طارق أبو زينب يكتب: "عندما يصبح المشاهد رقم.. برامج تصيبنا بالغثيا"

ركن القراء

طارق أبو زينب
طارق أبو زينب


ربما لا يدرك بعض اصحاب القرار في المحطات الفضائية في الوطن العربي أن هناك ظلماً كبيراً واقع على المشاهد العربي بسبب الدور السلبي لبعض البرامج السيئة جداً على الشاشة الصغيرة والتي اصبحت بعض البرنامج تخلط بين مواصفات تجارية بلا مضمون ومذيع لا يمتلك المسؤولية المجتمعية او المؤهلات الثقافية والشخصية التي تجعله جدير بتقديم برامج تلفزيونية، مما يدفع إلى الاستعاضة بمصطلحات وعبارات من الغير مقبول بها أخلاقياً ولا انسانياً ولا مهنياً من أجل استمالة المشاهد العربي.

الواقع المرير والذي نعيشة عندما يدخل الضيف الثقيل الى منازل المشاهدين بإطلالة أسبوعية عبر الشاشة الصغيرة على آلاف الأسر التي تضم أفرادًا ينتمون لشرائح عمرية مختلفة، ويبقى الأهم الأدوات التي تستعمل من المقدم والمخرج البرامج، مثل انعدام الثقافة المتنوعة والحضور من قوة الشخصية واللباقة وسرعة البديهة وحسن التصرف، والمقدرة على التجديد بعيد عن الاستعانة بالصوت العالي ،و بالعبارات العنصرية وعدم تقبل الاخر   . 

و إذا أردنا أن نذكر جميع المشاكل التي يمر بها بعض الاعلام العربي فسنعي أنه في وضعٍ خطير، لكن من أبرز هذه المشاكل والتي أصبحت تؤثر سلباً على الأجيال القادمة هي بعض البرامج التلفزيونية التي تقودنا نحو المجهول، و عدد كبير من البرامج السيئة والتي بدون مضمون ولا هدف إنساني او اجتماعي  وبعيده عن الحلول الواقعية، وخاصة عندما يتم في بعض الاحيان  الاتفاق مع الضيف و التحضير بأنه الضحيه .

في الوقت الذي يجب أن تسعى هذة البرامج للتخلص من كل الأمور التي تنعكس سلباً على مجتمعاتنا العربية ، و نجد أنفسنا في مكانٍ آخر و الجدير ذكره أن فكرة هكذا برامج لا تليق بمجتمعنا ولا تتناسب العادات ولا التقاليد وخاصة في  الوضع الحالي الذي تعيشه مجتماعاتنا من استهداف اعلامي واخبار مزيفه و أزمات عديده .   

لقد اصبحت المنافسة هي فقط على المراهنة ب Rating بإستخدم الفاظ وكلمات غير لائقة بدلاً بتزويد عقل المواطن بالمعلومات المفيدة والحلول المفيدة.

إذا كنا نسعى في الوطن العربي لمواكبة التطوير وتغيير جزء من مجتمعاتنا  نحو الأفضل فعلى إدارة بعض المحطات التلفزيونية أن نختار الطريق الأصح لتحقيق هذا الهدف وليس اعتبار المشاهد رقم ولا يقاس نجاح البرنامج بعقدة عدد المشاهدة او الحملات الاعلانيه للبرنامج الباهظه الثمن، وبإضافة الى الحرص من بعض مقدمي البرامج العربية بالتشهير والإساءة المباشرة للضيوف واتهامهم جزافًا وإهانتهم بكلام صادر على شاشة تلفزيون عربية.