جولة تدريبة للنشر العلمي بوزارة الآثار في أقدم جبانة مسيحية (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


كشف أحمد علي رضوان مفتش آثار جبانة البجوات في الوادي الجديد، عن أهمية مقابر المنطقة، مشيرًا إلى أنها جبانة مسيحية يمتد تاريخها من القرن الثاني الميلادي إلى القرن السابع االميلادي.

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها مجموعة من الأثريين اليوم الأربعاء لمقابر البجوات، وذلك ضمن فعاليات رحلتهم التدريبية في الوادي الجديد، بالتعاون بين إدارة التدريب والنشر العلمي في الإدارة العامة لمنافذ الآثار ووزارة الشباب والرياضة، ضمن حملة اعرف بلدك لزيارة الأماكن الأثرية والتاريخية في مصر.

ومن أشهر المعالم الأثرية التي تضمها المنطقة مزار السلام، وسمى كذلك لوجود رمز السلام مصور بقبة المزار، ومزار الخروج وبه عدة مناظر مرسومة ترصد قصة خروج بني إسرائيل من مصر يتعقبهم فرعون بجنوده.

كما صورت بعض الرسوم الزاهية الألوان التي تمثل بعض القصص المقتبسة من كتاب العهد القديم مثل قصة نوح– وقصة فداء إسماعيل وغيرها، وبالجبانة مخربشات تتمثل في الكتابات والخطوط التي سجلها زوار البجوات بعدة لغات، كما توجد وسط المنطقة كنيسة على الطراز البازيليكي المكون من 3 أروقة.

يذكر أن جبانة البجوات تقع في محافظة الوادي الجديد، والكلمة "بجوات" محرفة من كلمة "قبوات" نظرًا لكثرة قباب الجبانة، وتضم المحافظة العديد من المواقع الأثرية، التي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ بخمسة آلاف سنة، مرورًا بالعصور الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية.

والبجوات تضم أكثر من 300 مزار أثري، شيدت على أطلال مقابر رومانية التي تحتوي على رسومات جدارية مهمة، ومحافظة الوادي الجديد من أكبر محافظات الجمهورية، ويرجع تسميتها إلى إعلان الرئيس جمال عبد الناصر عام 1958م، عن البدء في إنشاء واد مواز لوادي النيل يخترق الصحراء الغربية لتعميرها وزراعتها على مياه العيون والآبار بهدف تخفيف التكدس السكاني في وادي النيل، وكانت تسمى قبل ذلك محافظة الجنوب.

والواحات تعتبر من أبرز معالم الوادي الجديد، وعرفت الواحات في مصر منذ أقدم العصور فواحة الخارجة سميت بـ"الواحة العظمي" حيث كانت تشغل منخفضا كبير في الصحراء وعاصمتها هيبس والتي اشتق اسمها من كلمة هبت ومعناها المحراث. 

وكانت الواحات الداخلة تسمي كنمت وعاصمتها (دس- دس) أي (اقطع- اقطع) بمعني قطع الأرض وشقها لزراعتها وعرفت الفرافرة باسم (تا- احت) أي أرض البقر. 

عاش في المنطقة إنسان عصور ما قبل التاريخ منذ حوالي 5000 سنه ق.م. وترك آثاره في ربوع الواحات منها جبل الطير بالخارجة ودرب الغبارى بطريق الخارجة - الداخلة وفي العوينات جنوب الواحات، وفي العصور المصرية القديمة كانت الواحات تمثل أهمية قصوى لكونها خط الدفاع الأول عن مصر القديمة لتعرضها لهجمات النوبيين من الجنوب والليبيين من الغرب، وكان قدماء المصريين يهتمون بهدوء المنطقة واستقرارها وتظهر آثارهم في عدة مناطق بالخارجة والداخلة، وعندما غزا قمبيز الفارسي مصر العام 525 ق.م.

وأهان معبودها الإلة آمون واختفى جيشه المكون من 50000 مقاتل في بحر الرمال العظيم جاء خلفه دارا الأول فحاول إرضاء المصريين حتى يتمركز حكمه ويرضى عنه كهنة الإله آمون فبدأ في ترميم ونقش بعض المعابد ومنها معبد هيبس. 

البطالمة دورهم الكبير في ازدهار الزراعية بالواحات واستغلال اقتصادياتها وتظهر آثارهم على طول درب الواحات بطريق باريس.وعندما بدأ اضطهاد الرومان لأقباط مصر حضر إلى الواحات كثير من الأقباط الفارين بدينهم وعقيدتهم وعاشوا فيها بزراعة الأراضي حاصدين لخيراتها. وتعد جبانة البجوات بشمال الخارجة أبرز دليل لهذا العهد. 

وجاء دور الرومان الذين استغلوا الواحات فظهروا وشقوا القنوات واستغلوها في الزراعات الكبيرة وازدهرت التجارة على طريق درب الأربعين الموصل بين مصر والسودان عبر الواحات، وكان شريانا للتجارة، وتظهر معابدهم على طول هذا الدرب وأهمها معبد الغويطة وعند الزيان معبد دوش.