الإمارات وكوريا تؤكدان أهمية تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة

عربي ودولي

حمد بن زايد آل نهيان
حمد بن زايد آل نهيان والرئيس الكوري


أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الصديقة الأهمية الحيوية لمواصلة تعاونهما الوثيق في مختلف جوانب العلاقات الثنائية، لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية، وتحقيق التنمية والازدهار للبلدين وشعبيهما الصديقين.

 

كما أكد البلدان مواصلة تعاونهما لتحقيق السلام والاستقرار وترسيخ قيم التسامح والتعايش.

 

وفيما يلي نص البيان المشترك بين جمهورية كوريا ودولة الإمارات الذي صدر في ختام زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "بناء على دعوة من رئيس جمهورية كوريا مون جاي - إن، قام ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة رسمية إلى جمهورية كوريا في 26 و27 فبراير 2019.

 

وأجرى الرئيس مون جاي - إن والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مباحثات معمقة حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية والاهتمام المشترك بين الجانبين، مجددين تأكيدهما على الأهمية الحيوية لمواصلة التعاون الوثيق بين جمهورية كوريا ودولة الإمارات العربية المتحدة في جميع جوانب العلاقة الثنائية.

 

أولاً تعزيز "الشراكة الاستراتيجية الخاصة" حيث أعرب الجانبان عن رضاهما عن تعزيز العلاقات في مجموعة من المجالات بما فيها الاقتصاد والدفاع والعلوم والثقافة والتعليم، وذلك منذ إنشاء الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين في مارس سنة 2018، وفي هذا السياق، رحب الجانبان بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن الحوار الاستراتيجي الخاص، معربين عن رضاهما تجاه المبادرات المتنوعة والتي تشمل الحوار الاستراتيجي بين وزيري الخارجية، والاجتماع الوزاري لنواب وزراء الخارجية والدفاع (2 + 2)، والمشاورات رفيعة المستوى بشأن التعاون النووي التي تواصل القيام بدور محوري في تعزيز الثقة والصداقة بين الدولتين.

 

وتأكيداً على أهمية مشروع محطة براكة للطاقة النووية باعتباره أساساً قيّماً لتعميق التعاون الثنائي بشكل أكبر، اتفق الجانبان على أن البلدين سيواصلان العمل بشكل وثيق لإنجاز هذا المشروع .. كما أكد الجانبان أهمية توسيع الشراكة النووية الاستراتيجية واستكشاف فرص التعاون المحتمل في دول أخرى، كما وأكد الجانبان أهمية السلام والأمن والاستقرار، فقد تعهدا بتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية، مثمنين الخطوات الكبيرة التي تمّ القيام بها من خلال الاجتماعات الدورية لوزراء دفاع البلدين، ومؤكدين أهمية التعاون الدفاعي باعتباره عنصراً محورياً في العلاقات الثنائية والتي تواصل تعزيزها بعد إنشاء الشراكة الاستراتيجية الخاصة.

 

وأكد الجانبان أهمية الدور الذي يلعبه قطاع الطيران باعتباره صناعة رئيسية في كلا البلدين، مثمنين الدور الإيجابي الذي يلعبه قطاع الطيران في تطوير علاقات التعاون الثنائية بين البلدين.

 

ثانياً السعي إلى تحقيق النمو المتبادل في المستقبل وتعزيز التعاون الاقتصادي الحالي، وتأكيداً على الدور الذي يلعبه البلدان كدولتين محوريتين في مناطقهما، أشار الجانبان إلى العلاقات التجارية والاقتصادية المتميزة بين البلدين، إذ بلغت قيمة التبادلات التجارية غير النفطية في سنة 2018 نحو 841.5 مليون دولار أمريكي، واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز هذه العلاقات، لا سيما من خلال تنويع التجارة غير النفطية ومن خلال البحث عن فرص جديدة في مجموعة من المجالات المتطورة، وعلى وجه الخصوص، أكد الجانبان أهمية التعاون في الصناعات ذات القيمة المضافة الأعلى في خضم الثورة الصناعية الرابعة، فاتفقا على تنويع تعاونها في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة؛ والمدينة القائمة على الطاقة الهيدروجينية؛ والبنية التحتية للمدن الذكية؛ وأشباه الموصلات؛ واتصالات الجيل الخامس؛ والزراعة؛ والرعاية الصحية؛ والعلوم والتكنولوجيا؛ وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات؛ والفضاء؛ وبراءات الاختراع؛ والسلامة العامة؛ والذكاء الاصطناعي.

 

وأعرب الجانبان عن سرورهما بإنشاء أسس التعاون في المجالات المذكورة من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال هذه الزيارة، بما في ذلك اتفاقية منع الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب وتفاديها؛ ومذكرة تفاهم بشأن الحوار الاستراتيجي الخاص؛ ومذكرة تفاهم بشأن التعاون السياحي؛ ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الزراعة الذكية؛ ومذكرة تفاهم للتعاون في الإنتاج النظيف والتنمية الصناعية البيئية؛ ومذكرة تفاهم بشأن التعاون الصناعي والاستثماري؛ ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال المدينة الهيدروجينية؛ ومذكرة تفاهم بشأن تعزيز ممارسات وتطبيقات إعادة تدوير النفايات؛ واتفاقية الإعلان العام بشأن هندسة ومشتريات وإنشاءات مشروع المندوس.

