اغتصاب فقتل.. "الفجر" داخل منزل الطفلة "سيدة" ضحية "ذئب كرداسة" (صور)

حوادث

بوابة الفجر


خرجت من منزلها فى السابعة صباحا بزيها المدرسى وابتسامتها المعهودة، بعدما قبّلت يد والديها، ولم تكن تعلم أنه الوداع الأخير، فكانت تحلم باستكمال دراستها وتحقيق أحلامها الدراسية والالتحاق بكلية الطب؛ لمساعدة المواطنين غير القادرين على العلاج، فبراءتها جعلتها محبوبة بين الأصدقاء والأهل، تخرج يوميا للدراسة وتعود لمساعدة والدتها فى شئون المنزل.

فـ"سيدة" طالبة عمرها 16 عاما، تحلم بالمستقبل المشرق، لم تكن تعلم بأن نهايتها ستكون على يد حارس العقار الذى تقطنه، ذلك الذئب البشري الذي استدرجها إلى البدروم، بحجة مساعدته على رفع كرتونة ثقيلة، فدخلت بحسن نية دون تردد فى مساعدة الرجل الكهل، وفور اقترابها من باب شقته قام بدفعها، وحاول اغتصابها، قاومت بجسدها الهزيل، فلم تفلح، فأطلقت صرخات النجدة ربما يسمعها أحد، فكانت قبضة يد الذئب البشرى الأسرع فى لطمها على وجهها،  دقيقتان قضتها الضحية تقاوم حتى انتهى صراخها وفارقت الحياة بخنقها باستخدامه إيشارب.
 
جلس الجانى على فراشه والبرود يملئ وجهه يتأمل ماذا يفعل في الفتاة، أشعل سيجارة، وراح يفكر فى التخلص من الجثة، فاختمرت فى ذهنه فكرة إلقاءها على ترعة المريوطية؛ لإبعاد الشبهة عنه، وبالفعل أحضر جوال وكيس بلاستيك، وضع بداخله الجثة واستقل  توك توك، وألقاها فى الطريق، وعاد إلى مسكنه وأحضر كمية من الأسمنت، ووضع الهاتف وحقيبتها المدرسية وصب عليها الأسمنت لعدم كشفه.
فمن داخل غرفة نوم الضحية بالطابق العاشر بشارع سليم بمنطقة منشية البكارى، التقينا بوالدة الضحية التى جلست تبكى على فراق ابنتها: "كنت أشك في حارس العقار منذ البداية لسؤاله بصفة مستمرة عنها، وهروبه فور اكتشف العثور على الجثة"، مضيفة: "كانت ملاك برئ، محبوبة من الجميع، ليه قتل ابنتي، هى عملت إيه عشان يعمل كده، ده شيطان فى صورة إنسان حرمني من بنتي نور عيني، خد حياتي معاها"، مطالبة بإعدامه للقصاص العادل لابنتها حتى تستريح فى قبرها.

والتقط أطراف الحديث عم الضحية سعيد صالح: الحارس قدم منذ شهرين فقط برفقة زوجته إلى العقار، ولم تستطع العيش معه لسلوكه السيئ وتركته وعادة إلى بلدتها، مضيفا: "محدش كان يعرف عنه حاجة غير إنه عايز يشتغل، فى النهاية خطف الطفلة وقتلها، حسبى الله ونعم الوكيل فيه". 

وبسؤال والدها قال: "ابنتى كانت الدلوعة، وأحن أبنائي عليا والمتهم حاول تلفيق التهمة لنا، وحاول رمى الجثة بشقة خطيب ابنتي بالطابق الحادى عشر اللى فوق منا لإلصاق التهمة بعد صعوده بها داخل الاسانسير، ولكنه تراجع وقرر إلقائها على ترعة المريوطية، مضيفا: "لما عرفنا لقينا الجثة قال مسافر البلد؛ عشان عندى حالة وفاة، بدأنا نشك فيه حتى تأكدنا بأنه وراء ارتكاب الواقعة". 

البداية كانت بمضي 6 ساعات على جريمة المتهم، حيث بدأت الأسرة تقلق على تأخر ابنتهم وعدم العودة إلى المنزل، خرج الأب والأم والأقارب يبحثون عنها في كل مكان، حارس العقار حاول إبعاد الشبه عن نفسه بالبحث معهم عن اختفائها، حتى قاربت الساعة الـ9 مساءً،  عادت الأسرة إلى مسكنهم، ودقائق ورن جرس هاتف الأب، من مدرس ابنته؛ ليخبره الأخير بالعثور على جثتها بترعة المريوطية، فسقطت الأم مغشية على الأرض من هول المصيبة، صراخ وعويل سمعه الجيران فتجمعوا ليعرفوا ماذا حدث.

خرج الجميع إلى قسم شرطة كرداسة وتعرفوا على صورة ابنتهم، فريق البحث الجنائي بدأ فى جمع المعلومات والتحريات، وسماع أقوال شهود عيان وجيران الضحية وفحص كاميرات المراقبة؛ ليكتشفوا خروج حارس العقار بحوزته جوال وضعه داخل توك توك، وباستدعاء الحارس تبين سفره إلى بلدته فى المنيا بحجة وفاة أحد أقاربه، فتشابكت خيوط القضية بأنه وراء ارتكاب الواقعة.

باستصدار إذن النيابة العامة ومتابعة الهاتف توصلوا إلى دفنه داخل شقة الحارس وتم العثور على المتعلقات الشخصية للمجنى عليها، وقام قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم، مساعد وزير الداخلية،  بدوره، حيث شكل فريق بحث بالاشتراك مع مديريتي أمن المنيا والجيزة، ونجحوا فى ضبطه، حاول المتهم الإنكار، وبمواجهته أمام رئيس مباحث كرداسة انهار واعترف بارتكاب الواقعة.

وقرر بقيامه باستدراج المجنى عليها إلى غرفته بالجراج لمساعدته فى حمل أشياء ثقيلة وما أن دلفت إلى غرفته قام بدفعها وحاول التعدى عليها ولدى استغاثتها قام بكتم أنفاسها بيده والإيشارب التى كانت ترتديه وأثناء مقاومتها له اصطدمت رأسها بالحائط فأجهز عليها حتى فارقت الحياة واستولى على هاتفها المحمول وقام بنقل جثتها بمركبة توك توك ملكه والتخلص منها بإلقائها بمكان العثور، وأرشد عن الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليها ، وبعرض المتهم على النيابة أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد قاضى المعارضات حبسه 15 يوما على ذمة القضية.