سهير عبدالقادر وعدالة السماء!

الفجر الفني

سهير عبدالقادر
سهير عبدالقادر


كنا في عشاء المحافظ ووزير الثقافة على نيل الأقصر قبل سنوات قليلة وفى حديث جانبي مع بعض موظفي الوزارة قال لي أحدهم (لقد كنت منحازاً ومجاملاً فيما كتبته عن السيدة سهير عبدالقادر بجريدة "صوت الأمة" حينما جاء عنوان الموضوع: نتساءل لماذا ولمصلحة من أخفى وزير الثقافة هذا القرار، بالمستندات.. "عرب" خالف تعليمات رئيس الوزراء بتعيين سهير عبدالقادر خبير وطنى).

 

وطرحت فى هذا الموضوع تجاهل وزير الثقافة وقتها صابر عرب قرار رئيس الوزراء بتعيين السيدة سهير عبدالقادر خبير وطنى بصندوق التنمية الثقافية وواجهته وقتها فقال من لديه قرار أو مستند فليخرجه فكان الرد من خلال نشر صورة ضوئية من القرار فى الصحيفة مرفقة بتفاصيل الظلم والمؤامرة التى تعرضت لها "عبدالقادر" ممن يظنون أنفسهم آلهة السينما فى مصر وقتها ومحتكرى الوعى السينمائى، فتعرض الوزير بعدها لحرج بالغ وترك الوزارة بعد تلك الواقعة ورغم أنى كنت قد سألت سهير عبدالقادر وقتها إلا أنها شعرت بالمفاجأة من سؤالي وقالت "لا تعليق" ففهمت أنها تراعى الظرف الدقيق الذى يمر به الوطن ولا تريد إحداث أى أزمات لان الأمر لا يحتمل، فآثرت الصمت وهو ما اعترفت بعدها بسنوات أننى قمت بتقدير الأمر بشكل سليم وهى لم تشأ الحديث وقتها بوازع وطنى.

 

وفى معرض حديثى قلت للموظف الصديق: "إننى شاهدت تلك السيدة وهى تتفاوض مع بعض شركات التجهيزات للمهرجان فى دورته بعد ثورة يناير لتخفيض ألف أو ألفا جنيه لصالح البلد وهذا ما اقل ما وجدته تفعله فقد علمت الكثير مما تفعله لصالح مصر دون اللجوء إلى الاستعراض الإعلامى وسألته: "هل تعرف أن السيدة سهير عبدالقادر تبرعت بمكافأتها عن عملها وهى مبلغ كبير لصالح إحدى الجهات الخيرية؟"، فجاء رد الموظف الصديق: "لا هذه مثالية مبالغ فيها"، ومصادفة وكأن القدر يمنح السيدة حقها فى غيابها جاء السيد محمد ابو المجد وكانت تمت ترقيته قبل أيام وقتها لمنصب المدير المالى لصندوق التنمية الثقافية وسمع ما نقوله ورد على زميله قائلا: "هذا حقيقى وأنا من أوصلت الشيك بنفسى"، وكان هذا فى حضور إيمان عقيل مدير الإعلام بصندوق التنمية الثقافية والتي علقت قائلة "هذا ليس غريب على سهير عبد القادر بل هو الطبيعى منها".

 

خرجت سهير عبدالقادر من مهرجان القاهرة السينمائى بعد حرب ضروس ضدها من أعداء النجاح وتم إسناد الإشراف على مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال وحققت نجاحا كبيراً إلا أن هذا لم يعجب الفاشلين فأطلقوا ضدها الشائعات التى لا أساس لها من الصحة فقام وزير الثقافة وقتها الكاتب الصحفى حلمى النمنم بإلغاء المهرجان ومن وقتها حتى الآن لم يقام فى حين أنه أعاد مهرجان بقرار مشابه مهرجان المسرح -العبثى- اقصد التجريبي.

 

شعرت السيدة وقتها أن وزارة الثقافة لم تعد مكانها وبيتها الذى قضت فيه قرابة الخمس وثلاثون عاماً فتركت المعارك وانصرفت لتغادر نحو أفكار وطنية أخرى فأطلقت احتفالية "سلام من مصر" لتقول للعالم أن مصر آمنة وكانت وقتها الظروف صعبة للغاية، وكنت قريباً منها للغاية وقتها ورأيت بعينى عجائب البشر وإعجاز رب العباد، رأيت من تخلوا عنها فى أزمتها يلاحقونها بكافة الوسائل للظهور فى الصورة من خلال "سلام من مصر"، وهى تسامح وتتفاعل دون حتى ابسط كلمات العتاب، فهكذا يفعل الكبار، رأيتها تفتح منزلها لفريق عملها يتجول أفراده فيه وكأنه فندق.

حققت كالعادة سهير عبد القادر نجاحا كبيراً على المستويين المحلى والدولى عبر احتفاليات "سلام من مصر" التى حضرها كثير من  مسئولى ونجوم مصر والعالم العربى فى الغردقة وشرم الشيخ والقلعة واهتمت كثيرا الوزارات المعنية وأبرزها الداخلية بالتأمين الكبير  فى ظروف قاسية للغاية مر بها الوطن، ومع استقرار الأوضاع نسبياً ، بدأت سهير عبد القادر فى إطلاق ملتقى " أولادنا " لفنون ذوى الاحتياجات الخاصة وأظنه افضل نجاحات عبد القادر على الإطلاق وربما هو الأقرب لشخصيتها المليئة بالعطاء المجانى دون حساب أو تمييز.

 

ملتقى "أولادنا" يرعاه السيد الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسى وهذا ما كان سبباً رئيسيا فى نجاح الملتقى على المستوى الدولى بحضور أكثر من ست وثلاثون دولة، وشعرت مع تلك الرعاية وكأن السماء تمنح عدالتها للسيدة سهير عبدالقادر عبر الرئيس الذى يقود مصر بنجاح نحو الأفضل، وما أفضل من التكريم الذى حصدته تلك السيدة من رعاية رئيس الجمهورية لفكرتها، بالطبع لا يوجد أعظم من ذلك.