كلمة أبو الغيط فـي الاجتماع الثاني عشر لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات

عربي ودولي

بوابة الفجر


بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الاجتماع الثاني عشر لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات بمقر الجامعة العربية وبحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط والأمين العام الأسبق عمرو موسى والأمين العام السابق د. نبيل العربي وسفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية إلى جانب قيادات فلسطينية وعربية بارزة.

 

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط،إن القضية الفلسطينية، تمر كما نُدرك جميعاً، بواحدٍ من أصعب فصولها على الإطلاق .. ثمة محاولاتٌ، نرصدها ونرفضها ونستنكرها، لتقويض الركائز التي قامت عليها هذه القضية، وتفريغها من محتواها القانوني والسياسي، وتحويلها إلى مجرد أزمة إنسانية، أو مشكلة معيشية تُحل ببعض الإجراءات الاقتصادية هنا وهناك.. هذه المحاولات لن تنجح، ولكن كشفها ومواجهتها يتطلب منّا جميعاً يقظة كاملة وعملاً متواصلاً من أجل الحفاظ على حالة الاجماع الدولي المساند للحق الفلسطيني المشروع في الاستقلال، وإقامة الدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

إن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومنذ البداية يفتقر إلى التكافؤ.. هناك طرفٌ يُمارس الاحتلال والقهر، مدعوماً بآلة عسكرية وقوة دولية كبرى تُسانده وتُقدم له مظلة الأمان التي تكفل له الإفلات من العقاب مهما أمعن في الإجرام والخروج على القانون.. وثمة طرفٌ ليس أمامه من طريق سوى التشبث بالأرض، والحفاظ على الوجود، وعدم التفريط في حُلم الاستقلال.. إنها معادلةٌ مختلةٌ، غير أن قوة الشرعية الأخلاقية للقضية الفلسطينية، وعمق المساندة والدعم الدوليين للشعب الفلسطيني يعوضان –ولو قليلاً- هذا الاختلال الهيكلي.. لهذا السبب تسعى دولة الاحتلال اليوم إلى تقويض هذه الشرعية الأخلاقية والسياسية، وتعمل –بالتناغم مع الإدارة الأمريكية الحالية للأسف- على التشكيك في عدالة القضية .. وتحاول جاهدة اختراق أوساط وتكتلاتٍ دولية كانت إلى وقت قريب تُمثل رصيداً مضموناً لتأييد القضية الفلسطينية.. وتسعى بكل طريقٍ إلى تمييع المحددات المتعارف عليها دولياً لتسوية نهائية تقوم على حل الدولتين.. فتُشكك في عدالة قضية اللاجئين، بل وفي دور الوكالة الدولية التي تُخفف من وطأة ما يتعرضون له من معاناة مستمرة منذ ما يربو على سبعين عاماً.. وتقوم بإجراءات في القدس بهدف تغيير مركزها القانوني ووضعيتها التاريخية والدينية... إلى غير ذلك من الممارسات والسياسات التي تستهدف الشعب الفلسطيني في حاضره ومستقبله، بل وتحاول سلبه ماضيه وذاكرته.

 

إننا جميعاً نرصد هذه الاتجاهات الخطيرة.. ولكننا نُلاحظ أيضاً أن المجتمع الدولي، في كتلته الغالبة، لا زال رافضاً لهذا المنطق المُدمر لأي أفق سلمي.. المجتمع الدولي يعرف أن تقويض حل الدولتين يعني قتلاً لكل أمل لدى الفلسطينيين، ودفعاً للمنطقة كلها في اتجاه العنف والتطرف .. إن علينا كعرب أن نسعى إلى توسيع دائرة هذا التأييد الدولي، والعمل على الحفاظ على قابلية حل الدولتين للتطبيق في المستقبل .. علينا أن نُعيد التذكير بأن ما يُعرف بالسلام الاقتصادي لن يكون مقبولاً.. وأن الصيغة الوحيدة المقبولة للحل النهائي العادل والشامل لابد وأن تنطلق من إنهاء الاحتلال ثم إحلال السلام الدائم وتطبيع العلاقات وفقاً لما أقرته المبادرة العربية للسلام.. لا يمكن لإسرائيل أن تحصل على الأرض والسلام معاً كما تريد.. بل تكون الأرض في مقابل السلام.

            السيدات والسادة ..

            إننا إذ نستذكر اليوم إرث الرئيس الشهيد والقائد المؤسس، ياسر عرفات.. الذي تصونه وتعمل على إحيائه هذه المؤسسة.. فإننا لا ننسى أن الأمل لم يُفارق عرفات لحظةً حتى في أحلك الظروف.. كما أن إرادته لم تنكسر يوماً، حتى في أصعب المواقف .. وهكذا الشعب الفلسطيني كله .. لا يعرف اليأس ولا يسمح أبداً بأن تنكسر إرادته.

                                                            شكراً لكم،