د. حماد عبدالله يكتب: عدت يا يوم مولدى !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله



حينما جلست إلى مكتبى ، لكىى أكتب مقالاتى الاسبوعية لجريدة الفجر الغراء , ولحضراتكم , جاء فى الأجندة يوم 27 فبراير2019 , وهنا توقفت قليلاً , هل أكتب عن مناسبة هذا اليوم ,وخصوصيته بالنسبة لى ,أم أتركه يذهب كمثله من الأيام وهى فى وتيرة مسرعة كما أحُسَّهَا , فما أن يذهب شهر وحتى يأتى التالى وكأن السابق وأحداثه كان بالأمس القريب وهكذا السنوات ، والشيىء الملفت للنظر أنه  كلما تقدمنا فى العمر نشعر بسرعة الزمن ,وإنقضاء الأيام والأسابيع والشهور ,وكأنها فى عمرنا ساعات بل دقائق!! وأعود إلى مقال اليوم.
قررت أن أكتب هذا المقال عن المناسبة الخاصة بى , وهو أن اليوم يوافق يوم مولدى فى فبراير 1946 ,أى أننى قد قضيت من عمرى ثلاثه وسبعون عاماً , وبنظرية السرعة فى الزمن والتى لو نتكلم عنها فإن الأحداث فى عمرى كلها قريبه من الذاكرة وأعيشها كأنها بالأمس ,ولعل ما جعلنى أشعر بذلك أننى قررت طبع كتابى العاشر ,وموضوعه " مسيرة حياه أستاذ جامعى"وعنونته.... "بالكفاح والعناد والصبر !! .
وهو يبحث من خلال سيرتى الذاتية عن طريق فى أفتقادنا للقدوة بين شبابنا اليوم وأمس والغد !!




وحينما شرعت فى الكتابه لم أجد صعوبة فى أن أحصر أهم الخطوات وأتذكر الوقائع الجسام التى مرت بى وكيف كان التوفيق حليفاً بمشيئه الله وأيضاً بالنيات الطيبة لبعض من الشخصيات الرائعة التى صادفتها خلال هذه الرحلة الطويله.
 ولعل كلمات المرحوم الأستاذ / كامل الشناوى التى تغنى بها الفنان الكبير المرحوم / "فريد الأطرش" كانت حاضره أثناء قرارى بكتابه هذا المقال حيث تقول 
عُدت يا يوم مولدي .. عُدت يا أيها الشقي
الصبا ضاع من يدي .. و غزا الشيب مفرقي
ليت يا يوم مولدي .. كنتَ يوما بلا غد

وفى السطر الأخير من القصيدة إختلف الموقف معى فأنا أحمد الله على أن يوم مولدى كان له غدً ,وأحببت هذا الغدْ ,وهو الأمس البعيدَ , وما تلاه من أيام وسنوات ,وسوف نرى لماذا أحببت اليوم التالى عقب مولدى رغم الشقاء والمعاناه إلا أن النتيجه كثير من الثمرات .
ولعلنى حينما قررت نشر السيرة الذاتية ,فكرت فى أن يقرأها قبل الشروع فى إتخاذ قرار النشر ، بعض من أصدقائى ، وكان إختيارى لصديق عمرى الأستاذ  "عادل حمودة""الكاتب والصحفى الكبير ومؤسس جريدة صوت الأمة والفجر وسبقهم بإعادة الروح لروزاليوسف" ، وصديق أخر رائع تواصلت علاقتى به منذ ثلاثون عاماً وأكثر وهو الأستاذ  الدكتور / مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية حالياً ,وكانت معرفتى به حينما كان مساعد رئيس الجمهورية للمعلومات,وكنت فى هذا الوقت عميداً لكليه الفنون التطبيقية ,ونتيجه للأحداث الهامة التى وقعت فى هذه الأونة إرتبطنا,ولم تنقطع العلاقة بل إزدادت توطضداً, صعوداً وهبوطاً لسوء خلق بعض الحواريون!! ، ولكن إنتصرت إرادة الإستمرار بيننا إلى اليوم .
وكان إختيارى الثالث هو الأستاذ الدكتور "هانى سرى الدين"رئيس هيئة سوق المال (سابقاً)ورغم أن علاقتى معه كانت من خلال عضويتنا فى أمانه سياسات الحزب الوطنى ( المنحل ) إلا أن ممارساتنا تميزت بالحيادية والمواجهة ومحاولات الإصلاح من الداخل وبقسوة كانت مداخلتنا ومواجهتنا، وهنا أرتبطنا أصدقاء وغيره كثيرين فى الحقيقة إلا أن د. هانى ورغم أنه يصغرنى بأكثر من عشرون عاماً ، إلا أن صداقتنا أرتبطت رباطاً وثيقاً ، وأصبح كشقيق يعلم عنى وأعلم عنه كل شىء ، فكان إختيارى له لكى يكون الصديق الثالث فى تقديمه لكتابى ، وكان الأختيار الرابع ، أستاذاً وفناناً وأديباً صحفياً رائع من كتاب جريدة الأهرام 
( أصلاً ) هو الأستاذ "أحمد الجمال" حيث من قراءاتى له ، وجدت أنه من المهتمون جداً بحركة التاريخ والأثار الجانبية لكل وقفة وطنية حدثت فى "مصر" ، وما مررت به هو جزء من تاريخ هذه الأمة ، خلال تلك الأعوام من عمرى فكان صائباً ، حيث قدم "ديالوج صحفى" رائع عما قرأه وعما رأه ، وعما شعر به نحو كتابى  ، وهنا قررت  كتابة المقال ونشره وكل عام وأنتم بخير  .
مهنئاً كل جيلى ومن هم فى عمرى بدوام الصحة ، والعافية ، والستر !!
   Hammad [email protected]