ورحب ولي عهد أبوظبي بقرار كوريا المشاركة في معرض إكسبو دبي 2020، وأكد الرئيس مون اهتمام الشركات الكورية بأن تكون شريكة في مشاريع البنية التحتية التي تنفذها الإمارات العربية المتحدة استعداداً لمعرض إكسبو دبي، إلى جانب خطط التنمية الأوسع بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون الحالي في قطاع الطاقة، حيث أشار الرئيس مون إلى الإمارات العربية المتحدة باعتبارها واحدة من أكبر الموردين للنفط الخام إلى كوريا معرباً عن شكره لها لكونها شريكاً مهماً ومستقراً في هذا المجال. من جانبه، أكد ولي العهد الشيخ محمد بن زايد على الدور الكبير للشركات الكورية في التطوير المستمر لقطاع النفط الإماراتي، ورحب بمزيد من التعاون مع كوريا في هذا المجال.

 

ثالثاً تعزيز التبادل بين الشعبين من خلال تعاون أفراد المجتمع في كلا البلدين، حيث أكد الجانبان الحاجة لتوسيع نطاق التعاون الثنائي بما يتجاوز التعاون الاقتصادي الذي يركز على رأس المال والتبادلات المادية ليشمل تعزيز التبادلات بين الأفراد والتفاهم بين الثقافات، وفي هذا الصدد أعرب الجانبان عن أملهما في أن تساعد مذكرة التفاهم بشأن التعاون السياحي في تعزيز الإطار المؤسسي للتعاون الذي يركز على أفراد المجتمع، وانطلاقاً من أهمية التعليم باعتباره أحد المجالات الرئيسية في الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين والتي تساهم في تعزيز التعاون بين الأجيال القادمة، فقد اتفق الجانبان على العمل معاً بشكل وثيق وضمان الفرص لمواطنيهم لزيادة المشاركة في هذا المجال.

 

رابعاً تأسيس شراكة تؤدي دورا رائدا في السلام والاستقرار الإقليميين، وباعتبارهما دولتين تلعبان دوراً رائداً في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين، فقد أعرب الجانبان عن تصميمهما على تعزيز التعاون في القضايا العالمية بوصفهما شريكين يحملان نفس قيم السلام والتسامح والتعايش، كما أشاد الجانبان بالتقدم المحرز في شبه الجزيرة الكورية من مسار المواجهة والتوتر المستمر إلى طريق الحوار والسلام من خلال عقد ثلاث مؤتمرات قمة بين الكوريتين وأول قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في العام الماضي، ثم القمة الثانية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.. وأعرب ولي العهد عن أمله في استمرار الحوار من أجل خدمة السلام في شبه الجزيرة الكورية، مجدداً تأكيده على الدعم الكامل لدولة الإمارات العربية المتحدة لعملية تنفيذ نزع السلاح النووي الكامل وإرساء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية.

 

وأشار الجانبان إلى التهديد المشترك الذي يشكله الإرهاب للسلام والأمن في العالم، مجددين إدانتهما القوية للتطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. كما أدانا كل الجهود لاستخدام الدين لتبرير الإرهاب ودعمه ورعايته ضد دول أخرى. وفي هذا السياق، أكد الجانبان التقدم الكبير الذي تم إحرازه بصفتهما أعضاء في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي للقضاء على تنظيم (داعش)، فيما رحب الرئيس مون بإسهام مبادرات مثل مركز صواب ومركز هداية، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التطرف.

 

وبخصوص اليمن، أكد الزعيمان دعمهما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث.. وفيما يتعلق الجانب الإنساني، أشاد الرئيس مون بإطلاق المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً مبادرة إمداد والتي ستوفر 500 مليون دولار أمريكي من الدعم الإضافي للاحتياجات الإنسانية في قطاعي الطعام والتغذية في اليمن وسيتم تنفيذها من خلال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية الأخرى. كما أكد الجانبان أهمية زيادة المساعدات الدولية وتحسين الوصول إلى المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء اليمن.

 

كما أعرب الرئيس مون عن تقديره للدور الإيجابي والفاعل الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة في دعم الحلول السياسية في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الدور العربي في حل المشكلات الإقليمية، وأشار الرئيس مون إلى أن الزيارة التي قام بها البابا فرانسيس إلى الإمارات مؤخراً أظهرت إمكانات رعاية التعاطف والتفاهم والتسامح سعياً إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. كما أعلن الرئيس مون أن الحكومة الكورية، بصفتها طرفاً مسؤولاً في المجتمع الدولي، ستلعب دوراً هاماً في السعي لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط تماشياً مع الجهود الدولية لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب ومنع التطرف والعنف.

 

واتفق الجانبان على السعي لإيجاد أدوار فاعلة لوزارتي خارجية بلديهما من أجل تعزيز تعاونهما في بناء السلام والاستقرار الإقليميين من خلال عقد منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط، ليكون منبراً لتعزيز التعاون في القضايا العالمية والإقليمية.

 

وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن امتنانه لكرم الضيافة الذي تلقاه من الرئيس مون أثناء زيارته كوريا، ودعا الرئيس مون لزيارة دولة الإمارات مرة أخرى في وقت مناسب للطرفين، واتفق الجانبان على الاجتماع بشكل متكرر في مناسبات مختلفة ومناقشة سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية الخاصة".