الميزان" ولا أن يسمح لأي رئيس أو وزير بأن يغير في إستراتيجيات دولته ضد المصالح الاقتصادية المتشابكة بين أطراف الأمة الأوربية.

  أن الديمقراطية والحرية جعلت تلك الدول تختار أن تعيش وان تجود في أساليب معيشتها وان تهتم بزيادة إنتاجها وإنتاجيتها وحينما دخلت دول أوربا الشرقية إلى السوق المشتركة لتكتمل الأمة الأوربية شرقا وغربا ورغم كل معاناة الشرق علي مدي خمسون عاما أو اكثر من انقطاع ووقوعها تحت سجن "وحصار حديدي" وهي ما يسمي بالشيوعية والاشتراكية ، واقتصاد موجة عبودية النظام  طبعا رب النظام مجموعة من البشر أحاطوا أنفسهم بسياج من السرية وكأنهم كهنوت ....فالكل كان يتحرك بالريموت كونترول من قصور الكريملين ولكن سقط كل شئ وانتصرت إرادة الشعوب وتحررت من قيودها واندمجت في ظل حرية كاملة وديمقراطية كاملة  ومناخ جميل .

نرجو لامتنا العربية أن تصحوا وان تعاف من الأمراض ، والانكسار ، فنحن أمة محمد صلي الله عليه وسلم ، وهي الأمة التي أطلق عليها " خير أمة أخرجت للناس " فنحن نستحق ما تم في أمة أوربا  وبقية الأمم الناجحة !!