بيومي: زيارة الرئيس الألباني لمصر استعادة للملفات الهامة في العلاقات الخارجية

توك شو

بوابة الفجر


قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس الألباني لمصر استعادة للملفات الهامة في العلاقات الخارجية المصرية والعلاقات الاقتصادية، ولاننسى أن بلدان شرق أوروبا التى كانت حليفة للاتحاد السوفيتي، كانت تشكل أكثر من 65 % من تجارتنا الخارجية، ولايوجد سبب بألا نستعيد هذه العلاقات التى افتقدناها من قبل ونستطيع أن نكسبها الآن. 

وأضاف "بيومي"، خلال مداخلة هاتفية على فضائية "النيل للأخبار"، اليوم الخميس، أننا لنا تاريخ مع ألبانيا فالأسرة المالكة المصرية السابقة كانت تنتمي لأصول ألبانية، والثورة الألبانية التى قامت ضد الملكية في ألبانيا جعلت ملك ألبانيا احمد زوغو، يلجأ لمصر ويقيم فيها حتى وفاته، فضلًا عن العلاقات القوية مع ألبانيا على المستوى الإنساني.

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك مجالات قوية للتبادل التجاري مع ألبانيا في كثير من السلع، مشيرًا إلى أنه مازالت ألبانيا غير مقبولة في الاتحاد الأوروبي رغم أنها عضو في الأطلنطين وفي كثير من منظمات الإقليم الأوروبي.

هذا واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، بقصر الاتحادية الرئيس إلير ميتا رئيس جمهورية ألبانيا، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وعقب ذلك أجرى الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أعرب خلال المباحثات عن ترحيب مصر بالرئيس الألباني في أول زيارة رئاسية له لمصر، مشيرًا إلى ما يجمع الشعبين المصري والألباني من علاقات صداقة تاريخية ممتدة، مؤكدًا الحرص على دفع التعاون بين الجانبين فى شتى المجالات ليعكس مستوي تلك العلاقات التاريخية.

من جانبه أكد الرئيس الألباني سعادته بزيارة مصر، موجهًا الشكر للشعب المصري على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، ومعربًا عن حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات بين الجانبين شهدت استعراضًا لسبل تعزيز التعاون الثنائي، حيث أعرب الرئيسان عن حرصهما على تفعيل اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين لبحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية ومواصلة التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وذلك مع دفع مسار التعاون الاقتصادي، وفقًا للاتفاق المبرم بين البلدين عام 1993، مؤكدين في هذا الإطار أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري والاستثماري. كما رحب الرئيسان بقرب إعلان إطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألبانية، وأشارا في هذا الصدد إلى أهمية تلك الخطوة في تعزيز التواصل بين الشعبين وتحقيق التقارب بينهما.

وقد حرص الرئيس خلال المباحثات على استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، موجهًا الدعوة للجانب الألباني للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها المشروعات القومية الجاري تنفيذها، والمزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة في مصر، لاسيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي والقارة الإفريقية.

كما تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة على ضوء التطورات التي يشهدها هذا المجال حاليًا في مصر في مختلف الجوانب، لتصبح مصر مركزًا إقليميًا للطاقة في منطقة شرق المتوسط، والدور المهم الذي تقوم به ألبانيا على صعيد إمدادات الغاز إلى أوروبا.

وأضاف السفير بسام راضي أن المباحثات تناولت كذلك عددًا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان أهمية التواصل والتنسيق المستمر بشأن مختلف تلك القضايا، في ظل الدور المهم لكل من مصر وألبانيا في منطقتي الشرق الأوسط والبلقان، وقد استعرض الرئيس في هذا الصدد النجاحات التي حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البحرية والبرية.

ولفت السفير بسام راضي إلى أن الرئيس السيسي أعرب عن استعداد مصر لتعزيز ودفع التعاون القائم بين الأزهر الشريف وألبانيا لتدريب الأئمة والدعاة وتعليم اللغة العربية، ونشر قواعد الدين السليم.

وقد أعرب الرئيس الألباني عن تثمينه للجهود المصرية في مجالي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكدًا الحرص على تكثيف التعاون مع مصر في هذا الإطار ومع مؤسسة الأزهر التي تعد منارة للإسلام الوسطي وحائط صد في مواجهة تيارات الفكر المتطرف، كما وجه الرئيس الألباني التهنئة لمصر على توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال العام الحالى، ولنجاح القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت مؤخرًا في شرم الشيخ، مشيرًا إلى حضور مصر القوي حاليًا على الساحة السياسية الدولية بقيادة السيد الرئيس، لتؤكد مكانتها الرائدة في منطقة الشرق الأوسط.